IMLebanon

هل يعلن الطلاق بين “التيار” و”القوات” بعد نشر بنود التفاهم؟

لم يكن متوقعا أن يؤدي الخلاف حول عقدة تمثيل القوات اللبنانية في الحكومة العتيدة إلى نشر البنود السرية من “تفاهم معراب” مع ما أثارته من ردات فعل سلبية ليس على المستوى السياسي والحزبي فحسب إنما الشعبي أيضا، وهو ما ستقرأه القيادات المسيحية في الساعات المقبلة، إن سعت إلى رصد ردات الفعل الشعبية تجاه  التفاهم الذي أنهى مرحلة طويلة من الصراع بين القوات اللبنانية  والتيار الوطني الحر وعزز المصالحة المسيحية – المسيحية وأعاد التوازن المفقود إلى الساحة الوطنية بعد ثلاثة عقود من الوصاية السورية.

وأشارت مصادر سياسية مسيحية لـ”المركزية” الى أن ما ظهر جليا من بنود التفاهم التي نشرت بالكامل في صفحاتها الاربع أنها كانت من أجل تقاسم الساحة المسيحية وإلغاء سائر الأحزاب والبيوتات السياسية لتكون نسخة “طبق الأصل” عن الثنائية الشيعية والتشبه بتجربته الحزبية والشعبية التي لم تعد تلحظ وجود أي زعيم أو موقع من خارجها”.

وأضافت المصادر، أشارت الوثيقة بوضوح في بند من بنودها إلى احترام الإرادة السنية والإصرار على ترجمتها بتمثيل الأكثر قوة لحفظ موقع زعيم المستقبل في السراي، وتجاهلت أي إشارة إلى حزب الله من باب تأكيدها على مفهوم الدولة القوية وحصر السلاح بيد القوى الشرعية، وهو ما شكل تناسيا لمبادئ بنيت عليها استراتيجيات قوى 14 آذار لسنوات طويلة وغض نظر كبير عن سلاح الحزب وهو أمر لا يستسيغه الشارع المسيحي الذي انجرّ وراء التفاهم ولام من لم يجاره وينضم أو يلتحق به”.

وتابعت المصادر “بات من الصعب إجراء أي مصالحة بين التيار والقوات اللبنانية كان رئيس الجمهورية يرغب بها من خلال النصح بتجديد الإتصالات مع الوزير باسيل لترتيب الأمور فإذا برئيس التيار يضع الجميع أمام أمر واقع جديد، رسم لهم خطوطه العريضة في إطلالته التلفزيونية الأربعاء الماضي، قبل أن يغادر لبنان في إجازة عائلية تاركا للتفاعلات التي عكستها تسريبات بنود التفاهم أن تنمو بشكل سريع على الساحة المسيحية لتؤسس إلى مجموعة إضافية من العقد وتوسع رقعة ردات الفعل الرافضة لما كشف عنه في شكله ومضمونه”.

وأكدت المصادر، في الختام، أن “مثل هذه الممارسات تقود إلى مزيد من التأزم إلى درجة طرح فيها السؤال: هل يمكن أن تؤدي السياسة المعتمدة إلى الطلاق بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية ونسف كل الجهود التي قادت إلى المصالحة الشهيرة؟”.