IMLebanon

“الهبة السعودية” للبنان خارج الثلاجة؟

michel-aoun-ksa

 

 

فتحت ابواب الهبة السعودية التي بدأت خطوات اخراجها من ثلاجة التجميد تدريجياً مع التسوية الرئاسية، على ان تعود الى سابق عهدها بسرعة، وربما اسرع مما يعتقد البعض. ذلك ان مصادر ديبلوماسية عربية مقيمة في باريس تعتبر عبر”المركزية” ان الزيارتين السعوديتين الاخيرتين للبنان قبل الانتخابات الرئاسية وبعدها، انجزتا معاملات رفع الحظر المعنوي عن الهبة على ان تستكمل الاجراءات التقنية خلال زيارة الرئيس عون الى المملكة وهي ستتم وفق ما تتوقع المصادر قبل نهاية العام الحالي والارجح مباشرة بعد تشكيل الحكومة، الا ان عدم تشكيلها في ما لو استلزم الامر وقتا طويلا لن يحول من دون انجازها في هذا الموعد ما دامت الدعوة الرسمية الملكية وصلت الى بعبدا. ورجحت ان يرافق الرئيس في زيارته وفد وزاري موسع في عداده حكما وزيرا الخارجية والدفاع، بما يكفل البحث في سبل اعادة وضع الهبة على السكة الصحيحة وانجاز الترتيبات المتصلة.

وكشفت في هذا المجال، ان زيارة سعودية ثالثة الى لبنان ستستبق الزيارة اللبنانية الرئاسية الى المملكة، والارجح الاسبوع المقبل، حيث يصل الى بيروت وفد سعودي مدني- عسكري مشترك مكلف بمهمة انعاش هبة المليارات الاربعة عن طريق ادخال ما يلزم من تعديلات او تحديثات عليها نتيجة مرور الزمن.

وافادت المصادر المشار اليها ان فرنسا كانت منذ اليوم الاول لتجميد الهبة على قناعة راسخة بأن ما جرى عملية تجميد وليس الغاء كما روّج البعض، اذ ان ما اعترى العلاقات بين المملكة وسائر دول الخليج من جهة وحزب الله من جهة ثانية على خلفية تدخله ميدانيا في ازمات دول المنطقة، لا بد ان يوضع جانباً كون المملكة تدرك اكثر من غيرها حساسية الوضع اللبناني الداخلي. كما ان مصانع فرنسا، وفق ما قالت أوساط فرنسية مطلعة، لم تتوقف يوما عن انتاج ما ادرج ضمن الاتفاق الثلاثي من سلاح بناء على طلب قيادة الجيش اللبناني التي وضعت لائحة مفصّلة بحاجياتها، وأكثر من ذلك فإنها جددت العقد الموقع مع المملكة للغاية وتم الطلب الى شركة “اوداس” المصنّعة بالاحتفاظ بالسلاح والعتاد الذي تنتجه لمصلحة الجيش في المخازن الفرنسية الى حين الايعاز بالافراج عنه لتسليمه الى الدولة اللبنانية.

واذ اوضحت ان باريس كانت توقعت فكّ أسر الهبة فور انتهاء الازمة الرئاسية في لبنان واستئناف المواصلات على خط العلاقات اللبنانية- السعودية، اشارت الى دور مهم اضطلعت به فرنسا في مجال اعادة العلاقات اللبنانية – السعودية الى سابق عهدها، والدفع في اتجاه اعادة تحريك الهبة نظرا للحاجة الملّحة اليها لبنانيا حيث يخوض الجيش مواجهات شرسة مع الارهابيين على حدوده الشرقية ويحتاج الى سلاح متطور لاستكمال المهمة.