كتبت سينتيا عواد في صحيفة “الجمهورية”:
قد تعجزون عن رؤيتها كلها، غير أنّ جسمَ الإنسان يملك مئات المفاصل. لذلك لا بدّ من الحرص على توفير أفضل عناية حفاظاً على صحّتها. فهل تعلمون ما المطلوب منكم تحديداً لبلوغ هذا الهدف؟
تُستخدم المفاصل في كل الأوقات بلا استثناء، سواءٌ اقتصر الأمر على التسوّق، أو قيادة السيارة، أو النهوض من السرير، أو حتى عند الجلوس للإسترخاء. لذلك ليس من المفاجئ أن يُعرقل الانزعاج الطفيف في بعض المفاصل نهاركم!
يمكن التعرّض لآلام المفاصل بغض النظر عن العمر. صحيح أنّ قدرة الجسم على توفير مفاصل صحّية تبدأ في التراجع مع التقدم في السنّ، غير أنّ الانزعاج قد ينتج أيضاً من الرياضة، أو تشكيل ضغط غير ضروري على الجسم، أو سوء التغذية.
إذا كنتم تشكون من أوجاع المفاصل أم لا، إبدأوا منذ اليوم العناية بشكل أفضل بمفاصلكم من خلال إدخال الخطوات الـ4 البسيطة التالية إلى نمط حياتكم الصحّي:
1- ممارسة الرياضة لتعزيز المرونة والقوّة
العضلات القويّة والمرنة تدعم مفاصلكم. من خلال تقوية مجموعات معيّنة من العضلات يمكنكم توفير الدعم لصحّة المفاصل. إلى جانب تمارين القوّة والمقاومة، إستعينوا بـ:
المشي: يُعتبر وسيلة جيّدة لمنح المفاصل الحركة التي تحتاج إليها ودعم قوّة العضلات في الساقين، والقدمين، والبطن، والظهر.
التمديد بانتظام: تمديد العضلات والمفاصل لن يخفّف من الضغط والانزعاج فحسب، إنما سيزيد أيضاً مرونتكم ومجموعة من الحركات.
السباحة أو ركوب الدراجة: تستطيع هذه الأنشطة المسلّية تقوية الجسم وتمديد المفاصل من دون التسبّب بضغط كبير عليها. وبما أنها تندرج ضمن تمارين الأيروبك، يعني إذاً أنها تساهم أيضاً في تقوية القلب وصحّة الأوعية الدموية.
العيش بنشاط: ليس المطلوب منكم دائماً الذهاب إلى النادي أو صرف الأموال من أجل توفير رياضة جيدة. من خلال الحفاظ على نشاطكم في المنزل، يمكنكم تقوية عضلاتكم ودعم مفاصلكم. لا تتردّدوا إذاً في الاعتناء بالحديقة، وتنظيف المنزل، وتفضيل الطريق الأطول لرمي النفايات.
تذكّروا القيام دائماً بتمارين التحمئة وبعض التمدّد قبل الانخراط في أيِّ نشاط روتيني جدّي، واستمعوا جيداً إلى أجسامكم! يجب أن تشكّل الرياضة تحدّياً للجسم ولكن من دون التسبّب بألم دائم.
2- التركيز على الأطعمة الصديقة للمفاصل
ليس من المفاجئ أنّ المأكولات التي تستهلكونها تستطيع دعم صحّتكم العامة أو تدميرها. وهناك مغذّيات يمكنها حتماً دعم مفاصلكم. إدخالها بانتظام إلى غذائكم يمكنه إحداث فارق كبير عندما يتعلّق الأمر بالاعتناء بالمفاصل، وتحديداً:
الأوميغا 3: ثبُت أنها تدعم صحّة القلب، والتطوّر العصبي، وأيضاً صحّة المفاصل. إنها موجودة في الجوز، وبذور الشيا، والسمك الدهني كالسلمون والتونة والسردين.
مضادات الأكسدة: تحارب الجذور الحرّة المؤذية التي تستطيع إلحاق الضرر بالخلايا. يمكن استمدادها من مصادر الفيتامينات A وC وE ومعدن السلينيوم، كالفاكهة الحمضية، والفريز، والبروكلي، والقرنبيط، والفلفل الأحمر، والـ»Kale»، والحبوب الكاملة، والبذور.
الفيتامين D: يلعب دوراً ملحوظاً في صحّة المفاصل لأنه يساعد على امتصاص معدن الكالسيوم الأساسي للعظام والأسنان. إضافةً إلى التعرّض للشمس في أوقات آمنة، يمكن الحصول عليه من خلال تناول البيض، والفطر، والحليب، واللبن، ومعظم ثمار البحر، والأطعمة المدعّمة به.
3- الحفاظ على وزن صحّي
يمكن للكيلوغرامات الزائدة أن تُجهد مفاصلكم كثيراً. أظهرت الأبحاث أنّ المشي والركض يستطيعان وضع 2 إلى 10 مرات قوّة وزن الجسم على مفاصل الركبة والورك. بمعنى آخر، لكل 4,5 كيلوغرامات إضافية تملكونها ستضعون 9 إلى 45 كيلوغراماً إضافياً من القوّة على هذه المفاصل. لذلك إحرصوا على تفادي السكريات، والدهون المشبّعة، والأطعمة المصنّعة، وتمسّكوا بالغذاء الغنيّ بالفاكهة والخضار.
4- دعم الغذاء بهذه المكمّلات
الحصول على تغذية سليمة قد يكون مهمّة شاقة. وفي ظلّ الحياة المشحونة بالضغوط، يستدعي الأمر أحياناً أخذ مكملات لمنح الجسم الدعم الغذائي الذي يحتاجه. هناك مكملات عدة تستطيع دعم قدرة الجسم على ضمان مفاصل وعظام صحّية، وبعضها قد يحتوي أيضاً مكوّنات لا يمكن الحصول عليها بسهولة من المأكولات، كالـ«Glucosamine».
هذا السكر الأميني موجود طبيعياً في جسم الإنسان وقد توصّلت الأبحاث إلى أنه قد يساهم في الحفاظ على غضاريف ومفاصل صحّية، ومجموعة كاملة من الحركة على المدى القصير. إذا أردتم إدخالَه إلى الغذاء بمستويات فعّالة، ستحتاجون إلى مكمّلاته.
من جهة أخرى، فإنّ العناصر الغذائية كالأوميغا 3، والفيتامين D، والكالسيوم، ومضادات الأكسدة تتوافر بدورها على شكل مكملات. لكن لا بدّ من استشارة الطبيب أولاً قبل إدخال أيِّ أقراص إلى روتينكم اليومي.