IMLebanon

تسليم “جائزة سمير قصير لحرية الصحافة”: تراجع في الحريات العامة

أقامت بعثة الاتحاد الأوروبي في لبنان بالتعاون مع “مؤسسة سمير قصير”، حفل تسليم جائزة سمير قصير لحرية الصحافة في الذكرى السنوية الثالثة لإغتياله، في فيلا سرسق.

واعتبرت رئيسة “مؤسسة سمير قصير” الإعلامية جيزيل خوري ان “فرصة شعوب المنطقة لبناء دولة القانون ودولة الحريات ضاعت مرة اخرى، وكأن البحث عن بداية تكوين الذات لم يرسم، وكأن ثورات الربيع لم تحصل، والعروبة والديموقراطية لم تجدا سبيلا لشق طريقهما”.

وأضافت “اننا نعيش مرحلة خلط الأوراق اقليميا ومحليا، فالتحالفات تتبدل والمبادئ تتغير وفقا للمصالح. والنقاش محدود بمسائل سياسية خلافية تشجع الإنقسام في المجتمع من دون اعطاء فرصة للتعددية او الحوار او الوفاق”، مشددةً على أت “الإعلام يلعب دورا متواطئا في هذا المجال: اخبار كاذبة، غير متزنة وغير مهنية، للتضليل وخدمة المعلم، وقد رافقنا هذه الظاهرة سمير وانا في حياتنا سويا. والجبن في طريقة اغتياله لم يكن كافيا، فماكينة fake news انطلقت لحظات بعد استشهاده”.

وتطرقت لما يحصل من “كم افواه وتراجع مخيف للحريات العامة، وتسلط مافيوي على الدولة ومؤسساتها يعيدنا الى زمن النظام الأمني الذي نزل مليون لبناني الى الشارع ضده، مع سمير قصير ورفاقه في انتفاضة الإستقلال. اذ واجهوا في ساحة الحرية في بيروت نظاما بوليسيا لإستعادة الإستقلال والحق والأمل بالحداثة والحرية”.

أما سفيرة الاتحاد الاوروبي كريستينا لاسن فلفتت إلى أن ازدهار أي مجتمع يتوقف على صحافيين محترفين وموهوبين وشجعان مثلكم من أجل التوعية ورفع الصوت عاليا عند الاقتضاء. وأشارت الى أنه “من المقلق ألا يعتبر المزيد من القادة، حتى من انتخب منهم بطريقة ديمقراطية، وسائل الإعلام كحجر أساس للديمقراطية وإنما خصم وتهديد لهم”.

اسماء الفائزين بنسخة 2018:

– فئة مقال الرأي: ميلود يبرير (مواليد 1984) من الجزائر، حائز على دكتوراه في الطب، يعمل أيضا كصحافي متخصص في الشؤون الثقافية. مقاله الفائز بعنوان “مقعد في العتمة: النظام الجزائري إذ يولد في قاعة سينما”، نشر في جريدة “العربي الجديد” في 22 شباط 2018، ويصف تعقيدات وخفايا النظام السياسي في الجزائر من خلال استعارة قاعة السينما، حيث كتب الدستور الجزائري الأول وتتالت الأحداث السياسية والأمنية كمشاهد من فيلم لم ينته.

– فئة التحقيق الاستقصائي: أسماء شلبي (مواليد 1990) من مصر، وهي صحافية في جريدة “اليوم السابع”، متخصصة في الشؤون الأمنية. نشرت مقالها الفائز بعنوان “مآسي نساء فى قرى الفيوم”، في “اليوم السابع” في 15 أيار 2017، وهو تحقيق مفصل عن الانتهاكات بحق نساء الفيوم، من عنف جسدي وجنسي، وعمل في السخرة، وعلاقتهن المختلة بأزواجهن الذين يستغلونهن لأسباب مادية.

– فئة التقرير الإخباري السمعي البصري: أسعد الزلزلي (مواليد 1984) من العراق وهو مدير وكالة “مرايا نيوز” للأنباء. صور تقريرا بعنوان “أطفال داعش”، بثته قناة “دويتشه فيله” – القسم العربي في 7 كانون الأول 2017 وهو يسلط الضوء على مأساة أطفال ولدوا من آباء التحقوا بداعش ويعيشون اليوم محتجزين في مخيمات دون أي اعتبار لأوضاعهم وحقوقهم.

وتكرم جائزة سمير قصير لحرية الصحافة التي تنظم سنويا منذ عام 2006 الصحافي اللبناني سمير قصير الذي اغتيل في 2 حزيران 2005 في بيروت. وتكافئ الجائزة التي يمولها الاتحاد الأوروبي صحافيين تميزوا بجودة عملهم والتزامهم حيال حقوق الإنسان والديمقراطية. والمسابقة مفتوحة أمام صحافيي بلدان شمال إفريقيا والشرق الأوسط والخليج العربي. وبلغ عدد المشاركين هذه السنة 193، ما يرفع عدد المشاركين منذ إطلاق الجائزة إلى ما يقارب الـ2100. وتبلغ قيمة الجائزة في كل من الفئات الثلاث 10000 يورو.

وحضر الحفل وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال ملحم رياشي ممثلا رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وزير الاتصالات في حكومة تصريف الأعمال جمال الجراح ممثلا رئيس الحكومة سعد الحريري، سفيرة الإتحاد الإوروبي في لبنان كريستينا لاسن، سفير بلجيكا اليكس لينارت، النائبين عماد واكيم وادي ابي اللمع، القائم باعمال سفارة مالطا فرانسوا ابي صعب، نائب رئيس حزب “الكتائب” الدكتور سليم الصايغ، مدير المكتب الإعلامي في القصر الجمهوري رفيق شلالا، رئيسة مؤسسة سمير قصير جيزيل خوري، واعضاء لجنة الحكم التي تألفت من سبع شخصيات في مجال الإعلام والصحافة من أوروبا والشرق الأوسط وهم: رئيسة البرنامج الدولي لتنمية التواصل في اليونسكو البانا شانا من هولندا، رئيس شبكة الصحافة الأخلاقية وايدن وايت من المملكة المتحدة، عميد كلية الإدارة والابتكار في معهد الدراسات السياسية في باريس بنوا تيولان من فرنسا، خيرالله خيرالله من لبنان، الكاتب الصحافي وأستاذ في الجامعة الأميركية في بيروت رامي خوري من الأردن، رئيس التحرير التنفيذي في جريدة “المدى” عدنان حسين من العراق، المندوبة السابقة لفلسطين لدى الاتحاد الأوروبي ليلى شهيد.