IMLebanon

“تكريم” أطلت من عمان… حين عانقت السماء الأرض وفاض الإبداع!

تحقيق نوال نصر

… وفي سنتها الثامنة إختارت “تكريم” أن تُطلق لائحتها الجديدة من المميزين العرب  من العاصمة الأردنية عمان فكانت النسخة الثامنة من المبادرة بعد سبع نسخات جرت تباعا في: بيروت والدوحة والمنامة وباريس ومراكش ودبي والقاهرة.

فماذا جرى في الخامس والعشرين والسادس والعشرين من تشرين الثاني الماضي في عمان؟

بادر الى تأسيسِ “تكريم” الإعلامي ريكاردو كرم عام 2010 في عالمٍ عربيٍّ محفوف بكلِ أنواع المخاطر ما جعل التحدي مضاعفا والعمل شاقا لكن إرادة المؤسس، وإصرار لجنة التحكيم الدولية لمبادرة تكريم على الصمود، مكناها من تجاوز المطبات الكثيرة في عالمٍ عربيّ محموم بالأزمات والمحن.

فماذا في تفاصيل النسخة الثامنة من حفل “مبادرة تكريم”؟

يومٌ مشمسٌ رائع، واستقبالٌ مميّز لضيوفِ تكريم منذ يطئون أرض المطار الى حين يغادرون أرض الأردن. ضيوفٌ من كلِ العالم يصلون تباعا والتوقعات يتناقلونها كثيرة: تُرى من سينال جائزة تكريم للإبداع الثقافي هذه السنة؟ تُرى جائزة “تكريم” للمبادرين الشباب ستُمنح الى مَن هذه السنة؟ ومَن سيحوز جائزة “تكريم” للخدمات الإنسانية والمدنية؟ وجائزة “تكريم” للمرأة العربية الرائدة” من حظ مَن؟ وألف مَن ومَن تناقلها الحاضرون عن جوائز تكريم للإبداع العلمي والتكنولوجي والتنمية البيئية المستدامة والإبتكار في مجال التعليم والمساهمة الدولية في المجتمع العربي والقيادة البارزة للأعمال والتقدير الخاص وإنجازات العمر؟

تبخترت النساء بالعباءات الملونة الجميلة وارتدى الرجال ربطات العنق الأنيقة وصدح صوت فيروز في أرجاء ردهة المركز الثقافي الملكي. الساعة السابعة والنصف تماما صدح صوت في الصالة: جلالة الملكة نور الحسين المعظمة. تكرر الصوت ثلاث مرات ونزلت الملكة على درج المركز الثقافي مرتدية عباءة لونها من لون عينيها الخضراوتين. وانطلق الإحتفال.

كلمة الإعلامي ريكاردو كرم إستهلّت بأبعادِها من جمهورية مصر العربية الملبدة بغمامة سوداء مغمسة بدم مئات الضحايا الأبرياء، الضحايا العرب، الذين يُسفك دمهم يوميا بأيدي المجرمين والجهلة. لكن هل معنى هذا أن ننحني؟ هل معناه أن ننزوي ولا نرى إلا النصف الفارغ من الكوب؟

جوهر رسالة “تكريم” هو الإنتفاض على السواد كما طائر الفينيق وهذا ما تحقق في حفلِ ليلة سنتها الثامنة الذي قدمته، كما في كلِ سنة، الإعلامية ليلى الشيخلي.

ثلاث عشرة جائزة مرّت. وتتالى ثلاثة عشر تقريرا. وساد في لحظات صمت عميق ليُفجره في لحظة واحدة تصفيقا دام دقائق. هو صمت الإصغاء وهو تصفيق التأثر. واستحق في تلك الليلة جوائز تكريم: المتحف العربي الأميركي عن الإبداع الثقافي. ومؤسسة جسور- سوريا عن الخدمات الإنسانية والمدنية. ومعالي العسعوسي مؤسسة مبادرة “تمكين” في الجمهورية اليمنية استحقت جائزة المرأة العربية الرائدة. ونالت نهلا حويلا جائزة الإبتكار في مجال التعليم. ومنحت سارة تومي، التونسية، جائزة التنمية البيئية المستدامة. ونال أهم جراحي قلب الأطفال في العالم الدكتور زهير الهليس، من المملكة العربية السعودية، جائزة الإبداع العلمي والتكنولوجي. ومنحت مؤسسة “البستان بذور الحضارة” جائزة المساهمة الدولية في المجتمع العربي. واستحق جائزة القيادة البارزة للأعمال ريمون دبانة. ونال التقدير الخاص الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز وهو أول رائد فضاء عربي انطلق في رحلة ديسكفري مهمة 51 جي في عام 1985. وحازت ملك النمر، إبنة إسطنبول ومؤسسة جمعية توحيد شبيبة لبنان، على تقدير خاص. أما جائزة إنجازات العمر فنالها رجل الأعمال اللبناني الراحل مارون سمعان الذي بكاه البشر والحجر. واستحق جائزة المبادرين الشباب القطري غانم المفتاح الذي استمد من إعاقته دفعا ودفقا للمضي قدما ونشر الحب والسلام في العالم. وحين اعتلى غانم المنصة غنم تصفيقا كثيرا.

ووصلنا الى الجائزة الأخيرة. جائزة “القائد التاريخي” التي استحقها وبجدارة قائد تمكن بحنكة وحكمة على قيادة المملكة الأردنية الهاشمية الى برّ الأمان. هي جائزة مُنحت الى باني الأردن الملك حسين بن طلال وقُدمت الى الشعب الأردني كله.  ويا لها صدقا من لحظات كادت السماء فيها تعانق الأرض.

انتهى الإحتفال. وانطلق التحدي من جديد: البحث من جديد عن مميزين عرب لنسخة تاسعة من تكريم. وانطلقت من جديد مهمة المجلس التحكيمي المؤلف من الدكتورة نهى الحجيلان والدكتور الأخضر الإبراهيمي وسمير بريخو وكارلوس غصن ومارك ليفي وعاكف المغربي والليدي حياة بالومبو والشيخة بولا الصباح وأحمد هيكل وعيسى أبو عيسى ونورا جنبلاط والشيخة هلا آل خليفة ورياض صادق ورجا صيداوي والأميرة علياء الطباع والشيخ صالح التركي.

وتترأس الملكة نور الحسين مجلس “تكريم” الفخري ويضم حنان عشراوي وفاروق الحسني وسعاد الجفالي وميّ الخليفة وسامر خوري وعمرو موسى وليلى شرف.

جميلٌ جدا أن يجد العرب فسحة بيضاء في سوادٍ شبه مطبق. جميلٌ جدا أن تطفو أسماء وأسماء تجعلنا نفتخر أننا ننتمي الى عالم عربي.