IMLebanon

تقرير IMLebanon: صواريخ روسية مستخدَمة في سوريا تحرمنا الأمطار؟!

weather

 


نستعد لدخول شهر كانون الأول بعد أيام قليلة لكن الشح في الأمطار بات شاغل الجميع هذه الأيام! فلم نشهد بعد أي يوم ماطر هذا العام في وقت شهدت الأعوام الماضية كذلك تراجعاً في نسب المتساقطات. من المؤكد ان ثمة تغيرات مناخية ملحوظة ادت الى تراجع نسبة المتساقطات بشكل ملحوظ ومقلق، لكن المثير للعجب ان حديثاً بدأ يدور عن عامل أساسي يلعب دوره في هذا المجال حيث انه مرتبط بالعلم والتطور تحت مسمى “الصواريخ المضادة للمنخفضات الجوية”.

تلك الصواريخ موجودة في الفعل وهي نظام متطور تستخدمه دول متطورة بحيث تطلق تلك الصواريخ من منصات وتنفجر على ارتفاع 9 كيلومترات تقريبا لتمنع تشكل الغيوم والعواصف الرعدية والشتاء.

استُخدِمت تلك الصواريخ في عدة مناسبات في دول عدة وذلك تزامنا مع احداث عالمية كان الطقس سيعكر صفوها مثلا الاولمبياد والاحتفالات الشعبية، ولهذه المنظومة فائدة من اجل حماية الاراضي الزراعية من تساقط البرد فوقها والحاق الاضرار بالمحصول الزراعي.

لكن يبدو انه يتم استخدام تلك التقنية فوق الاراضي السورية من قبل الجيش الروسي لأغراض عسكرية اهمها تسهيل المراقبة من الاقمار الاصطناعية، فما هي تلك الصواريخ؟ وهل صحيح انها تؤثر على تساقط الامطار في لبنان؟ وهل من اسباب أخرى تؤدي الى تراجع المتساقطات؟!

صواريخ روسيا تمنع الأمطار عنّا؟!

بشكل مباشر، يسأل المتخصص في الأحوال الجوية الأب إيلي خنيصر في حديث لـIMLebanon “لماذا عندما دخلت روسيا الى سوريا تأثر الطقس بشكل سلبي؟ ولماذا في العامين 2015-2016 عندما وصلت اكبر منخفضات جوية على البقاع اختفت وذهبت بعيدا عن لبنان؟ ولماذا في العامين 2014-2015 قبل الدخول الروسي الى سوريا شهدنا اكثر من 6 عواصف ثلجية في البقاع ونسبة المتساقطات وصلت الى الـ800 ميليمتر؟!

ويشدد خنيصر على أن “ثمة مصلحة روسية اساسية عسكريا من اجل تغيير الطقس ومنع تشكل الغيوم والمنخفضات الجوية وذلك لفتح المجال امام الاقمار الاصطناعية لمراقبة ما يجري على الأرض لكي يبقى الوضع تحت سيطرتها ولكي لا تدخل العواصف الى سوريا وتعكر الاجواء وعمليات المراقبة، لذلك تستخدم الصواريخ المضادة للمنخفضات وهذه الصواريخ اجمالا تستخدم في دول متطورة كأميركا وروسيا والصين، والسبب الاساسي بدأ من اجل حماية المزروعات والمحاصيل الزراعية فتلك الصواريخ تبعد المنخفضات وتمنع احتمال تساقط الامطار والبرد”.

ويشرح ان “الصاروخ ينفجر في الجو ويبعث طاقة حرارية تصل الى 50 كلم2 حتى تحافظ على منطقة ضغط الجو المرتفع واذا كان هناك قيم منخفضة يعمل على رفعها”.

الجفاف يضرب العالم

من جهته، لا يوافق الخبير في علم الطقس والمناخ جو قارح الأب خنيصر ويقول ان “الجفاف الذي نشهده مرّ عليه اكثر من ثلاث سنوات وعندها لم تكن روسيا في المنطقة بعد، وفي العامين 2013-2014 مرّ علينا شهر تشرين الثاني من دون اي تساقط للأمطار بحيث تساقطت في 14 كانون الاول”.

ويشدد قارح على أن “المنظمات العالمية الجوية تحذر من الجفاف الذي يضرب العالم منذ 15 عاما، لذلك الصواريخ الروسية التي تستخدم في سوريا ليست هي العامل الاساسي للتغير المناخي والجفاف في لبنان، فالمنظومة الشمسية مترابطة عالميا وتبدأ من النظام الشمسي لتصل الى القطب الشمالي وحرارة المحيطات والجليد، وكل تلك الامور سلبية بالنسبة لمنطقتنا لذلك نشهد انقطاعا في الشتاء، فضلا عن الاحتباس الحراري الذي يؤثر على العالم كله وانتشار ثاني اوكسيد الكربون الذي يمنع الارض من تبريد نفسها وما يؤدي الى ذوبان الجليد في القطب الشمالي، لذلك عندما تذوب تلك المياه تبرد درجة حرارة المحيطات ما يؤدي الى تأخر عملية تبخر المياه، وعندما يخف التبخر ينخفض منسوب الشتاء والمتساقطات”.
ما هو مشروع HAARP الذي يغير الطبقات الجوية؟

لكن خنيصر يشدد على فكرته، مؤكدا أن “هذه الصواريخ التي تغير المناخ تسستخدم حتما في سوريا خصوصا أن منسوب التساقطات تراجع اربع مرات عن العام الفائت ما يؤكد التلاعب في الطقس والسبب يعود للحرب التي تحصل في سوريا وللصواريخ التي تطلق”، ويشير الى أن “هذا المشروع يعرف بإسم HAARP أوHigh Frequency Active Auroral Research Program يعمل على تغيير حركة الطبقات الجوية ويحول الضغط الجوي الى مرتفع كي لا تتساقط الامطار”.

ويكشف عن أن “استخدام تلك المنظومة يشكل جدرانا عالية تصد المنخفضات الجوية التي تحاول الدخول الى لبنان، وإذا اردنا توضيح الصورة بطريقة مبسطة وسهلة فالمرتفع الجوي فوق سوريا بسبب تلك الصواريخ يؤثر على المنخفض الجوي الذي يأتي من فوق البحر الابيض المتوسط من الجهة الغربية ما يؤدي الى عزل الشتاء والعواصف عن لبنان”.

بين لبنان.. وروسيا وكندا!
إلا ان قارح يوضح أن “تلك الصواريخ تأثيرها صحيح على المنخفضات الجوية ولكنها لا تؤثر على منطقة بأكملها خصوصا أن ليس لبنان وحده الذي يعاني من الجفاف، وإذا كان استخدام تلك الصواريخ صحيح فكيف نبرر حصول الجفاف في روسيا واميركا وكندا مع درجات حرارة غير مسبوقة؟ فتلك الصواريخ يمكن استخدامها لفترة معينة على صعيد منطقة معينة وصغيرة ولكن ليس على صعيد عالمي”.

ويتابع أن “ثمة فارق كمية كبيرة من المتساقطات مقارنة مع السنوات السابقة والمعدلات ممكن ان ترتفع  في فصل الشتاء ولكن شرط ان نشهد عواصف قوية لتعوض الفارق، ولكن في الاجمال الشتاء في لبنان يتجه الى الانخفاض في آخر 10 سنوات وكل الاسباب تعود للتغير المناخي وللأسباب الطبيعية التي تحصل وكل المنظمات العالمية تقر بهذا الشيء”.

بين فرضيات الصواريخ والعوامل الطبيعية يبقى المؤكد اننا نشهد جفافاً غير مألوف هذا العام!