IMLebanon

تغيُّر الفصول يؤثِّر فعلاً في مزاجكم

woman

 

 

كتبت سينتيا عواد في صحيفة “الجمهورية”:

 

لا عجب في الشعور بسعادة وتفاؤل أقلّ عندما تتغيّر أوراق الشجر، وتصبح الأيام أقصر، وتنخفض درجات حرارة الطقس. هناك سبب علمي واضح وراء مَيل الإنسان إلى الشعور بالكآبة خلال الأشهر الباردة. فما هو؟ وكيف يمكن تحسين الوضع؟

أكّدت الأستاذة المشاركة في قسم علم النفس في جامعة بيتسبرغ في ولاية بنسلفانيا الأميركية، كاثرين رويكلين، أنّ “تغيّر الفصول يؤثّر في المزاج، ولكنّ ذلك لا يُطاول بالضرورة الجميع بالطريقة ذاتها.

غير أنّ تقلّبات المزاج الموسمية تشمل غالباً إنخفاض الطاقة، والشعور برغبة أقلّ في التواصل الإجتماعي، وفقدان الإهتمام بالأنشطة المفضّلة، والشهيّة المفرطة على الكربوهيدرات، وتغيّرات في النوم إن لجهة مواجهة صعوبة في الإستسلام له أو لناحية الرغبة في النوم لساعات إضافية”.

تأثير الضوء

واستكملت حديثها قائلةً إنّ “العلماء يعلمون أنّ هناك دوافع بيولوجية وفيزيولوجية عديدة وراء تقلّب المزاج مع الانتقال من فصل إلى آخر، لكنّ الضوء يُعتبر العامل الأبرز.

إستناداً إلى الأدلّة العلمية، إنّ طول النهار الذي يكون أقصر في الشتاء وأطول في الصيف هو التغيّر الموسمي الأبرز الذي يؤثّر في المزاج. وبما أنّ غروب الشمس بات يحصل في وقت أبكر مع بدء الخريف، فمن غير الاعتيادي البدء بمعاناة تقلّبات المزاج خلال الفترة ذاتها”.

وشرحت رويكلين: “الساعة البيولوجية في الجسم هي التي ترصد التغيّرات طوال اليوم. إنها تُخبرنا متى نشعر بالنعاس ومتى نستيقظ، وتؤدي دوراً كبيراً في أنظمة أخرى في الجسم، كإفراز الهورمون، وتنظيم الحرارة، والأيض، والمزاج.

إذاً، عندما ينخفض الضوء خلال اليوم، فإنّ بعض هذه العمليات الذي يتأثّر في الساعة البيولوجية، بما فيها تلك التي تسيطر على المزاج، يتعرّض لعطل. وأظهرت الأبحاث أنّ الأشخاص ينتجون خلال أشهر الشتاء نسبة أقلّ من هورمون السيروتونين الذي يساعد على تنظيم المزاج وضمان الشعور بالسعادة، ومستويات أعلى عندما يتعرّضون لمزيد من أشعة الشمس”.

وأضافت: “توصّلت دراسات أخرى إلى أنّ تغيّر دورات الضوء والظلمة يؤثّر في حرارة الجسم، والمدّة المستغرقة للنوم، وإفراز هورمونات التوتر، وكمية إنتاج هورمون الميلاتونين الذي يحفّز على النوم. يجب أن يعلم كلّ شخص أنّ كآبة الشتاء عبارة عن استجابة بيولوجية لتغيّر مستويات الضوء، وليست شيئاً يمكن تخطّيه عن طريق قوّة الإرادة بمفردها”.

ما الحلول؟

إذا كانت الأعراض التي تواجهونها غير شديدة، فيمكنكم التغلّب عليها من خلال:

  • التعرّض للشمس

يشكّل نقص الضوء الطبيعي جزءاً أساسياً لانخفاض المزاج. لذلك فإنّ التنزّه في الطبيعة صباح كلّ يوم يساهم حتماً في تحسين المزاج ورفع المعنويات.

  • الحركة

تبيّن أنّ الرياضة ولو لمرّة واحدة تؤدي دوراً كبيراً في تعزيز المزاج ومحاربة التوتر. وأكّدت مئات الأبحاث التي أُجريت على أشخاص يعانون الكآبة أنّ التعرّق قليلاً يُعدّ فكرة جيّدة.

  • الأكل الصحيح

قد تجدون البراونيز على سبيل المثال من الأطعمة التي تؤمّن لكم الراحة خلال هذه الفترة من السنة، غير أنّ الكربوهيدرات البسيطة والسكريات قد تؤدي إلى ارتفاع شديد لمستوى السكر في الدم ومن ثمّ انخفاضه، ما ينعكس سلبياً في الدماغ.

بدلاً من ذلك، يُنصح بالتركيز على الفاكهة، والخضار، ومصادر الأوميغا 3، والبروتينات، والكربوهيدرات المعقّدة، وشرب كمية جيّدة من المياه، بعدما ثبُت أنّ كلّ هذه العوامل تساعد على ضمان مستويات مرتفعة وثابتة لكلّ من الطاقة والمزاج.

  • تخصيص الوقت للأصدقاء

أظهرت الأبحاث أنّ تمضية الوقت مع الأصدقاء تساعد على تهدئة التوتر، والشعور بنوع من الانتماء، وتحسين الوضع بشكل عام. وثبُت أنّ اللقاءات الاجتماعية والانخراط في الأنشطة المفضّلة يُعتبران من الوسائل الفعّالة لرفع المزاج، وبالتالي هما مهمّان جداً للأشخاص الذين يحاربون الكآبة.