IMLebanon

جعجع: زيارة الخزعلي خرق فاضح لمبدأ “النأي بالنفس”

علّق رئيس حزب “القوات اللبنانية” الدكتور سمير جعجع على زيارة زعيم “عصائب أهل الحق” التابعة للحشد الشعبي العراقي قيس الخزعلي للحدود الجنوبية اللبنانية، فاعتبر أن موقف رئيس الحكومة سعد الحريري كان صريحاً وجازماً حيال ما يتعلق بزيارة الخزعلي إلى الجنوب، والتي تمت في شكل غير شرعي إلى لبنان، وقيامه بمهام هي حصراً منوطة بالجيش والأجهزة الأمنية اللبنانية. وأن التحقيق الذي طالب به الحريري مهم جداً لكشف الثغر الموجودة في الجهاز الأمني اللبناني الذي يسمح لشخصيات عسكرية بالدخول خلسة إلى لبنان بهذه الطريقة حتى ولو كانت من دول صديقة.

وقال لـ”النهار”: “ما حصل خرق فاضح جداً لمبدأ النأي بالنفس الذي لم يجفَّ حبره بعد. وقد وافقت عليه مكونات الحكومة مجتمعة. ما حدث على الحدود الجنوبية غير مقبول في كل المقاييس. وأن الجيش اللبناني هو الجهة الوحيدة المخولة الدفاع عن حدودنا الجنوبية كما الشرقية والشمالية، وكل ما عدا ذلك مخالفات واضحة وفاضحة للدستور واتفاق الطائف والميثاق الوطني، وتعريض أمن لبنان واستقلاله وسيادته للخرق. كلام الشيخ نعيم قاسم في طهران خرق لـ”النأي بالنفس” وجولة الخزعلي أول خرق عملي.

وردا على سؤال عن ان “القوات اللبنانية” لم يكن لها أي تأثير في مخرج عودة الحريري عن استقالته وتبين كأن القوات “أُجبرت” على الموافقة على المخرج وبيان الحكومة الأخير، قال رئيس “القوات”: “الرئيس الحريري و”حزب الله” هما من عملا على المخرج الذي تم الاتفاق عليه. والحريري هو الذي وضع الشروط التي عمل على تحقيقها ليؤكد على موضوع النأي بالنفس. وتم التأكيد على هذا الأمر في مجلس الوزراء. ولم يكن “حزب الله” في السابق يتعاطى مع “النأي بالنفس” بالصيغة التي تم الاتفاق عليها.

جعجع الذي بارك هذا المخرج، جدد التأكيد ان الحريري و”حزب الله” اتفقا على هذا المخرج وعملا سوياً في هذه المسألة”.

ورفض اعتبار أن “حزب الله” كان في مقدم المستفيدين من التسوية – المخرج التي تم السير بها، وقال: “على الحزب أن ينسحب من الأزمات التي يشارك فيها في المنطقة. ولاحظنا البيان الختامي لمجموعة الدعم في باريس والدول المشاركة فيه، والتي شددت على الالتزام بالقرارين 1701 و1559. وأن استقالة الحريري دفعت الدول المعنية إلى تثبيت هذا الأمر. ما يعني أن الأمور لن تعود إلى الوراء، ولن تصب في مصلحة “حزب الله” الذي تراجع خطوات إلى الوراء نتيجة الضغوط التي حصلت. أما إذا قام البعض وقال اشربوا “زوم” هذه القرارات فهذا شأن آخر. وفي المناسبة أستغرب كيف أن البعض – في لبنان – عمل على عدم ذكر القرار 1559 في البيان الختامي لمجموعة الدعم، إلى أن اضطرت السفارة الفرنسية إلى توضيح هذا الأمر في بيان أصدرته بالعربية للتأكيد على القرار المذكور.

جعجع أكد أن “ورقة التفاهم” بين “القوات” و”التيار الوطني الحر” ليست في خانة التهديد، مع اعترافه بأنها لم تترجم بالشكل المطلوب، وأضاف:  “هذه الورقة غير مهددة، لكن في أحسن الأحوال لم تبقَ على ما كانت عليه، ولم تُترجم كما يجب. وسنبذل كل جهودنا للإبقاء عليها، ونحن نتمسك بها من جهتنا إلى الآخر.”

في المقابل أكد جعجع أن قنوات التواصل والحوار عادت بين “القوات” و”المستقبل”، وإن لم ترجع إلى سابق عهدها، لكن ما سمعناه من البعض ضد “القوات اللبنانية” واستهدافها غير مقبول. وعلى الرغم من ذلك تجري الاتصالات بين الحزبين للوصول إلى علاقة بينهما في شكل أفضل على عكس الحالة التي مررنا بها في الأسابيع الأخيرة، مؤكدا استعداده للقاء الرئيس سعد الحريري وقريباً.

وعن موعد اللقاء، أجا رئيس “القوات”: “عند الانتهاء من الذيول التي حصلت ومعالجتها وتوضيح بعض الأمور”.

وعن ان “التيار الوطني الحر” و”تيار المستقبل” سيكونان معاً في حلف انتخابي في أكثر الدوائر على حساب “القوات اللبنانية”، قال: ” الله يوفق”.

وعن أن ثمة حلفا خماسيا سيظهر في الانتخابات المقبلة وستكون “القوات” أول المتضررين منه، أجاب: “اذا حصل هذا الحلف فسيقدم أفضل خدمة لـ”القوات”، علماً أنه من المبكر الدخول في تحالفات بدءاً من اليوم، إضافة إلى أن القانون الحالي لا يسمح بهذا النوع من التحالفات. وحزبنا في النهاية لا يخشى هذا الاستحقاق، ولدينا كل الثقة بقواعدنا وباللبنانيين في الدوائر التي سنترشح فيها”.

وعن اعتراف الرئيس دونالد ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارة بلاده إليها ألم يخدم “حزب الله” وحلف إيران ويحرج السعودية، قال جعجع: “بكل صراحة، إن خطوة الرئيس ترامب الأخيرة لا أفهمها، لا على الصعيد العملي ولا السياسي، وأن أميركا تفقد دورها وتأثيرها هنا في عملية السلام والمفاوضات. وفقدت الدور الذي كانت تقوم به الذي أصبح محل شكٍّ عند العرب حيال المهمة التاريخية التي كانت تقوم بها بين إسرائيل والفلسطينيين. وباختصار، فإن واشنطن تنازلت وخسرت هذا الدور. وبالطبع فقد خدم الرئيس الأميركي إيران و”حزب الله”، وأدعو الأخير إلى إقامة تمثال لترامب في الضاحية الجنوبية”.