IMLebanon

“حزب الله”: تمنّينا على عون وباسيل “يطرّوها” للإسراع بالتشكيل

على رغم الشلل الذي يضرب محرّكات تشكيل الحكومة نتيجة تمترس كل فريق خلف مواقفه مع تقاذف للمسؤوليات في ظل غياب المبادرات ووساطات “أهل الخير” للدفع إيجاباً نحو تذليل العُقد، تُسجّل على الشاشة البرتقالية إشارات “تصعيدية” حيال ما يعتبره “التيار الوطني الحر” مؤامرة لضرب العهد، بدأت مما يُنقل عن مصادر وأوساط وحتى وزراء ونواب بأن مهلة التشكيل تكاد تنفد، وإذا لم يحسم الرئيس المكلّف سعد الحريري أمره ويُشكّل الحكومة، فإن خيارات عدة ستوضع على الطاولة، لعل أبرزها اللجوء إلى الشارع لـ”فك أسر” لبنان من الحصار السياسي الذي يتعرض له كما قال رئيس “التيار الوطني الحر” الوزير جبران باسيل بعد اجتماع تكتل “لبنان القوي” منذ أيام، وإن كان لم يُهدد صراحةً باستخدام الشارع.

ويبدو أن الحليف التقليدي لـ”التيار” “حزب الله” ليس على الموجة ذاتها حكوميا، مع أنهما يلتقيان على ضرورة الإسراع في إنجاز التشكيلة اليوم قبل الغد، لأن تحديات كثيرة تنتظرها”. ويُنقل عن مصادر “حزب الله” “عدم تحبيذها لفكرة استخدام ورقة الشارع من أجل الدفع في تحريك عجلة التشكيل”، ففي رأيها “يجب سحب ورقة الشارع من ساحة تشكيل الحكومة، والإبقاء عليه مضبوطا وهادئا، لأنه متى استُخدم لا نعرف إلى أين سيصل”.

وقالت لـ”المركزية”: “أبلغنا باسيل في وقت سابق بأننا نشتم رائحة تدخل خارجي (سعودي) في طبخة التشكيل يحول دون إنضاجها، وذلك بهدف تعطيل البلد واستطرادا العهد لغاية في نفس يعقوب”.

وتعتبر أن “أفضل طريقة لإخراج التشكيلة من عنق زجاجة التعطيل والمطالب والشروط والشروط المضادة، العودة إلى لبنان وصمّ الآذان للتدخلات الخارجية”، وتشير إلى “أننا لا نستطيع أن نكمل بهذه الطريقة”.

وعن حصة “القوات اللبنانية” المتمسّكة بحقيبة سيادية من ضمن الحقائب الأربع التي تطالب بها، توضح مصادر “حزب الله” “أننا لا نتدخّل في هذا الموضوع الذي تعود صلاحية البتّ به إلى الرئيس المكلّف بالتشاور مع رئيس الجمهورية، تماما كما نرفض أن يتدخّل أحد في شؤون حصّتنا الوزارية”، إلا أنها تُفضّل في المقابل “ألا تُسند الحقيبتان المتبقيّتان (وزارة المال حُسمت لـ”حركة امل” في مقابل وزارة الداخلية لـ”تيار المستقبل”) الدفاع والخارجية لوزير قواتي”، وتشير في السياق إلى “اقتراحات بديلة عدة تُطرح على “القوات” مقابل التخلّي عن الحقيبة السيادية، كإسنادها وزارة العدل وأن تحتفظ بوزارة الصحة”، وتعترف في هذا المجال بأن “موقف “القوات” من التمثيل في الحكومة ليس العقدة الوحيدة التي تمنع التشكيل”.

ويلاحظ خلال مسار تشكيل الحكومة “انكفاء” “حزب الله” عن لعب دور المُسهّل و”كاسح الالغام” أمام ولادة الحكومة كما كان يفعل مع استحقاقات سابقة. وتعزو مصادره ذلك إلى أن العقد ليست في صفوف حلفائنا وإلا لكنا تدخّلنا لتسهيل المهمة، وانما لدى الفرقاء الاخرين، لا بل أننا تمنّينا على رئيس الجمهورية ميشال عون وباسيل “إنو يطرّوها” قدر الإمكان للإسراع بتشكيل الحكومة، لكن لديهما حد أدنى وما يطالبان به لجهة وضع معيار موحّد للتمثيل منطقي”.

وبناءً على كل ما تقدّم، تأسف مصادر “حزب الله” “لألا تشكيل يلوح في الأفق، واستخدام الشارع في هذا المجال لن يأتي بالنتائج المرجوة، لأن الخلاف سياسي”.

وتختم المصادر بالقول “لا تعليق”، في معرض ردّها على سؤال عمّا إذا كان “حزب الله” متمسّك بخيار الرئيس سعد الحريري لرئاسة الحكومة.