IMLebanon

تحقيق IMLebanon: “روبوست”… حلّ نهائي لأزمة السير على أوتوستراد كسروان فهل يطبّق؟

زحمة السير على أوتوستراد جونيه – نهر الكلب كقصة إبريق الزيت، معضلة مرّ عليها عشرات السنوات من دون حلّ جذري وكل يوم تأخير يفاقم الأزمة خصوصا مع إزدياد عدد السكان وعدد السيارات في لبنان.

كل مواطن يعاني من تلك الزحمة التي تمتد لكيلومترات عدّة فيما ان الحلول كثيرة وموجودة إلا ان نية التنفيذ لدى المعنيين مفقودة.

في ظل كل ما يشهده لبنان من صراعات وأزمات، خرج المهندس اللبناني مارك بلّوز بإبتكار فريد من نوعه يحل تلك المشكلة من دون أن يشعر المواطن اللبناني بأي شيء خلال الأعمال التي ستتطلب 4 سنوات تقريبا.

فالفكرة مبدعة وتنهي معاناة اللبنانيين بعد سنوات طويلة من العذاب اليومي على هذا الطريق، وهذا الإبتكار هو تحت مسمى “روبوست Robust”.

فماذا يعني Robust؟ وما هي أهميته وكيف يعمل؟ وما كلفة تنفيذ المشروع؟

لا استملاكات وهكذا يعمل Robust

المهندس مارك بلّوز صاحب فكرة مشروع Robust يؤكد في حديث لـIMLebanon أن “أهم شيء في هذه الفكرة هي أنها تحل معضلة مرّ عليها أكثر من 20 عاما، فنحن متأخرون جدا في البدء في العمل خصوصا أن هذا الحل الوحيد الذي لا يؤثر على زحمة السير الحالية ولا يفاقمها خلال الأعمال، فيمكننا مواصلة العمل ليلا نهارا من دون قطع الطريق او تحويلها وهذا الامر لن يزعج السائقين، ولن يشكل خطرا على السير، لان أوتوستراد جونية يكون دائما مزدحما حتى في ساعات الليل المتأخرة، من دون أن ننسى أن الدولة لن تكون مضطرة لدفع الاستملاكات لانها مكلفة وتتطلب وقتا طويلا”.

ويوضح بلّوز أن “الفكرة تكمن في بناء جسر حديدي متنقّل بحيث نحوّل السير عليه ما يسمح للفرقة المتخصصة بالعمل تحته ويمكنها حفر الانفاق وتوسيع الطريق من دون ان تعرقل السير، ولدى انتهاء العمل على مسافة 10 أمتار فيمكننا نقل الجسر وهكذا نواصل العمل من دون انقطاع. فالفكرة هي أننا نترك نفقا وراءنا فيما الجسر يمشي مع الأشغال تحت الطريق، فأينما نحفر يكون الجسر فوق الحفريات من أجل تحويل السير وهكذا تستمر الأعمال على مدار الساعة”.

ويضيف: “كلمة Robust تعني Rolling Bridge Underground Systematic Tunneling  وهي أشبه بعمليات حفر الجبال فيما ان المعدات تستخدم هنا لحفر نفق تحت الطريق وأهمية هذا المشروع هو انه سريع ولا يتطلب وقتا طويلا، بالإضافة الى أن النفق الذي يتم حفره تكون الاعمال متركزة في فقط، فالشاحنات والعمال يدخلون ويخرجون من هذا النفق وهذا الامر لن يعرقل حركة السير بحيث لن نرى عاملا على الطريق ان عامل فيما الشاحنات لها مدخلها ومخرجها الخاص، وهذا الامر يساعد على نقل الردميات والصخور ويساهم في تأمين السلامة المرورية”.

250 مليون دولار… وعامل الوقت لن يؤثر على الأعمال

أما بالنسبة للتكلفة، فيكشف بلّوز انها “موازية جدا لمشاريع اخرى، بحيث أن كل كيلومتر سيكلّف ما بين 30 و40 مليون دولارا، ما يعني ان المشروع سيكلف 250 مليون دولار لمسافة 8 كيلومترات، وهذه التكلفة هي مع الجسر والحفر والخدمات الاخرى، ولكن بالطبع تبقى بعض المصاريف الاضافية وذلك من اجل نقل خطوط الكهرباء او الاتصالات او قساطل المجارير”.

“عمليات الحفر ستبدأ من مدخل كسروان اي بعد نفق نهر الكلب مباشرة وتنتهي عند نهاية منطقة غزير بحيث تخرج السيارات من جنب الطريق لان النفق سيصبح فوق الأرض”، يشرح بلّوز.

وفي ما يخص المهلة المتوقعة للانتهاء من هذا المشروع، يؤكد أن “المشروع سيتطلب 4 سنوات، سنتين للعمل على النفق باتجاه نهر الكلب، وسنتين إضافيتين للعمل على الطريق باتجاه جونية، والجيد في هذا المشروع هو اننا غير مرتبطين بعامل الوقت، فلن نزعج احدا ويمكننا العمل كما يحلو لنا وبالوقت الذي نريده ونعمل بطريقة منظمة وقانونية ومتطورة وعلمية لنقدم نوعية ممتازة”.

هذه المشكلة قد تواجه عمليات الحفر

“أما المشكلة الاساسية التي قد تواجه المشروع، فتكمن بالبنى التحتية غير المكشوفة والتي قد تعرقل العمل لأنه قد يكون هناك خطوط كهرباء واتصالات او قساطل مجارير غير معلن عنها أو غير موجودة على الخرائط الرسمية للدولة اللبنانية، لذلك يجب ان نكون حذرين في العمل، وسنقوم باستخدام آلة تكشف تلك الخطوط في حال كانت موجودة ومن ثم نقوم بالحفر، فالآلة الكاشفة GPR أي Ground Penetrated Radar تكون في المقدمة وهكذا نتجنب ضرب اي خط اتصالات او كهرباء او مجرور غير موجود على الخرائط لنتجنب وقوع اي كارثة، وفي حال وجدت فسنقوم بتغيير مسارها ووضعها في مكان آمن لنواصل الحفريات”، يكشف بلّوز.

ويشدد على أن “النفق سيكون مراقبا في حال حصول أي حادث سير او حريق بداخله، فالنفق سيكون مجهزا بكاميرات ورادارات ترصد حركة السير، وفي حال حدوث اي طارئ فيمكن للمعنيين التدخل سريعا. أما التهوية فستكون طبيعية وفي حال لم يكن هناك امكانية للتهوية الطبيعية فنقوم بوضع مراوح خاصة لتقوم بالواجب، أما بالنسبة لمياه البحر فسيكون هناك قساطل مياه متخصصة لهذه المسألة”.