IMLebanon

القيصر يغازل “إهدنيّات”… ولا يكتفي

كتبت مرلين وهبة في صحيفة “الجمهورية”: 

لم تعد قصة الحب التي تجمع «الساهر» بـ»إهدنيّات» خفية على أحد، بل أصبحت واضحة الى العلن وشهد عليها أمس الأول الآلاف من نجومها الذين كانوا يترقّبون بصمت من سماء إهدن صدى صوته، وأولئك الذين هرولوا الى غابة أرز إهدن للارتواء من نبع قيصر في الغناء.

خطيرة إطلالة «القيصر» الّا انها ليست «بخطورة نوايا» حبيبته بامتلاك «الساهر» لها وحدها، فيما نوايا «قيصر الغناء» صافية كصفاء صوته، وهو اختار نثر عطره في غابة إهدن فغرز «شجرته»، وفي كافة الارجاء، ولكافة الاحبّة والعاشقات.

الشجرة أثمرت لـ6 سنوات على التوالي، وأفاضت ثمارها اللذيذة فتسابقت بنات حوّاء الى ربوع «اهدنيّات» حيث ملك الرومنسية يراودهنّ عن الثمر الطيّب.
وقد نغالي اذا قلنا انّ للساهر سحراً مختلفاً في «اهدنيّات» لأنّ الحقيقة معاكسة، فلإهدن سحرها في المهرجانات الصيفية. ولم ننسَ انها كانت البلدة الاولى التي دشّنت مواسم المهرجانات الصيفية منذ 6 سنوات وأعادت تقليداً لبنانياً صيفياً اندثر بسبب الحروب، ليحذو حذوها الآخرون.

الا اننا نتلمّس الظاهرة التي تحدثها الاطلالات المدوية لكاظم في المهرجانات اللبنانية كافة. ولا بد من الاشادة بها، وهو اذا أردنا ان نحكم فنيّاً بالعدل، يستحق لقب «قيصر المهرجانات اللبنانية» وليس قيصر الغناء فقط، والبرهان: كثرة الطلب عليه وفي غالبية المهرجانات اللبنانية. وهو بتواضعه استطاع تلبية الجميع بإحياء حفلتين وليس فقط حفلة واحدة في غالبيّة المناطق اللبنانية.

تعب «القيصر»

يخطئ مَن يعتقد انّ «الساهر» خَفت صوته او بهت، فهو قد برهن من اهدن تَمكّنه من الغناء ولساعات متواصلة. لم يسترح كما جرت العادة، وأجاد في ادائه وبلوغه اعلى الطبقات الموسيقية. فأطرب الآلاف على مدى ليليتين متتاليتين. كما أثبت تفاعله مع الجمهور قوة العلاقة التي تجمعه به، إذ بدا جمهوره وفيّاً متمتعاً بأغانيه وأحاسيسه وقصائده المتناغمة والمتكاملة، من وقفة ملوكية ثابتة وحركات معبّرة لليدين ولتقاسيم وجهه وبسمته التي لم تفارقه.

غزل متبادل

«الساهر» أبكى الصبايا والعاشقات ولم يكتفِ، بل سألهنّ بعدما رجونَه «زيادتهم عشقاً»: «قولوا لي متى تملون من هذه الأغنية؟ الا تملون منها بربكم»؟
لتعلو الهتافات «منك أبداً لن نكتفي». فأجاب الساهر وأجاد.

باقة من «كتاب الحب»

قيصر الغناء كان موفّقاً بالباقة التي اختارها ومن ألبومه الجديد «كتاب الحب» اختار «معايدة العشّاق». وبذكاء ايضاً اختار الاغنيات الخطرة لشد عصبية جمهوره الناعم.

فغنّى بإحساس العاشق المرهف «كوني امرأة خطرة»، أتبعها بأغنية «لعطرك سحر خطير النوايا» فوقعت الواقعة! وطالبه الجمهور بالمزيد «فزادهم عشقاً» وقال: «أحبكم» و»زادت وسامته»، فصدق القول عندما غنّى «بغير حبكنّ لا أكون جميلا».

الجمهور الذي «طمر» كاظم الساهر في «اهدنيّات» كان مثالياً ووفياً، تماماً كوفاء مضيفيه، فأهالي اهدن لم يرتووا بعد من الساهر، ومصرّون على استقباله سنوياً وهم يشهدون في الميدان وفي غابات ارز اهدن وعلى الملأ انّ حبهم لكاظم مختلف، ولياليه لها نكهة خاصة ومُحبّبة على قلوبهم.

لا تهمّنا الزحمة

وفي الباص الذي يقلّنا الى مكان الاحتفال، نسأل المحبين والمعجبات اذا أخّرتهم الزحمة؟ فتتسابق الاجابات: «شوقنا لصوت القيصر وللمشهد الاخضر الملوكي الذي يلاقي صوته واداءه يُنسياننا معاناتنا من الزحمة».

وهنا لا بد من الاشادة بحسن التنظيم وحسن الضيافة. وأكّد القيّمون على المهرجانات بأنّ ريعها هذه السنة سيعود لجمعية حماية Kids First، وسيكون داعماً ايضاً للحملة التي أطلقتها اليونسيف #بدي – ربيك – بلا عنف.

تواضع بالجملة

في الخلاصة، إهدن بَدت أمس تغلي بالسيّاح من المناطق اللبنانية كافة ومن العالم العربي ومن دول الاغتراب، امّا اصحاب المحال والفنادق والمطاعم فممتنّون للنتيجة.

أمّا نحن فلفتتنا الابعاد الانسانية لهذه الحفلات واختيار الجمعيات التي سيعود ريع الارباح لها، وتواضع كاظم في تلبية الجمهور وتواضع رئيسة المهرجانات السيدة ريما فرنجية التي فضّلت تسليط الضوء على «اهدنيّات»، على إجراء مقابلة معنا. وقد جلست في الليلة الاولى في الصفوف الخلفيّة، وعلمنا بأنها كانت حاضرة في الحفلتين إنما في الكواليس.