IMLebanon

قيادة الدراجة الناريّة تحت المطر… خطر على الحياة

كتب شادي عواد في صحيفة “الجمهورية”: 

إزدادت أعدادُ الدراجات الناريّة على الطرق بنحوٍ ملحوظ، خصوصاً بعد دخولها في عمليات توصيل الطلبيات للمنازل. لكن ما يزيد خطورة هذه الظاهرة، بعض السلوكيات الخطِرة مثل قيادة الدراجة في الطقس الماطر وعلى الطرقات الزلِقة.

تسبّب الدراجات النارية إصاباتٍ في حوادث السير 35 مرة أكثر ممّا تسبّبه السيارات. وهذه النسبة تزداد عند سوء إستخدام الدراجة وعدم الإلتزام بمعايير السلامة. وسوءُ الإستخدام لا يعني فقط القيادة بتهوّر، بل أيضاً قيادة الدراجة النارية في ظروفٍ لا تتلاءم معها، الأمر الذي لا يلتزم به سوى قلّة من سائقي الدراجات في لبنان.

ومن هذه الظروف، قيادة الدراجة تحت المطر وعلى الطرقات المبتَلّة في فصل الشتاء. لذلك يجب الحدّ قدرَ الإمكان من سوء إستخدامها، وتكثيف التوعية بمخاطرها.

الحدّ من الخطر

صُمِّمت الدراجات النارية للسير على الطرقات الجافة، وبالتالي هي غير آمنة عند قيادتها تحت الأمطار لأنّ ذلك قد يؤدّي إلى الإنزلاق وازدياد مسافة التوقّف الى حدودٍ خطِرة جداً. ويزيد هذا الخطر على الطرق اللبنانية التي تفتقر الى شروط السلامة.

ففي لبنان نجد الكثير من الطرق الملساء جداً أو المقشّرة أو المكشوطة أوالطرق التي سطحُها غيرُ متساوٍ، ما قد يسبّب في إنزلاق الدراجة عليها. كذلك نجد على الطرقات في لبنان الكثير من الحديد الذي يُستخدم لسدّ بعض الفتحات في الطريق ووصلات الجسور، والتي تصبح زلِقةً جداً أثناء المطر.

وهذا الحديد سطحه أملس جداً وزلق ويفقد تماسك الدراجة تماماً في الشتاء. وعلى رغم الوضع الإقتصادي والمعيشي لكثير من الأشخاص، لكنّ ذلك لا يبرّر المخاطرة الى هذا الحدّ والتنقّل بهذه الطريقة الخطِرة في الشتاء.

تقليلُ الإصابات

في حال عدم وجود أيِّ بديل عن إستخدام الدراجة في الشتاء، يمكن اتّخاذُ بعض الإجراءات التي من شأنها إذا تزامنت مع الحظ الجيد أن تقلّلَ من الإصابات الناتجة عنها.

ومن أبرز هذه الإجراءات تجنّب قيادة الدراجة النارية إذا كان الطقس ينذر بإمكانية هطول الأمطار، وعدم قيادتها أوّل نزول المطر حيث تكون الطريق أشدَ انزلاقاً لامتزاجِ الأتربة والزيوت على سطح الطريق والقيادة على سرعات متدنّية جداً تحسّباً لأيِّ طارئ والإنتباه أثناء تغيير الاتّجاه لتجنّب الإنزلاق.

ومن المهم أيضاً الإبتعاد قدر الإمكان من فرملة العجلات الأمامية، لأنّ ذلك يؤدّي الى فقدان التوازن والسيطرة تماماً على الدراجة ويتسبّب بوقوعها وبالتالي وقوع السائق عنها.

كذلك يُنصح بارتداء ملابس حماية خاصة للدراجات النارية ذات الألوان الفاتحة أو الألوان العاكسة وذلك لتمكين سائقي السيارات من رؤية الدرّاج عند تدنّي مدى الرؤيا خلال فصل الشتاء بسبب هطول الأمطار. وفي هذا الإطار يجب أيضاً إضاءة مصابيح الدراجة الأمامية والخلفية.

ومن المهم أيضاً الإلتزام بالملابس الثقيلة وارتداء غطاء للرأس والأذنين تحت الخوذة، وقفازَين لليد منعاً لتجمّدهما عند إرتطامهما المتواصل بالهواء البارد وتزويد مقدّمة الدراجة بواقٍ بلاستيكيٍّ يقلّل من الإرتطام بتيارات الهواء والأمطار. ولكن تبقى الطريقة المثالية لتجنّب مخاطر قيادة الدراجة النارية في الشتاء، هي ركنها في مرآب واستخدام السيارة للتنقّل.