IMLebanon

باريس على خط اجتراح الحلول لأزمات الشرق الاوسط

عقد في باريس ليل الخميس الجمعة الماضي اجتماع ممثلي المجموعة المصغرة (5+1) التي تضم الولايات المتحدة الاميركية، فرنسا، بريطانيا، المانيا، السعودية والاردن، الذي كان مقررا عقده الاسبوع الماضي الا انه ارجئ الى حين نضوج الظروف الملائمة لانعقاده.

وتكشف اوساط دبلوماسية في باريس لـ”المركزية” أن “مهمة هذه المجموعة التنسيق مع ثلاثية استانة (روسيا وتركيا وايران) التي تعقد اجتماعا ثلاثيا مهما في موسكو اليوم، وذلك بهدف ايجاد حل للازمة السورية ينبثق من مسار جنيف ومقررات مؤتمر جنيف واحد.”

وفي حين تتطلع باريس الى احداث خرق في جدار الازمة السورية لبلوغ مرحلة اتفاق اولي على طريقة الحل بعدما اصطدمت كل الطروحات حتى الساعة بالرفض بفعل خلافات جوهرية بين المعارضة والنظام، تشير الاوساط الى ان تأخير عقد الاجتماع الموسع مع ثلاثية استانة مرده ان روسيا غير راغبة في اشراك عدد من الدول الاوروبية والعربية في التسوية السورية، قبل ان تتفق نهائيا مع الولايات المتحدة على تقاسم النفوذ في المنطقة وايجاد قواعد وثوابت ينطلق منها التغيير.

وتلفت الى اهمية الاجتماع عشية زيارة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الى روسيا في النصف الاول من شهر ايار المقبل اذا لم يطرأ ما قد يبدل في اجندة المواعيد، ووسط استعدادات لعقد اجتماع بين الرئيس الاميركي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين بعد اعادة انتخابه بنسبة عالية. وتسعى فرنسا من خلال حركة رئيسها الى لعب دور ناشط على خط التسويات السياسية لأزمات المنطقة من خلال تأمين الاجتماع الموسع للبحث في سبل حل الازمتين السورية واليمنية، على حد سواء.

وفي سياق الحراك الهادف الى عودة فرنسا الى حلبة القرارات الدولية الكبرى، يزور وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان غدا القاهرة ويجتمع مع الرئيس عبد الفتاح السياسي ونظيره سامح شكري ومسؤولين آخرين. وتقول الاوساط الدبلوماسية ان الملف السوري قد يشكل أبرز ملفات البحث اضافة الى محاربة الارهاب وتعزيز التعاون بين فرنسا ومصر لمكافحته والتنسيق الامني والاستخباري في هذا المجال بعدما استضافت فرنسا منذ يومين مؤتمرا دوليا لمكافحة تمويل الارهاب تعهد المشاركون فيه تعزيز الأطر القانونية والعملانية لجمع وتحليل وتشارك المعلومات من قبل السلطات الوطنية وذلك بتجريم تمويل الإرهاب وإصدار عقوبات رادعة حتى في ظل عدم وجود صلة مع عمل إرهابي محدد.

وستحضر ايضا في الزيارة الفرنسية للقاهرة سلسلة ملفات من بينها الصراع الفلسطيني- الاسرائيلي انطلاقا من الدور الذي تلعبه فرنسا لاسيما في معالجة العلاقات السعودية- الايرانية بعدما تردد في اوساط دبلوماسية غربية ان تقدما احرزته فرنسا في هذا المجال، وقد تستضيف باريس قبل نهاية العام مؤتمر المصالحة اليمنية بين الاطراف المتخاصمين للاتفاق على صيغة حل. وكان لودريان يعتزم زيارة العراق ولبنان ايضا من ضمن محطته في الشرق الاوسط تحضيرا لزيارة ماكرون وفق ما تفيد الاوساط، بيدا ان الرئيس الفرنسي فضل التريث وارجاء الزيارة الى ما بعد الانتخابات في لبنان والعراق وعلى الارجح في حزيران المقبل، اذا لم يطرأ ما قد يحمله على تأجيل الجولة التي ستشمل لبنان والعراق ومصر والاردن ويستهلها من البواية السعودية بعدما نقل اليه ولي العهد الامير محمد بن سلمان دعوة رسمية من خادم الحرمين الشريفين.