IMLebanon

تقرير IMLebanon: هل يمكن لعون التوفيق بين وثيقة مار مخايل واتفاق معراب؟

michel-aoun

 

 

إنطلق العهد الجديد بانتخاب الجنرال ميشال عون رئيسا للبنان، هذا الانتخاب تكلّل بالنجاح بعد سلسلة من التحالفات والاتفاقات التي ادت الى وصول عون الى بعبدا.

هذا العهد يعوّل عليه كل اللبنانيين بأن يكون عهدا فريدا من نوعه ويحارب الفساد ويتجه نحو بناء الدولة والمؤسسات واعادة لبنان الى الخارطة السياحية التي كان يتمتع بها عبر اعادة فتح الخطوط مع الدول العربية الصديقة.

ولكن هناك نقطة أساسية تطرح اكثر من علامة استفهام بشأن امكانية تفعيل دور هذا العهد من دون ان يصاب بأي انتكاسة خصوصا أن تأخّر تشكيل الحكومة هي واحدة من الامور التي بدأت تأخذ منحى سلبيا في انطلاق هذا العهد.

وعلى صعيد آخر، هناك مشكلة أخرى يواجهها عون وهي التوفيق بين وثيقة مار مخايل واتفاق معراب، وعلى هذا الاساس صرّح أمين سر تكتل “التغيير والاصلاح” النائب ابراهيم كنعان أن “قوة العهد واستراتجية الرئيس عون قائمتان على قدرته في جمع وحماية تفاهماته الوطنية لاسيما مار مخايل ومعراب وليس العكس”.

فهل صحيح ان الرئيس عون قادر على الجمع بين وثيقة مار مخايل واتفاق معراب؟

لا تناقض بين وثيقة مار مخايل واتفاق معراب

عضو تكتل “التغيير والاصلاح” النائب آلان عون لا يرى أن هناك تناقضا بين وثيقة مار مخايل واتفاق معراب، ويؤكد في حديث لـIMlebanon اننا “في اتفاق معراب وصلنا الى قاسم مشترك الى الحد الممكن لكي لا نناقض تفاهماتنا السابقة، والصياغة كانت حريصة كي لا يكون هناك اي تناقض. ونحن لا نعتبر أن هناك تناقضا بل هناك امور مشتركة عبّرنا عنها، والامور التي لا نتفق مع “القوات” عليها توصلنا الى مساحة مشتركة قدر الامكان بشأنها”.

سعي للتوصل الى أرضية مشتركة

من جهته، يؤكد عضو كتلة “القوات اللبنانية” النائب جوزف المعلوف في حديث لـIMlebanon أنه “بكل بساطة عندما يكون هناك قناعة عند الرئيس ميشال عون في التوفيق بين وثيقة مار مخايل واتفاق معراب فهذا الامر ليس بمستحيل، ومن الطبيعي ان يكون هناك احتمال باتجاه خلق نوع من الحوار للتوصل الى حل للامور العالقة في البلد، وهذا الامر من مسؤوليات الرئيس كحاكم وحكم ونتوقع من الرئيس عون ان يذهب باتجاه حل المعضلات من اجل عودة التفاف الجميع تحت كنف الوطن واعتباره كيان نهائي، وحل للازمات العالقة بما فيها ازمة السلاح غير الشرعي والانخراط في الصراعات الاقليمية”.

ويضيف المعلوف: “الرئيس عون قادر على التوفيق بين وثيقة مار مخايل واتفاق معراب، واذا نتمعن بوثيقة مار مخايل نرى انها تتضمن عددا كبيرا من القواسم المشتركة مع الاطار السياسي الموجود بالتفاهم بين “القوات” و”التيار”، ولكن بالطبع النقاط الخلافية واضحة ونحن نعمل على التوصل الى ارضية مشتركة من اجل تذليل العقبات خصوصا بعد اتفاقنا مع “التيار”.

تأخر الحكومة مؤشر أولي لصعوبة التوفيق

أما نائب رئيس تحرير صحيفة “النهار” نبيل بو منصف، فيرى في حديثه لـIMlebanon أن “محاولة توفيق الرئيس ميشال عون بين وثيقة مار مخايل واتفاق معراب هي نقطة جوهرية في عهده، وفي فترة الشهر ونصف الشهر من العهد الجديد وتأخر تشكيل الحكومة نرى مدى صعوبة التوفيق بين تفاهمي مار مخايل ومعراب، وهذا الامر مؤشر اولي لصعوبة التوفيق بين الاثنين، ونحن حتى الآن لا نزال في التعقيدات الناشئة في مسألة توزيع الحقائب على ان الفريق الشيعي متفاجئ بالحصة الكبيرة للقوات اللبنانية في الحكومة على خلفية التفاهم مع “التيار الوطني الحرّ” وهذه عقدة من العقد اساسية من دون ان ننسى عقدة الوزير سليمان فرنجية”.

ويضيف: “هذا الاختبار سيكون حساسا واساسيا للرئيس ميشال عون في عهده ولن يكون سهلا عليه ولا نعرف مدى قدرته على التوفيق بين الاثنين في كل المحطات، وهذا الامر سيشكل اختبارا دائما للجنرال عون بتحالفه المتناقض مع “القوات اللبنانية” و”حزب الله”.

تشكيل الحكومة يجب ألا يرتبط في التحالفات

وعما إذا كان سبب تأخير تشكيل الحكومة هو عدم قدرة الرئيس عون على التوفيق بين إرضاء “القوات” من جهة و”حزب الله” من جهة أخرى، يقول آلان عون: “من المفروض ألا يكون تشكيل الحكومة مرتبطا بالتحالفات، وتوزيع الحقائب يكون حسب حجم الكتل، ولكن في السياسة هناك اعتبارات يمكن أن تتداخل ببعضها وتطرح هواجس عدة لكل الافراق ما يؤدي الى تأخير الاتفاق على توزيع الحقائب”.

“نحن في وضع غير طبيعي وعمليا كان هناك خلل على صعيد التمثيل المسيحي ولم يكن هناك امكانية للاصلاح لا عبر قانون للانتخاب او حتى عبر اجراء الانتخابات النيابية، وجوهر التفاهم الرئاسي هو اننا نرسي قواعد شراكة جديدة وان من يمثل المسيحيين هو من يصل الى رئاسة الجمهورية، والقوى التي تمثل المسيحيين هي التي تأخذ الحصة المسيحية في الحكومة” يشرح عون.

ويضيف أن “نحاول التعاطي مع الواقع التمثيلي المسيحي من باب تصحيحه خصوصا ان “الكتائب” و”المردة” لهم الحق بالتمثيل في الحكومة وعمليا هذا الواقع الذي يؤخر تأليف الحكومة، وفي السياسة بالتأكيد “حزب الله” لا يفضل “القوات اللبنانية” في الحكومة خصوصا انها تحمل خطابا يعاكس سياسيته، ولكن هذا لا يعني ان “حزب الله” يمنع تأليف الحكومة”.

على “حزب الله” ألا يستعلي على الحوار

وفي ما يخص الحوار مع “حزب الله”، يقول المعلوف: “لا مشكلة لدينا تحت غطاء السلطات الدستورية وعلى رأسها موقع رئيس الجمهورية بالاضافة الى التلاقي في المجلس النيابي، وبالطبع الحوار يجب الا يقتصر على فريق واحد بل التلاقي والتحاور يجب ان يحصل مع جميع الفرقاء الذين نعتبرهم شركاء اساسيين في بناء الوطن واعادة بناء الدولة”.

من ناحيته، يشدد بو منصف ان “الامر وارد جدا خصوصا ان “القوات” لديها قبول على الحوار مع الحزب من خلال دعهمه القوي للجنرال عون، ولكن على “حزب الله” ان يقتنع ان هذه هي الطريقة المثالية لمعالجة ازمته مع عدد كبير من الاطراف اللبنانية واولها “القوات اللبنانية” والا يستعلي على الحوار وعلى الانفتاح على “القوات”، لان انفتاح “حزب الله” على “القوات اللبنانيية” يعني اتجاهنا نحو مرحلة مهمة جدا واساسية بتسوية جذرية للوضع في البلد”.

خطاب القسم والانفتاح العربي دفعة إيجابية لانطلاق العهد

“ولكي ينطلق العهد الجديد بطريقة جيدة، على الرئيس عون ان يترجم الامور التي وعد فيها في خطاب القسم ورسالة الاستقلال، والمحطات القليلة التي ظهرت حتى اليوم اظهرت ما هي اتجاهاته خصوصا انه يضع اولوية لمكافحة الفساد ما سيعطي الشعب انطباعا ايجابيا بأن هذا العهد الجديد سيكون فريدا من نوعه”، يشرح بو منصف.

ويضيف: “بموازاة تلك الامور، على الرئيس عون بناء سياسة خارجية مستقلة فعلا وقولا وممارسة لكي نستقطب الاهتمام العربي والدولي ونخرج من حصار وأَسِر سياسات المحاور، لذلك على الرئيس أن يتبع سياسة مستقلة جدا مهما كلفه الثمن”.

أما المعلوف، فيطالب “الرئيس عون التركيز على ما يسعى الى تطبيقه من جهة ما ورد ذكره في خطاب القسم من تطبيق اتفاق الطائف واللامركزية الادارية ومكافحة الفساد واعادة بناء الدولة، خصوصا ان تطبيق خطاب القسم يشكل اساسا جديدا للدولة اللبنانية”.

من جهته، يؤكد آلان عون أنه “لكي ينجح العهد الجديد علينا التركيز على تشكيل الحكومة والالويات يجب ان تكون الاقتصاد من اجل الاسراع في عملية اعادة انعاش الوضع الاقتصادي، فضلا عن التركيز على الأمور الاصلاحية والقيام بخطوات فعلية على مستوى محاربة الفساد ووضع موازنة والاتفاق على قانون انتخابي جديد، والقيام بمشاريع البنى التحتية والوصول الى تأمين الكهرباء 24/24 بالاضافة الى تحسين الطرقات وتوسيع اوتوستراد جونيه وغيرها”.