IMLebanon

بعد 40 عامًا على مجزرة إهدن… نديم الجميل: أردنا تصفية القلوب

لا ينفك جيل لبنان الشاب يثبت توقه إلى مرحلة سياسية جديدة تختم نهائيا الجراح الكبيرة والكثيرة التي خلفتها الحرب في الجسد اللبناني الهش، الذي نخرته التدخلات الخارجية والاحتلالات والوصايات مرارا وتكرارا، وأحدثت فيه أضرارا لا يزال يحاول لملمتها حتى اليوم.

ولعل الحادثة التي تعرف بـ”حادثة إهدن” (13 حزيران 1978) إحدى أكبر وأهم هذه الجراح. ذلك أن هذه الجريمة التي أودت بحياة طوني فرنجية، نجل الرئيس الراحل سليمان فرنجية، وزوجته فيرا وابنته جيهان، كانت النقطة التي فاضت بها كأس العلاقات المتوترة بين الكتائب بقيادة الرئيس الشهيد بشير الجميل و”المردة” التي كان طوني فرنجية يتزعمها، فكان الدم ضريبة ثقيلة مهرت بها إهدن، على وقع الخلافات التي عصفت بالجبهة اللبنانية التي كانت تضم إلى فرنجية، الرئيس الراحل كميل شمعون ومؤسس حزب “الكتائب” بيار الجميل.

بعد 40 عاما على الحادثة الأليمة، انسحب رئيس تيار “المردة” سليمان طوني فرنجية من المشهد السياسي آثرا تسليم المشعل إلى ابنه طوني، حامل اسم جده وأمانة جد والده. وفيما كان فرنجية يدخل الحياة السياسية من بابها العريض، كان النائب نديم بشير الجميل، الحامل هو الآخر الأمانة والإرث الثقيلين لرئيس وقائد استثنائي، يعود إلى البرلمان إلى جانب ابن عمه النائب سامي الجميل.

وانطلاقا مما يمكن تسميتها صداقة جمعت أبناء الجيل الجديد، وفي محاولة لطي صفحة الماضي وخلق مساحة لصفاء القلوب وقيام المصالحات، بدا واجب التعزية بعم فرنجية روبير مناسبةً لإطلاق العنان للعلاقة الجديدة بين الطرفين، فزار رئيس “الكتائب” بنشعي، والتقى النائب طوني فرنجية ووالده. على أن المفاجأة كانت مبادرة من النائب نديم الجميل في اتجاه “المردة”، حيث زار ضريح طوني فرنجية وعائلته ووضع إكليلا من الزهر، في ما قد يؤشر إلى علاقات جديدة بين بنشعي والصيفي، على رغم محافظة الطرفين على تموضعاتهما المعروفة.

وفي السياق، أوضح النائب نديم الجميل لـ”المركزية” أن “جزءا من الزيارة يتعلق بالتعزية بروبير فرنجية، عم النائب السابق سليمان فرنجية، وجزء آخر يتعلق بضرورة فتح صفحة جديدة من العلاقات، خصوصا بين أبناء جيل جديد لا علاقة له بصفحة الماضي الأليم”.

وشدد الجميل على أن “في السياسة، كل منا في مكان مختلف والتاريخ السياسي للطرفين معروف. ليس منتظرا أن ينجح أحد في نقل الآخر إلى موقع جديد. لكن هذا لا ينفي أن من الضرورة بمكان أن تكتب صفحة جديدة، لتنقية الذاكرة وفتح المجال أمام مصالحة شاملة بين جميع اللبنانيين”.

وفي ما يخص الكلام عن “تطبيع العلاقات” بين الحزبين، لفت إلى أن “العلاقات بين الطرفين عادت إلى طبيعتها منذ زمن، لكن الأمور السياسية هي التي تتحكم بالعلاقة في ما بيننا. فعلى سبيل المثال، لا صراع دمويا بيننا وبين التيار “الوطني الحر” لكن الاختلاف السياسي موجود. العلاقة مع “المردة” ليست مرتبطة بالصراع التاريخي العائلي، لأننا طوينا هذه الصفحة وانتقلنا إلى التنافس السياسي كل من موقعه. لذلك، فإن التطبيع مبني على قدرتنا على التقارب السياسي، وهو أمر ممكن مع “المردة” أكثر منه مع التيار “الوطني الحر”، لأن سليمان فرنجية أكثر انفتاحا على التقارب الداخلي، بعيدا من “الزكزكات” السياسية”.