IMLebanon

جعجع: لينقذ عون عهده ونصرّ على مشاركة حكومية كاملة

أكد رئيس “القوات اللبنانية” سمير جعجع “أننا اليوم نصرّ على مشاركة كاملة في الحكومة من أجل المحافظة على الدولة وانتشالها من الجورة التي يضعها البعض فيها بفساده وانعدام تخطيطه واستغلاله لكل ما في الدولة”، مشددًا على أن “لم يسقط شهداؤنا في أي يوم من الأيام، من أجل حكومة أو من أجل وزير “بالطالع او بالنازل”. لقد سقط شهداؤنا من أجل الدولة وليس من أجل أي منصب فيها”.

وأشار جعجع، في كلمة خلال قداس “شهداء المقاومة” في معراب، إلى أن “أداء وزرائنا في الحكومة المستقيلة يمكن أن يعطي فكرة واضحة عما نعتزم القيام به في الحكومة الجديدة، ومن هنا نفهم سبب الحملات المسعورة الكاذبة على وزرائنا”، معتبرًا أن “بدل أن يحاول البعض التشبه بوزرائنا وبالتالي محاولة كسب محبّة الناس وثقتهم كما فعل وزراؤنا، فقد انصرف لمحاولة التهشيم بهم لربما بهذا يمكن أن يساويهم به”.

ورأى جعجع أن “الانتخابات النيابية الأخيرة أثبتت بالدليل العلمي الملموس وبالأرقام وبشكل لا يقبل الجدل أن “القوّات” لوحدها ثلث المجتمع، ومن المؤكد يجب أن يتم ترجمة ذلك في الحكومة”، مؤكدًا “أننا لن نقبل بأن يأخذ منا أي أحد ما اعطانا إياه الشعب”.

ولفت جعجع إلى أن “الواقع في لبنان مزري لجهة الفساد والمديونيّة العامة والشلل الاقتصادي والاهتراء على مستوى الإدارة مع كل تبعات هذا الواقع من تدنٍ في المستوى المعيشي والبطالة والهجرة”، لكنه حذر في الوقت نفسه من “التفكير للحظة من اللحظات أن هذا الواقع ميؤوس منه. صحيح أنه غير ميؤوس منه ولكن من المؤكد أنه لا يمكن للأيادي التي بالأساس هي من أوصلته إلى هذه الحال، إصلاحه، فهو لا يُصلحه إلا ايادي نظيفة بيضاء لديها التصوّر والقدرة والنية والخطّة”.

وجدد حعجع تأكيده “أننا من الداعمين الأساسيين للرئيس ميشال عون وموقع رئاسة الجمهوريّة والعهد”، مضيفًا: “نحن مساهمون رئيسيون في هذا العهد وبإيصال رئيسه إلى قصر بعبدا، لذلك نعتبر أنفسنا شركاء فيه ومعنيون بإنجاحه وبإنجازاته التي من أبرزها حتى الساعة هو قانون الانتخاب الجديد”.

وأردف: “نحن معنيون جدًا بتثبيت مفهوم “الرئيس القوي”، الضروري جدًا من أجل التوازن الوطني، وكي نتمكن من ذلك يهمّنا أن يكون الرئيس ناجحًا ورئيس إدارة حلول لا إدارة أزمات وليس أن تستمر في عهده الأمور على ما كانت عليه قبله. فعلى سبيل المثال، ليس هناك أي مبرّر للتأخر في تأليف الحكومة سوى العرقلة التي للأسف يقوم بها من يفترض بهم أن يكونوا الأكثر اهتمامًا بنجاح العهد”.

وشدد جعجع على أن ليس “هناك عوامل خارجيّة تعرقل التشكيل. وليس صحيحًا أيضًا أن هناك معادلات طائفيّة متعثرة. كما أنه ليس صحيحًا أبدًا أن هناك حرب صلاحيات دائرة”، مشيرًا إلى أن “اتفاق الطائف قام بتحديد الصلاحيات وجميعنا وفي طليعتنا الرئيس ميشال عون، نعترف بالطائف ونتمسك به”.

واعتبر جعجع أن “الصحيح الوحيد هو أن هناك بعض متمترس بالعهد ويحاول من جهة تقليص تمثيل “القوّات” وغيرها، ومن جهة ثانية وضع يده على أكبر عدد ممكن من الوزارات بشكل غير منطقي، غير واقعي وغير مقبول من أحد، وهذا كلّه بحجة “حصّة الرئيس”. إن التصرفات المماثلة هي التي تضرب العهد وتقوم بعرقلته”، لافتًا إلى أن “هناك البعض اليوم، والذي كان من أكثر المفترض به مساعدة العهد، يقوم بتقويض سياسة العهد الوطنيّة الكبيرة من أجل مصالحه الشخصيّة الصغيرة”.

وناشد جعجع عون “المبادرة إلى إنقاذ عهده بيده، بدءًا من تأليف الحكومة الجديدة، فجل ما هو مطلوب منه أن يشهد للحق ويلجم طمع البعض وينقذ التسوية الرئاسية الكبرى المهددة فعلًا في الوقت الراهن”، مؤكدًا “أننا عندما تكون إنجازات العهد الوطنيّة الكبرى على المحك سنكون أمامه حتى النهاية إلا أنه في المكان الذي تكون المسألة مسألة مصالح شخصيّة ضيّقة فنحن سنكون ضدّها، وفي الحال هذه لا يتلطى أحد بالعهد”.

وأكد جعجع أن “تفاهم معراب لم ينته لأن هذا التفاهم ليس ملكًا لأحد ولا حتى أصحابه الذين وقّعوا عليه، هذا التفاهم أصبح ملكًا للناس الذين كانوا يصلّون منذ سنوات عدّة من أجل التوصّل إليه”، مشيرًا إلى أن “هذا التفاهم غيّر طبيعة المعادلة في لبنان وأصبح جزءًا لا يتجزأ من وجود مجتمعنا ودوره الفاعل وتأثيره، لقد أصبح جزءًا من حاضره ومستقبله”.

وتوجه جعجع إلى “الرفاق العونيين” بالقول: “مهما حصل فمن بعد “تفاهم معراب” يجب ألا يردّنا أي شيء إلى الوراء، صحيح أن النبرة تعلو بين الحين والآخر إلا أننا يجب ألا ندع هذا الأمر يفرقنا من جديد”.

وعن الدعوات للتطبيع مع النظام السوري، سأل جعجع: “في مقابل هذه الدولة الشرعيّة الموجودة في لبنان هل من الممكن أن يدلني أحد على دولة شرعيّة موجودة في سوريا، والتي أكثريّة من السوريين يعتبرونها دولتهم، كي تقيم الدول اللبنانيّة علاقات كاملة معها”؟

وقال جعجع إن “المؤشرات تدل على أن الأسد لا يريد النازحين أن يعودوا وذلك للأسباب الديموغرافيّة، الطائفيّة والاستراتيجيّة المعروفة. وتأكيدًا لذلك لدي سؤال بسيط، “هل هناك من دولة تساوم على عودة شعبها إليها وتضع الشروط على دولة ثانية من أجل أن تقبل بعودة هذا الشعب إلى أراضيه”؟ وأضاف: “لو صحيح أن بشار الأسد يعتبر النازحين السوريين في لبنان شعبه، لكان ترجى الأمن العام البناني إرسال أكبر عدد ممكن منهم وباسرع وقت ممكن بغض النظر عن أي أمر آخر، في الوقت الذي ما نراه، هو العكس تمامًا”.

وتوجه إلى كل المنادين بالتطبيع مع سوريا بالقول: “إن التطبيع مع سوريا أمر طبيعي ومنطقي ويخدم مصالح البلديّة لأبعد حدود، ولكن لكي يحصل، على التطبيع مع سوريا كدولة وليس فصيلًا من سوريا”.

وعن “الأونروا”، أشار جعجع إلى “أننا نعتبر أن أي تلاعب بحق العودة من خلال التلاعب بمصير “الأونروا” ستكون نتائجه كارثيّة على الأوضاع السياسيّة والعسكريّة والاستراتيجيّة في الشرق الأوسط ككل”، داعيًا الحكومة اللبنانيّة إلى أن “تتابع مساعيها مع جميع أصدقاء لبنان من أجل تثبيت واقع “الأونروا” على المستوى الدولي ومن أجل حض، خصوصًا الدول العربيّة، على سد الثغرة الماليّة التي تركها وقف المساعدات الأميركيّة وسد هذه الثغرة يجب أن يتم فورًا وبشكل دائم خدمة للسلام في الشرق الأوسط”.

وفي ما خص حرية التعبير في لبنان، لفت جعجع إلى “أننا لا نشعر بالارتياح أبدًا إزاء الاستدعاءات التي تتم بشكل ممنهج وبمجرّد تعبير الفرد عن رأي معارض، حتى لو التزم بجميع آداب وقوانين المعارضة الحقّة”.

ورأى جعجع أن “بلدًا من دون استقلال يعني عمليًا انه ليس ببلد. لذا من أجل أن نستطيع المحافظة على كل هذه الأمور من المهم جدًا أن نلتزم كدولة وأحزاب سياسيّة سياسة النأي بالفنس”. وسأل: “أين مصلحة الشعب اللبناني في إدخالنا إياه في أتون الصراعات الدائرة في المنطقة”؟

وتوجه جعجع لـ”حزب الله” قائلًا: “ماذا ينفع الإنسان لو ربح المعارك كلّها وخسر وطنه؟”. وأضاف: “عودوا إلى لبنان، ما سيبقى لنا في نهاية المطاف هو عائلاتنا وبيوتنا وقرانا وبلادنا لذلك من المهم جدًا أن نضع كل جهدنا وتعبنا وعرقنا ودمنا في بلادنا ولأجل بلادنا فقط وليس أي بلاد ثانية أو أي قضيّة أخرى”.