IMLebanon

“القوات” تتخلى حكومياً عن الكمية مقابل النوعية

أحدث العروض الوزارية لـ”القوات اللبنانية” في سوق التشكيلة الحكومية، ما تم تناقله عن اتفاق مع رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري على إعطائها 4 حقائب ليس بينها حقيبة سيادية أو منصب نائب رئيس الحكومة، وإن هذا العرض لن يكون ناجزاً إلا إذا قبل به رئيس “التيار الوطني الحر” وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل. وبحسب المعلومات، فإن الرئيس الحريري لم يتّفق بعد على “نوعية” الحقائب الأربع لـ”القوات” في انتظار لقائه وباسيل المُرتقب خلال الساعات المقبلة.

عضو كتلة “الجمهورية القوية” النائب وهبي قاطيشا لم ينفِ كما لم يؤكد عبر “المركزية” صحة هذا العرض، إلا أنه جزم في الوقت نفسه بـ”أننا نريد ان نكون في وزارات ذات قيمة تخدم مشروعنا ببناء دولة، ليس حباً بالسلطة إنما احتراماً للثقة التي منحنا إياها الناخبون في صناديق الاقتراع”، وقال: “بالنهاية ما بيصح إلا الصحيح”.

وإذ أوضح أن “المسألة مرتبطة بنوعية الحقائب التي ستكون من حصّتنا وليس بعددها”، لفت إلى “أننا بموقفنا هذا نُسهّل تشكيل الحكومة. فبعدما كان مطلبنا 5 وزراء تراجعنا إلى 4، ليس لسبب إلا لتسهيل مهمة الرئيس الحريري، وهذا يُناقض ما يدّعونه بأننا نُعرقل التشكيل”.

وأضاف: “ليس إذا اتّفقنا مع الرئيس الحريري على هذا العرض تنتهي الأمور وتُصبح التشكيلة جاهزة. لننتظر ما سيُقدّمه الآخرون من تسهيلات أيضاً”، مجدداً تأكيده “أننا لن نتخلى عن الوكالة التي منحنا إيّاها الناخبون من أجل تشكيل حكومة غير متوازنة لا تُراعي الحجم التمثيلي لكل فريق”.

وأشار قاطيشا إلى “أننا أبلغنا الرئيس المكلّف أننا سنُسهّل مهمته إلى أقصى حدود، لكن ليس لدرجة التفريط بالوكالة التي أعطانا إياها القواتيون في الانتخابات النيابية”، متوقّعاً أن “تحمل الساعات الـ48 المقبلة مؤشرات إيجابية للتشكيلة الحكومية، وذلك من خلال الزيارة المُرتقبة للرئيس المكلّف إلى بعبدا ولقاء رئيس الجمهورية، فإما تتشكّل حكومة تُنصف الجميع وإلا فإن من يُمسكون بها سيستمرون بالعرقلة لأسباب سلطوية وغايات خاصة تضرّ بالدرجة الأولى العهد الذي يتبجحون بأنهم أبناؤه”.

أما إذا لم تجرِ الرياح الحكومية كما تشتهي السفن “القواتية” من خلال ما تعتبره تسهيلاً وليس “تنازلاً” عن الحقائب الخمس في مقابل الحصول على أربع، أجاب قاطيشا: “إذا لم يوافقوا على الصيغة التي يحملها الرئيس الحريري والمُتضمّنة حصّة “القوات” (حقائب ذات قيمة)، عندها سنعود إلى رفع سقف مطالبنا، لأن هذا حقنا”.

وتابع: “ليسمحولنا فيا، لن ينجحوا في إحراجنا تمهيداً لإخراجنا. سنتمسّك أكثر بمطالبنا ولن نسلك طريق المعارضة كما يريدون، كي يُمرّروا صفقاتهم المشبوهة من دون حسيب أو رقيب”.

ونفى رداً على سؤال أن “تكون “القوات” المُعرقل الأول والأساسي لولادة الحكومة كما يروّجون، وإنما باسيل هو المعرقل الاول، لأنه يريد أن “يتسلّط” على الحكومة مستقبلاً”.

أما عن علاقة “القوات اللبنانية” برئيس الجمهورية، أكد قاطيشا أنها “جيّدة، لأنه لم يتناولنا في تصريحاته ولم يتّهمنا بالعرقلة وهو ملتزم ومتمسّك بـ”تفاهم معراب” تماما كرئيس الحزب سمير جعجع، في حين أن باسيل “يتنطّح” عبر الإعلام ويستخدم لغة تهديدية ضدنا فقط لأنه يريد أن يفرض سلطته على الشارع المسيحي ككل”.

وختم: “ليتنصّل باسيل قدر ما يشاء من “تفاهم معراب” و”الله يوفقوا وين ما راح”، إلا أننا متمسكون به حتى الرمق الأخير، لأنه تفاهم عميق يعلم جيداً من وقّعه هدفه وأسبابه”.