
أكّد النائب السابق فارس سعيد أنّ “اختيارنا وطن العيش المشترك، النهائي لجميع أبنائه، هو فعل إيمان قبل أن يكون تسوية في ظروف معينة. ومن هنا أيضا فإنّ تغيّر الظروف والموازين العابرة لا يحملنا على التخلي، وإنما يدعونا إلى المجاهدة، ودائمًا بالشراكة مع إخوتنا المسلمين”.
كلام سعيد جاء خلال مداخلة في مؤتمر الأزهر ومجلس حكماء المسلمين في القاهرة، حيث قال: “بينّت إنتفاضة الاستقلال اللبناني في آذار 2005 ما لهذه الشراكة من دور حاسم في رفع الوصاية الخارجية عن دولة العيش المشترك. وهذا بطبيعة الحال فضلا عن أمثولة الاستقلال الأول عام 1943”.
وأضاف: “إن مسيحيي لبنان – بحسب اعتقادي والمرتجى – لا يطلبون حماية لأنفسهم، وإنّما يطلبون من إخوتهم العرب أولا ومن المجتمع الدولي ثانيًا مساعدتهم على حماية نموذج العيش المشترك. هذا النموذج الذي جعل من لبنان – بحسب عبارة المجمع البطريركي الماروني – “الإبن البكر للتلاقي المنشود بين المسيحية والإسلام في الشرق، بل وفي العالم. وهذا ما دفع قداسة البابا يوحنا بولس الثاني إلى المجاهرة بشهادته الرائعة: إنّ لبنان هو أكثر من وطن. إنّه رسالة حرية ونموذج تعددية للشرق كما للغرب”.