IMLebanon

هدف مزدوج لإستئناف النشاط الإرهابي في لبنان!

تقول مصادر سياسية للوكالة “المركزية” انّ هدف التنظيمات الارهابية من محاولتها استئناف نشاطها على الساحة اللبنانية، مزدوج، وله أبعاد أمنية ـ عسكرية من جهة وسياسية من جهة أخرى.

ففي الشق الاول، يعاني “داعش” وفق قراءة المصادر بشدة، من الخناق القوي الذي يلتف حول عنقه في العراق وسوريا، وهو يرى انّ التحرك خارج حدود مناطق تواجده يساعده في تخفيف الضغط الامني عنه ويساهم في إظهاره قوياً وغير متأثر بكل الحملات العسكرية والاعلامية التي تخاض ضده.

وفي حين تشير الى انّه قادر وفق ما تظهره الاحداث على استخدام عدد من المسارح الدولية كتركيا والدول الاوروبية بسهولة، تقول المصادر انّ لبنان قريب جغرافياً من مناطق نفوذ “داعش”، لذا يحاول التنظيم تكثيف نشاطه على ساحته، الا انّ الاجهزة الامنية له في المرصاد.

ومن هنا، تنتقل المصادر لتشير الى انّ “داعش” يعمل جاهدا ليتمكن من تحقيق خرق أمني بما يظهر الوضع في لبنان هشا وغير مستقر ويولد شكوكاً لدى الرأي العام المحلي والخارجي حول قدرة الاجهزة على ضبط الاستقرار. لكنّ الرياح تسير بعكس مشتهاه، تضيف المصادر، فأداء القوى الامنية في مجال مكافحة الارهاب عموما وفي الحمرا، خصوصا، ساهم في ترسيخ ايمان عميق لدى المواطنين بأن الدولة فقط تحميهم وأنّها وحدها الملاذ الآمن.

أهداف التنظيم لا تقف هنا، تتابع المصادر، فهو يدرك جيداً انّ استتباب الاستقرار في لبنان وانتعاش الحياة السياسية في ربوعه اثر انتخاب العماد ميشال عون رئيسا للجمهورية من ضمن تسوية قضت في الوقت نفسه بأن يكون الرئيس سعد الحريري رئيسا لمجلس الوزراء، لا يناسبه خصوصا انه يتغذى من الخلافات والانقسامات بين الاطراف والمكونات المحلية.

وبالتالي، فانّ “داعش” يعتبر انّ استهداف الامن قد يساعده على المدى الطويل في استهداف الاجماع والتوافق السياسيين في الداخل، بما يضرب تدريجيا المناخات التصالحية الايجابية التي تحكم لبنان منذ بادر الرئيس الحريري الى تأييد انتخاب العماد عون، ويعيد عقارب الساعة الى الوراء محليا، الى زمن الفتن السياسية والطائفية والتخبط الاقتصادي الذي يشكل أرضا خصبة لتكاثر خلاياه ونموها.

الا ان المصادر تؤكد عبر “المركزية” أنّ الدولة بأركانها وأجهزتها مدركة لغايات المنظمات الارهابية، ولن تدّخر جهداً لخنقها في المهد، وهي تجزم انّ قطار التوافق السياسي والنهوض الاقتصادي وُضع على السكة الصحيحة وانطلق وكل محاولات اعاقة تقدمه، لا سيما عن طريق التخريب الامني، ستبوء بالفشل.