IMLebanon

12 عامًا على حرب تموز ومخلفاتها تحصد الأرواح

اثنتا عشرة سنة مرت على حرب تموز التي ألقت خلالها إسرائيل 6 ملايين قنبلة عنقودية على المناطق الجنوبية بقي منها أكثر من مليوني قنبلة، فضلا عن الألغام المزروعة بالقرب من الخط الأزرق والتي أدت حتى اليوم الى استشهاد 57 مواطنا مدنيا وعسكريا كان آخرهم المواطن شبلي عيسى الذي قضى منذ شهر بلغم إسرائيلي في بلدته رامية الحدودية، فضلا عن إصابة أكثر من 406 مواطنين بجروح وإعاقات.

يواصل الجيش اللبناني، بالتعاون مع جهات دولية، تنظيف الأراضي من القنابل والألغام، ففي بلدتي الحنية وزبقين قام المركز اللبناني لنزع الألغام التابع للجيش بالتعاون مع دولة اليابان، بتنظيف كامل البلدة، وسلمت الأراضي الزراعية إلى أهالي البلدتين خالية من القنابل العنقودية، ما يساهم برفع التنمية وتنشيط الزراعة مصدر رزقهم الاول.

يقع المركز اللبناني لنزع الالغام في ثكنة الشهيد النقيب عصام شمعون في النبطية، ويتولى مهمة الاشراف على عملية إزالة وتنظيف الاراضي الجنوبية المزروعة بالالغام والقنابل العنقودية الاسرائيلية والتي تشارك فيها جمعيات محلية ودولية وكتائب من “اليونيفل” وتمولها الدول المانحة التي تراجعت مساعداتها في الآونة الخيرة. تجدر الاشارة الى أن عمليات التنظيف شملت الى اليوم 67% من الاراضي، الامر الذي فرض تمديد العمليات الى العام 2020 بعد أن كان مقررا أن تنتهي في العام 2016.

مصادر أمنية معنية بالملف أبلغت “المركزية” أن “العقبة الاساس التي تعترض عملية تنظيف ما تبقى من أراض مزروعة بالالغام والقنابل الاسرائيلية هو ضعف تمويل الدول المانحة، وتراجع الجمعيات العاملة في مجال التنقيب في لبنان الى 6 (4 دولية و2 محلية) بعد أن بلغ عددها في صيف 2006 45، الأمر الذي دفع المركز اللبناني للالغام الى تمديد مدة عمليات تنظيف البقع الملوثة الى آواخر 2020”.

ولفتت الى أن “اسرائيل لم تزود لبنان (عبر “اليونيفل”) بالخرائط الدقيقة للمناطق الملوثة بالقنابل ما أدى الى تأخير عمليات التنقيب عن القنابل التي عاما بعد آخر ونتيجة العوامل الطبيعية كالشتاء والهواء وانجراف التربة والتغيرات المناخية، تتعمق في الارض أكثر”.

وأشارت الى أن “الاتحاد الاوروبي هو أكبر جهة مانحة، وسبق وقدم في السنوات السابقة 38 مليون يورو لعمليات التنظيف”، مذكرة بأن “الممثلة السابقة للامين العام للامم المتحدة في لبنان سيغريد كاغ وسفيرة الاتحاد الاوروبي في لبنان كرستينا لاسن تفقدتا منذ مدة المركز اللبناني للالغام وجالتا على مناطق يشرف المكتب على تنظيفها، وعقب الجولة تبرعت لاسن باسم الاتحاد الاوروبي بــ 10 ملايين يورو”.

وأضافت أن “وزارة الدفاع طلبت إدراج 5 ملايين دولار في اطار الموازنة العامة وعلى مدى 5 سنوات لصالح المركز اللبناني للالغام التابع للجيش اللبناني”.

وكان وزير المال علي حسن خليل أعلن عن تخصيص اعتماد اجمالي لإزالة القنابل العنقودية قدره 50 مليار ليرة، في موازنة 2017، ويجاز للحكومة عقد كامل هذا الاعتماد ومباشرة التنفيذ قبل توافر اعتمادات الدفع في الموازنة.