IMLebanon

عوامل محلية وإقليمية تعزز إيجابيات التشكيل هذا الشهر؟

أما وقد هدأت عاصفة التصعيد السياسي التي ضربت بقوة أرض “التأليف” الحكومي نهاية الأسبوع الماضي، فإن جولة اتصالات ستنطلق في قابل الأيام وفق ما تقول مصادر مطّلعة لـ”المركزية”، ستدور عجلتها بوتيرة مكثّفة، لإخراج التركيبة المنتظرة من عنق الزجاجة سريعا. والحال، بحسب المصادر، أن الاشتباك الأخير “هزّ” مساعي التشكيل التي يضطلع بها الرئيس المكلف سعد الحريري، إلا أنه لم يتمكّن من “إيقاعها”، وقد قرر الأخير تخطيه واعتباره محاولة لتحسين الظروف التفاوضية لكل طرف، لا أكثر.

وفي السياق، تقول المصادر أن “الرئيس الحريري لا يزال ملتزما مهلة الأيام العشرة التي حددها الأربعاء الماضي كحد أقصى لولادة الحكومة، إلا أنها تشير إلى أنه، ولو لم يتم إنجاز المهمة في هذه الفترة الزمنية، فإن التأليف لن يتأخر بل هو مرتقب هذا الشهر… لماذا؟

محليا، يبدو التيار “الوطني الحر” قرر أن يسهل مهمة التشكيل، بما يساعد الرئيس الحريري. فصحيح أن مؤتمر رئيسه الوزير جبران باسيل الجمعة الماضي رفع السقف في وجه “القوات”، إلا أنه سأل في المقابل “هل يعقل أن يعرقل أحد نفسه؟”، وأبدى استعدادا للتعاون لإنجاز التأليف. وقد نظر الحريري إلى النصف الملآن من كلام باسيل وتواصل مع الأخير في الساعات الماضية وكان بحث في الخيارات الواردة لتذليل العقدة المسيحية في الحكومة. أما الحزب “التقدمي الاشتراكي”، وبعد أن صوّب على باسيل ومعاييره، فعاد أيضا إلى نبرته الهادئة، وقال رئيسه وليد جنبلاط السبت “لا بد من دراسة معمقة وتدقيق موضوعي في العرض الأخير الذي قدمه باسيل من دون أن نسقط أهمية الطرح الذي قدّمه الرئيس الحريري، آخذين بالاعتبار أن عامل الوقت ليس لصالحنا في التأخير الأمر الذي يصرّ عليه وينبّه من خطورته رئيس مجلس النواب نبيه بري ونشاركه القلق والقلق الشديد” فيما قال اليوم “كفى بناء قصور من ورق. إن الظروف لا تسمح بهذا الترف وعدّاد الدين يزداد في كل لحظة نتيجة الهدر والفساد والصرف العشوائي. ما من أحد أو مؤتمر لينقذنا. التسوية ضرورية ولا عيب في التنازل من أجل الوطن”.

في الموازاة، تتحدث المصادر عن استعجال “حزب الله” التأليف. ففي رأيه الحكومة باتت حاجة في ظل الاستهداف الأميركي المتصاعد له، ولا بد من قيامها قبل 4 تشرين الثاني المقبل موعد دخول العقوبات الأميركية الجديدة على إيران، حيز التنفيذ. ويبدو، وفق المصادر أن “الحزب” أبلغ حلفاءه بضرورة خفض سقوفهم بما يساهم في إخراج الحكومة إلى النور قريبا.

وإلى البوادر الإيجابية المحلية، تكشف المصادر عن عوامل إقليمية مساعدة في التشكيل. فالجمهورية الإسلامية، أبلغت باريس، خلال لقاء دبلوماسي سريع بين مسؤولي الدولتين في نيويورك منذ أيام، أنها لا تتدخل في الشأن اللبناني وأنها مع الإسراع في تأليف حكومة. ويبدو أنها نقلت إلى حلفائها في لبنان هذه الأجواء، والتي تتلاقى في الواقع، مع أدائها في العراق، دائما بحسب المصادر.

وتشير إلى أن “الرياض بدورها أكدت أكثر من مرة أنها لا تتدخل بتاتا في القضايا اللبنانية، تقول المصادر أن هذه المناخات تتزامن مع ضغوط خارجية غربية على المسؤولين، آخذة في الارتفاع، لاستعجال الحكومة، حرصا على الوضع الاقتصادي وعلى مساعدات مؤتمر “سيدر”.

وبناء على هذه الاعتبارات كلّها، يمكن القول أن الحكومة لن تتأخر وإنها دخلت مرحلة المخاض الأخير قبل رؤيتها النور، تختم المصادر.