IMLebanon

المطران مطر خلال قداس رأس السنة

شدد رئيس أساقفة بيروت للموارنة المطران بولس مطر على أن “السلام وحده يعطي فرصة للحياة بأن تحفظ وتستمر، والسلام وحده يفسح في المجال ليبني الإنسان نفسه ويزدهر ويفرح.”

وجاء كلام المران مطر في العظة التي ألقاها خلال قداس رأس السنة الجديدة في كنيسة سيدة الوردية في رأس بيروت قائلا: “في هذا اليوم بالذات، يوجه البابا فرنسيس رسالة جديدة إلى العالم يدعو فيها جميع الناس إلى مواجهة مشكلة خطيرة من مشاكل الكون التي هي مشكلة المهجرين في العالم، الذين باتوا اليوم بعدد مئة وخمسين مليون مهجر في العالم، ومشكلة اللاجئين من بينهم وقد صاروا يعدون حوالي اثنين وعشرين مليون لاجئ في كل أنحاء الأرض.”

فسأل: “فهل نستطيع في ضوء هذه الأرقام أن نصف هذا العالم بأنه عالم سلام؟ وهل نستطيع القول أن السلام هو الذي يخيم على الشعوب؟”

وأردف: “يوافق قداسته على أنه من الطبيعي أن تكون لكل دولة طاقتها على استقبال الوافدين إليها. لكنه يعلن أيضا بأن هذه الطاقة يجب أن تستعمل كلها لاستقبال اللاجئين فهؤلاء ليسوا عالة على الشعوب الضعيفة بل هم في غالب الأحيان أناس مندفعون إلى العمل في سبيل مستقبل أفضل، ما يعطي الشعوب المستقبلة قوة مضافة على قوتها الأساسية. يكفي من أجل ذلك أن ننظر إلى اللبنانيين الذين هاجروا إلى أقاصي الأرض وأسهموا في كل مكان في نهضة البلدان التي استقبلتهم. فهم بهذا المعنى مثال يحتذى أمام جميع الشعوب.”

وقال المطران مطر: “هكذا يدعو قداسته إلى تخطي الأنانيات والعصبيات الضيقة وإلى الانفتاح على الروح الإنسانية التي تسهم وحدها في صنع السلام وفي تدبير الشؤون المستعصية في قلب المجتمعات. وفي قناعة البابا أيضا أن السلام غير ممكن في الأرض من دون هذه النزعة الإنسانية عند الجميع، ومن دون أن يرفق الإنسان بأخيه، فيتحول من وقع يوما ضحية اليأس والظلم والأحقاد إلى إنسان يتمتع بحس المحبة والتواصل والعرفان”.