IMLebanon

الشرق الأوسط يده على الزناد…”حزب الله” وإيران مستعدّان!

كتب ايليا ج. مغناير في صحيفة “الراي” الكويتية:

تهوّل إسرائيل بالحرب وتنشر عبر رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو صوراً لما يدّعي إنه يعود «لقواعد صاروخية لحزب الله داخل بيروت». وهذه «القواعد» عبارة عن ورشة لتصليح زوارق بحرية مدنية في منطقة الأوزاعي وأماكن أخرى مدنية لا تمت للتجهيزات الصاروخية التي تدّعيها إسرائيل. ولكن ما الرسالة «الإسرائيلية» وكيف تُفهم في لبنان؟

لا أحد في لبنان أو إسرائيل يستطيع أن يجزم بأن هناك حرباً آتية على لبنان تحت عنوان ضرب «حزب الله»، الحليف الأساسي لإيران إيديولوجياً وبالأهداف المشتركة لنُصرة المستضعفين.

ولا أحد يمكنه الجزم ان إسرائيل لن تقوم بأي حربٍ مستقبلية على لبنان. وأقول هنا لبنان لأن «حزب الله» وقاعدته وبيئته الحاضنة تمثل نحو 25 الى 30 في المئة من الشعب اللبناني وأكثر إذا أضفْنا الطوائف الأخرى التي تدعم الحزب وكذلك التيارات الحزبية المتعددة الخارجة من الطوائف الـ18 الموجودة ضمن مساحة لبنان الصغيرة.

إلا أن تفسير العديد من القيادات في لبنان أن نتنياهو عرض أهدافاً لا يريد ضرْبها. وإذا كان واثقاً من أنها تحتوي على صواريخ إستراتيجية فلماذا لا يضربها كما فعل في سورية بحسب مزاعمه؟

وتقول مصادر قيادية في لبنان إن الصواريخ الإستراتيجية ليست «مخزّنة» كما يدّعي بنيامين نتنياهو. فهي منصوبة ومهيّأة في أماكن متعددة وكثيرة وإلى جانبها بعض الصواريخ لإعادة التلقيم والإطلاق.

وقد تعلّم «حزب الله» ألا يحرّك صواريخ أثناء المعركة وأخذ العِبَر من الحرب الثانية العام 2006. بالإضافة إلى ذلك، فان الصواريخ البالستية لا تُنصب داخل المدن بل تحتاج الى شعاع أمان واسع بسبب الأخطاء الصاروخية المتوقَّعة دائماً.

إلا أن ما يُحصد من تصريحات نتنياهو ان توازن الرعب قد تحقق وأن الخطأ ممنوع بضرْب «حزب الله» في لبنان لأنه سيردّ على الضربة بضربة مماثلة. وما ضربة الحرس الثوري الايراني لأهداف في العراق وأخرى في سورية إلا نموذج عمّا في جعبة «حزب الله» في لبنان من صواريخ لا تحتاج لاجتياز مسافة طويلة (فوق الـ 400 كلم). ولذلك فان صورايخ حزب الله فُصلت على قياسه بمسافة أقل وحجم أكبر بكثير. أي ان ما زعم نتنياهو انه مخازن استراتيجية صاروخية لحزب الله هي في الحقيقة ملعب لكرة القدم وورشة تصليح زوارق بحرية.

ومما لا شك فيه ان الحرب على محور المقاومة بدأت بحزب الله العام 2006 وأكملتْ الطريق إلى سورية العام 2011 وها هي تختم رحلتها في إيران العام 2018. وفي المرحلتين الأولى والثانية فشل المشروع القاضي بالقضاء على هذا المحور. وقد خرج أيضاً العراق من العباءة الأميركية بحشدٍ شعبي يتقن فن القتال ويحمل ايديولوجية قوية ويشكل تكملة وإضافة لمحور المقاومة. فكلّما فكّر الغرب وإسرائيل وعملا ومعهما حلفاؤهما على إيجاد ظروف لإنهاء هذا المحور، اشتدّ عوده وأوجد حلفاء ومناصرين وخرج – على الرغم من الخسائر – أقوى من أي وقت. فمتى سيتعلم الغرب التوقف عن خلق كل الظروف التي تنقلب عليه والتي لا يخرج منها إلا أضعف؟