IMLebanon

لبنان… نقطة تلاق بين السعودية وايران

 

iran-saudi-arabia

 

تعترف مصادر رفيعة في “التيار الوطني” الحر بأن الاندفاعة التي حظي بها العهد لا يمكن ان تنتهي اطلاقا فهي وان تعرضت للتعثر جراء بعض الصعوبات التي تعترض عملية تأليف الحكومة التي قال فيها رئيس الجمهورية ميشال عون انها لن تكون حكومة العهد، لا لعمرها القصير الذي لن يتعدى الاشهر الستة بفعل اصطدامها بحاجز التغيير الانتخابي، انما ايضا لادراكه ان مفاعيل المهمة التي اسندت اليه اقليميا ودوليا او على الاقل القيت على عاتقه نظرا لما يمكن ان يقوم به من دور وسطي او تقاربي بين الخصمين اللدودين الجمهورية الاسلامية الايرانية والمملكة العربية السعودية، هذه المفاعيل تحتاج الى وقت لتحقيقها وتظهيرها، علما ان معالم مؤشراتها بدأت تظهر في شكل جلي وما على المعنيين والمتابعين لمجريات الاحداث سوى التمعن فيها وحسن قراءتها ومنها:

اولا: مسارعة ايران الى تهنئة الرئيس عون وايفادها وزير خارجيتها محمد جواد ظريف الى لبنان على رأس وفد رفيع ادى واجب التهنئة في القصر الجمهوري قبل ان يزور في جولة موسعة رئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الاعمال تمام سلام والرئيس المكلف بتشكيل الحكومة سعد الحريري والعديد من القيادات السياسية والحزبية والدينية، علما ان هذه الزيارة الحدث مرت بالنسبة الى لبنان الداخل والمنطقة والعالم وكأنها امر طبيعي من دون ان تلقى اي ردود انفعالية او سلبية من اي فريق.

ثانيا: وصول الوفد السعودي اليوم الى بيروت للمباركة للعهد ورئيسه، في اشارة دعم واضحة خصوصا ان العاهل السعودي الملك سلمان كان من بين اوائل المتصلين والمهنئين والحديث عن امكانية اعادة الهبة العسكرية المجمدة للجيش اللبناني.

ثالثا: اعلان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وقبيل وصول الوفد السعودي استعداده لزيارة المملكة التي قد يستهل برنامج زياراته العربية منها ولقاء المسؤولين السعوديين.

استنادا الى هذا الواقع وفي ضوء المهمة الاقليمية والدولية المسندة الى الرئيس عون والمرتقب ان يلعب دور الوسيط في العلاقات الايرانية السعودية تدعو المصادر نفسها الى التريث وانتظار الكثير من المتغيرات خصوصا على المستوى الداخلي وما قد تحمله على هذا الصعيد قبيل الانتخابات النيابية المقبلة وحتى بعدها. وهي ان تعترف بادراك القليل من القيادات لهذا الواقع الجديد وتتعامل معه بدراية او بالسكوت والابتعاد عن الواجهة كما يفعل حزب الله الذي أوكل مهمة التفاوض في عملية تأليف الحكومة وتوزيع حقائبها الى الرئيس نبيه بري، الا انها ايضا تدعو معرقلي انطلاقة العهد وعبر اي وسيلة كان الى التراجع والتعاون سيما وان هناك في الافق المحلي ما يحفزها لذلك.