IMLebanon

كيف تعلِّمي طفلك على النظافة منذ الصغر 

 

كتبت سابين الحاج في “الجمهورية”:

تعليم الطفل على النظافة، وحثّه على استبدال الحفاضات بالتبوّل في نونية للأطفال، مرحلة مهمة من مراحل نموّه. من المهم أن يرغب الطفل بأن يخلع الحفاض ويصبح نظيفاً وجافاً. الكثير من العلامات تدلّكم على استعداده لتعلّم التبوّل في النونية.غالباً ما يضغط الأهل على أطفالهم ليكتسبوا أسلوب النظافة في أسرع وقت ممكن، وقد ينسون أنّ ذلك لا يحصل بين ليلة وضحاها، فالتعلّم يأتي تدريجاً. ويستهلك الطفل بين 3 إلى 8 أشهر ليصبح نظيفاً في النهار، وبعدها 6 أشهر ليتمكّن من تمضية الليل بلا حفاض. ففي الفترة الأولى من التعلّم يحفّض الأهل الطفل خلال الليل أو القيلولة، وينزعون الحفاض عنه خلال النهار.

هل بات مستعداً؟

تتوقّف غالبية الأولاد عن التبوّل في الحفاض بين عمر 18 شهراً و3 سنوات، وتسبق الفتيات الصبيان في هذا المجال. لكن، يُذكر أن ليس من عمر محدّد ينتقل فيه جميع الأطفال من الحفاض إلى النونية. فلكلّ ولد توقيته وأسلوبه في النموّ الجسدي والنفسي.

حتّى لو رغب الأهل بالتوقّف عن تغيير الحفاضات لصغيرهم في أسرع وقت، إلّا أنهم لا يجب أن يستعجلوه، ويُرغموه على التبوّل في النونية. ويؤكد عدد من الأطباء النفسيين أنّ الطفل الذي يستعجله أهله ليتوقف عن التبوّل في الحفاضات يواجه عدداً من المشكلات النفسية الجسدية لاحقاً ومنها الإمساك أو تنتابه نوبات الغضب والقلق…

ولا يمكن للطفل أن يصبح نظيفاً قبل أن ينضج نظامه العصبي. يشير عدد من المتخصصين إلى أنّ تعليمه التبوّل في النونية يبدأ منذ عمر السنتين، ويلفتون إلى أنّ تمكّن الطفل من صعود ونزول الدرج بمفرده يشير إلى أنه بدأ يجهز لهذا التطوّر. ولا داعي لأن يُصاب الأهل بالهلع إن لم يكن طفلهم جاهزاً لدخول الحمام وحده يوم بدء المدرسة، فهو سرعان ما سيقلّد أصدقاءه الذين يذهبون إلى الحمام.

إشاراتٌ نفسيّة

ثمة تصرفات لدى الطفل تؤكّد لكم جهوزيته للتخلّي عن الحفاض، ومنها:

  • يُعبّر عن اهتمامه بالنونية التي وضعها أهله في تصرفه.
  • يطلب تغيير حفاضه حين يبلّله، أو يقوم ببعض تعابير الوجه والحركات الصغيرة الدالّة على رغبته بتغيير الحفاض، ومنها لمسه. ذلك يدل على أنه بدأ يدرك أهمية أن لا يبقى الحفاض المبلَّل على جسده.
  • يبدأ باستعمال كلمات “بي بي”، “كاكا”، “بو”…
  • يراقبكم حين تذهبون إلى الحمام ويرغب باللحاق بكم. هو يقلّد أهله طوال الوقت، ويريد أن يصبح كبيراً ومستقلّاً.
  • يبقى حفاضه ناشفاً لساعات، خصوصاً أثناء القيلولة أو خلال الليل، وذلك إثباتاً على أنه يتماسك.

كيف تشجّعونه؟

  • على الأهل أن يُفهموا طفلهم أنّ فعل “بي بي” و”كاكا” يجب أن يكون في النونية، حيث يبدأ بوضع حفاضه المتّسخ فيها قبل أن يرميه.
  • إقرأوا له الكتب والقصص حول النونية وأهمية استعمالها.
  • إشرحوا له بكلمات بسيطة كيف يعمل جسده، مثلاً: “عندما تأكل يستهلك جسدك ما يريده من الطعام، ويرمي ما لا يفيده”. واشرحوا له أنّ ذلك ليس وسخاً وأنّ الجميع يدخل الحمام.
  • إستعملوا ألعابه كمَثَل. مثلاً: ضعوا لعبته في نونية صغيرة فيها ماء وأخبروه أنّ اللعبة باتت كبيرة وتتبوّل في النونية.
  • دعوه يَراكم حين تدخلون الحمام، فبمرافقتكم إلى باب الحمام سيدرك شيئاً فشيئاً كيف يتبوّل كالكبار.
  • أشيروا إلى أخته الكبيرة أو أخيه الكبير الذي يدخل الحمام، أو إلى أيّ ولد من محيطه.

اختاروا النونية معاً

من المفضّل استخدام نونية لتعويد الطفل على وقف التبوّل في الحفاضات بدل اللجوء مباشرةً إلى الحمام في بداية تعليمه. فالطفل يكون صغيراً جداً ليجلس على كرسي الحمام بينما سيشعر في النونية بالمزيد من الحماية والتوازن.

قبل أن تختاروا النونية بين الأشكال الكثيرة المعروضة دعوا الطفل يُجرّبها. يجب أن يكون مرتاحاً بها. بالنسبة للصبيان تأكّدوا أنّ العضو الذكري يدخل جيداً فيها دون أن يكون ملتوياً، وإلّا لن يسهل على الطفل التبوّل.

التأقلم

لتضمنوا تأقلم طفلكم على التبوّل في النونية بأسرع وقت، لا تغيّروا مكانها دائماً بل ضعوها في مكان يوفّر له الحميمية ويسهل عليه الوصول إليه. يمكن أن تضعوا قربها بعض الألعاب التي تجذبه. ودعوه يلعب بها ويجلس عليها وهو مرتدٍ ثيابه ليعتاد عليها. ويمكن أن يزيّنها بالملصقات.

ساعدوه على استعمال النونيّة

شجّعوا طفلكم على التبوّل في النونية خلال النهار عندما تشعرون باستعداده لقضاء حاجته. وإن عجزتم عن تحديد مواعيد تبوّله اختاروا أوقاتاً مثل استيقاظه، وقبل أن ينام…

 

أتركوه على النونية مدة 10 دقائق تقريباً ولا تجبروه على التبوّل إن لم يرد، بل ابقوا إلى جانبه وحدّثوه إذا عبّر عن القلق، ودعوه يترك النونية فور رغبته بذلك.

عندما ينجح من الطبيعي أن يشعر الطفل بالتعجّب والغرابة من مضمون النونية. فإنها المرّة الأولى التي يرى فيها ترسبّات جسده التي لطالما أخفاها الحفاض عنه. من المهم أن لا تقفلوا أنوفكم وتعبّروا عن الاشمئزاز أمامه بل يجب أن يفهم أن ذلك طبيعي.

أفرغوا النونية معه في الحمام ودعوه يشدّ “السيفون” فذلك سيمتعه، أما وإن خاف من الصوت فلا تجبروه.

وينصحكم الخبراء بأن لا تبتزّوا الطفل بعبارات، مثل: “إن لم تتبوّل في النونية لن نذهب إلى مدينة الملاهي”، فوحدها رغبته بأن يكبر تدفعه إلى التبوّل في النونية وبعدها في المرحاض.

وخلال فترة التعليم على النظافة ألبسوا الطفل لباساً سهل الخلع، مثلاً تنورة، “كولوت”، قميص طويل… وتجنّبوا الأزرار والسحابات… سيفرح الطفل باختيار ملابسه الداخلية، إذاً دعوه يفعل ذلك، وتخلّوا عن الحفاضات تدريجاً دون العودة إلى الوراء.

سامحوا الهفوات

كونوا متساهلين وصبورين فالهفوات جزءٌ من تعلّمه. لا تغضبوا عليه ولا تصرخوا بوجهه إن رأيتم برازاً في ملابسه الداخلية. ولا تستخدموا معه الأسلوب الساخر، أو الإهانات. لا تتركوه مبلَّلاً لقصاصه، فذلك سيصدمه، بل أفهموه أنّ هفوته لا تعيق عملية التعلّم.

هنّئوه

في كلّ مرة ينجح طفلكم في التبوّل وقضاء حاجاته في النونية، هنّئوه لأنه تصرّف “مثل الكبار”. ولكن لا داعي لمنحه السكاكر كمكافأة. والأهم، قدّموا الإطراء للطفل وليس لبرازه مثلاً تقول الأم: “أنا فخورة بك لأنك تبوّلت مثل الكبار”، بدل القول “إنّ برازك رائع”! فإن أكدتم للطفل أنّ برازه جميل لن يفهم لمَ عليه رميه في المرحاض!