IMLebanon

بين “التيار” و”الكتائب”… حوار “ضرورة التواصل”

لا تعني حرب الحصص الحكومية على وقع التموضعات المتناقضة بين بعض لاعبي المشهد الداخلي أن لا مكان للتواصل والنقاش السياسي، وإن كان ذلك لا يعني أن هذه الحركة ستؤدي إلى “بركة” بولادة تفاهم سياسي بعيد الأمد. هذه الصورة المشوبة بالحذر والتروي تنطبق على التيار “الوطني الحر” وحزب “الكتائب”، الفريقان اللذان كرستهما سنتان من عمر عهد رئيس الجمهورية “خصمين سياسيين” تشهد على مواجهاتهما القاعة العامة في مجلس النواب.

وإذا كانت معارضة التسوية الرئاسية، وهي موقف تفرد به حزب “الكتائب”، برئاسة النائب سامي الجميل ، قد رسمت خطا فاصلا في العلاقة على خط الصيفي- ميرنا الشالوحي، فإن هذا الأخير يشهد اليوم ما تسميه مصادر الطرفين عبر “المركزية” “تواصلا”، من دون أن يعني ذلك أنه سينتهي إلى اتفاق سياسي طويل الأمد بين الحزبين.

وفي هذا الإطار، توضح المصادر أن “الحركة المسجلة حتى اللحظة بين الطرفين لا تهدف إلى “تطبيع” العلاقات بينهما، لأنها عادت إلى طبيعتها منذ أكثر من سنة، وإن كان كل من “الكتائب” و”التيار” قد حافظا على تموضعاتهما المعروفة، حيث أن العونيين السيبة الأساسية للعهد، فيما يبدو الكتائب رأس حربة المعارضة”.

ولكن، وإذا كان الحزبان يحاولان حصر تواصلهما الراهن بـ “ضرورة قيام حوار بين مختلف الأطراف”، فإن توقيت هذا التحرك يجعله لافتا، ويعطيه بعدا مهما، لأسباب عدة ليس أقلها العلاقات المتوترة بين التيار “الوطني الحر” و”القوات اللبنانية”، إضافة إلى المساعي للمصالحة بين بنشعي ومعراب في خطوة قد يقرأ البعض بين سطورها رسالة سياسية مشفرة في التيار ورئيسه وزير الخارجية جبران باسيل. غير أن أوساطا مطلعة تفيد “المركزية” بأن “هذا ليس الهدف المنشود مما يجري”، وهو ما أكده أكثر من مسؤول كتائبي، قبل أن يطل رئيس “الكتائب” النائب سامي الجميل شخصيا عبر عدد من الصحف ليضع النقاط على الحروف. وقد اغتنم نائب المتن هذه الفرصة ليؤكد أن “الكتائب اليوم ليست في وارد الركون إلى أي اصطفاف سياسي، وهو اليوم يحمل طرحا متكاملا، ويعول على ثقة الناس”. غير أنه لم يقفل الباب على ما يمكن اعتباره التقاء موضوعيا مع بعض الأطراف قد تنتجه الحركة السياسية. ولا يشذ التيار “الوطني الحر” عن هذه القاعدة، خصوصا أنه يلتقي مع الصيفي على تأييد المبادرة الروسية لعودة اللاجئين السوريين، كما على إعطاء الأولوية للامركزية الإدارية الموسعة التي يطالب بها الطرفان منذ فترة طويلة.

على أن بعض الدائرين في فلك البرتقالي يبدون حرصا شديدا على التأكيد أن “التواصل الذي لا يزال سطحيا مع الكتائب لا يهدف إلى إدخالها إلى الحكومة للحلول مكان القوات”، خصوصا أن المساعي من المفترض أن تنتهي إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية يشارك فيها الجميع، وبينهم القوات”.

بدورهم يشدد كتائبيون على أن “الصيفي ترفض أن تكون وسيلة لإنقاذ أحد الأحزاب  السياسية (أي التيار الوطني)، مشددين على أن من “الطبيعي أن يقوم تواصل كتائبي مع الجميع، بمن فيهم معراب وميرنا الشالوحي، علما أن الحوار مع التيار البرتقالي لم يرق يوما إلى المستوى السياسي الجدي”.