IMLebanon

لا تتجاهلوا هذه المشكلات الصحية الوراثية

كتبت سينتيا عواد في صحيفة “الجمهورية”:

عندما يطلب منكم الأطباء الإجابة عن مجموعة أسئلة متعلّقة بالمشكلات الصحّية التي يعانيها أفراد عائلتكم، فذلك ليس لإضاعة الوقت أو الدردشة! معرفة التاريخ العائلي للأمراض تساعدكم فعلاً على عيش حياة صحّية أكثر.

كلما كنتم على علم ويقين بالأمراض الموجودة في عائلتكم، تمكّن الطبيب من مساعدتكم على وضع المعايير الوقائية الملائمة حفاظاً على عافيتكم. تعرّفوا في ما يلي إلى أهمّ المشكلات الصحّية الوراثية:

أمراض القلب
لسوء الحظ، فإنّ أمراض القلب لا تُشخّص عادةً إلّا عند التعرّض لنوبة قلبية. لذلك من المهمّ معرفة إذا كانت هذه المشكلة موجودة في تاريخ عائلتكم للحذر من أعراضها واستشارة طبيب القلب لإجراء الاختبارات اللازمة. التاريخ العائلي لأمراض القلب قد يرفع خطر الإصابة بهذه الأمراض عموماً، غير أنّ هذا الخطر يزداد أكثر بعد إذا تعرّض شخص مقرّب جداً لهذه المشكلة في عمر مُبكر. تشمل علامات أمراض القلب التي قد تُشير إلى الحاجة لاستشارة الطبيب التعب، وضيق التنفس، وأوجاع الصدر.

إرتفاع ضغط الدم
يحدث عندما يحتاج القلب إلى بذل جهود أكبر لضخّ الدم إلى مختلف أنحاء الجسم. الأمر الخطير أنّ ضغط الدم المرتفع قد يؤدّي أيضاً إلى مشكلات صحّية أكثر جدّية كأمراض القلب أو السكتة الدماغية. في حين أنّ بعض عوامل الخطر يشمل زيادة الوزن، والعمر، وعادات ممارسة الرياضة، غير أنّ التاريخ العائلي يندرج ضمن العوامل الكبرى. من الشائع جداً أن ينتشر ضغط الدم العالي في العائلات، لذلك إحرصوا على إخبار طبيبكم كي تتمكّنوا من التغلّب عليه.

الألزهايمر
عبارة عن تدهور بطيء للدماغ ناتج عن تراكم الترسبات. أظهرت الأبحاث أنّ الجينات تلعب دوراً أساسياً في تحديد إذا كان الشخص معرّضاً للألزهايمر أم لا. فضلاً عن ذلك، إذا كان أحد أفراد العائلة المقرّبين (كالأمّ، أو الأب، أو الإخوة…) يشكي من هذا المرض، يعني إذاً أنكم أكثر عرضة للإصابة به، علماً أنّ هذا الخطر يرتفع إذا ازداد عدد أفراد الأسرة المصابين بالألزهايمر.

تحدّثوا إلى الطبيب في مثل هذه الحال لوضع القواعد الوقائية الفعّالة، كالانخراط في الغذاء الملائم (خفض جرعة السكر، وتعزيز كمية الألياف، والتركيز على المواد التي تملك خصائص مُعزِّزة لوظائف الدماغ كالكُركم وبذور دوار الشمس)، والقيام بتمارين تُقوّي الدماغ (كحلّ الكلمات المتقاطعة).

السكري
يرمز إلى ارتفاع شديد لمستويات السكر في الدم الذي، إذا لم يُشخّص أو يُعالج، قد يسبّب مشكلات أخرى كفقدان البصر، وأمراض القلب، والسكتة الدماغية، وبتر الساق. إذا أُصيب أحد أفراد عائلتكم بالسكري، يعني أنكم عرضة بشدّة لدخول مرحلة ما قبل السكري التي تُنذر بالتشخيص للسكري من النوع الثاني في مرحلة لاحقة من حياتكم. إذا كانت هذه حالتكم، فإنّ الطبيب سيتحكّم في غذائكم ومعدّل السكر في الدم أكثر حِفاظاً على صحّتكم والتصدّي لأعراض ما قبل السكري.

السيلياك
هذا النوع من أمراض المناعة الذاتية يُحفَّز عند تناول مادة «Gluten». إنه قد يدمّر الجسم، وفي حالات أكثر جدّية، قد يسبّب مشكلات أخرى كالسرطان. داء السيلياك مشكلة صحّية وراثية. إستناداً إلى «Celiac Disease Foundation»، فإنّ الوالدين والأشقاء والأطفال الذين يملكون النمط الجيني ذاته لأحد أفراد العائلة المُصاب بالسيلياك، ترتفع لديهم الإصابة بهذه المشكلة بنسبة 40 في المئة.

أمّا الخطر الكلّي للتعرّض للسيلياك عندما يكون النمط الجيني مجهولاً فيتراوح بين 7 إلى 20 في المئة. يوجد اختبارٌ لرصد هذا الداء، لذا في حال وجوده في عائلتكم وتعانون أيضاً مشكلات هضمية، لا بدّ إذاً من تحديد موعد مع الطبيب.

الأورام الليفية
إنها أورام حميدة موجودة في الرحم يمكن أن تسبّب الألم، والنزيف، وتؤدّي أخيراً إلى استئصال الرحم. بيّنت مجموعة دراسات أنّ احتمال تعرّض المرأة للأورام الليفية يرتفع في حال وجود تاريخ عائلي لها. في مثل هذه الحال يجب استشارة طبيب الأمراض النسائية سنوياً لإجراء الفحوص اللازمة.