كتب علي ضاحي في صحيفة “الديار”:
في انتخابات بيروت البلدية قبل اشهر اثبت جمعية المشاريع الخيرية الاسلامية «الاحباش» حضورها الانتخابي في بيروت اذ حصل مرشحها على اكثر من 14 الف صوت باعتراف القضاء بعد الطعن المقدم، بعد ان كانت اعلنت وزارة الداخلية ان مرشح الاحباش نال 4 الاف صوت وبضع مئات اخرى في حين تشير الاحصاءات الى ان الاحباش انفسهم اعطوا لائحة الحريري البلدية اكثر من 10 آلاف صوت. وتشير ارقام الماكينة الانتخابية لجمعية المشاريع الى انهم اعطوا الرئيس سعد الحريري اصواتاً في الانتخابات البلدية الماضية بطيبة خاطر وبمبادرة من المشاريع ولم ينتظروا المقابل منه. وتشير معلومات الى ان العلاقة بين «الاحباش» وتيار المستقبل اليوم تتميز بحالة يمكن القول عنها انها جامدة لا اتصال ولا قطيعة اذ يلتقي قياديو الطرفين في المناسبات الاجتماعية والسياسية ويتبادلون السلام والكلام والمجاملات. وتؤكد المعلومات ان «الاحباش» ما زالوا يدققون في خريطة تحالفاتنا الانتخابية في بيروت حيث رشحوا الدكتور عدنان طرابلسي وفي طرابلس رشحوا الدكتور ناجي طه اما في صيدا فالمشاريع لن ترشح احداً على اعتبار ان لديها اصدقاء كما في البقاع الغربي. اما في البقاع وفي الهرمل تحديداً فالاجواء تشير الى رغبة المشاريع بترشيح احد اعضائها. وتشير المعلومات الى ان المشاريع في صدد اعلان التفاصيل وهي ستكون متوافرة خلال ايام وسنعلن كل الامور بشكل مفصل وواضح.
في المقابل تؤكد معطيات انتخابية لقوى واحزاب 8 آذار في بيروت الثانية، ان بيروت ستنتفض لاستعادة هويتها العروبية وهويتها الناصرية، وستؤكد انها ما زالت على عهدها المقاوم يوم نفضت عنها الاحتلال الصهيوني ويوم تصدى ابناؤها لحصار المدينة ويوم قاتلت حركة امل الى جانب حزب الله والى جانب الحزب الشيوعي والحزب القومي السوري الاجتماعي وحزب البعث وكافة تشكيلات منظمة التحرير الفلسطينية والاحزاب اليسارية والناصرية. فهوية بيروت الحقيقية هي المتمسكة بخط العروبة وخط المقاومة وخط فلسطين لا خط التبعية للسعودية والاستعمار وقوى الاحتلال الاميركية والصهيونية والغربية والتكفيرية الدائرة في فلكها.
ولا يبدو وفق المعطيات وجود افق لاي تحالف بين الثنائي الشيعي مع المستقبل في بيروت الثانية بل تتجه الانظار الى تشكيل لائحة مشتركة تضم مرشح لأمل وحزب الله واصدقاء ولجمعية المشاريع التي تدرس امكانية ترشيح آخر الى جانب طرابلسي في بيروت الثانية وبعد استشارة الحلفاء وامكانية تحقيق هذا الامر اذا كانت متيسرة. وفي السياق تشير المعطيات الى ان وفداً قيادياً من المشاريع الاسلامية سيزور نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم خلال ايام في زيارة ثانية لتأكيد بعض النقاط التي كانت عالقة او غير واضحة او انها كانت تحتاج الى اجوبة، حيث كان زار وفد من المشاريع كلاً من الشيخ قاسم وقبلها بيوم واحد كان التقى وفد مماثل رئيس مجلس النواب نبيه بري. وتؤكد المعطيات ان وفد المشاريع ناقش مع الشيخ قاسم الاوضاع الانتخابية وكيفية التحالف والبقع الجغرافية التي تمتلك فيها الجمعية حضوراً وازناً اذ سيكون لمرشح «المشاريع» في طرابلس حظوظ كبيرة بفعل الارضية الشعبية الصلبة لها ولمناصريها ونظراً لامكانية الخرق وفق القانون الجديد وخصوصاً ان المعركة في طرابلس ستكون قاسية ومعركة اثبات وجود بين 5 او 6 قوى تتنافس لنيل المقاعد الخمسة في المدينة. اما في بيروت فتمتلك المشاريع حضوراً وازناً وتعد القوة السياسية الثانية بعد تيار المستقبل الذي كانت حظوظه متدنية بعد الفوز المتواضع للائحته البلدية لكن الاعتقال والحجز السعودي لرئيس الحكومة رفع من مستوى التعاطف البيروتي والسني معه بالاضافة الى دعم باقي المكونات وخصوصاً امل وحزب الله. لكن هذا التعاطف تشكك المعطيات المذكورة في أن يحصده الحريري «كاملاً» في بيروت وطرابلس.