IMLebanon

كيف تجعلين طفلك ذكيّاً؟

كتبت ماري الأشقر في “الجمهورية”:

تكثر المسؤوليات والصعوبات لدى الأهل عند ولادة طفل جديد، وخصوصاً عندما يكون المولود الأول، حيث تنقص لديهم الخبرة الكافية في معرفة كيفية التأقلم أو التصرّف معه.

يعاني الأهل من الخوف والارتباك عند استقبال مولود جديد، إذ هناك العديد من القواعد والأسس التي يجهلونها، خصوصاً في ما يتعلّق بتربية الطفل. حيث أنّ تربية الطفل في سنواته الأولى هي الأصعب، وبامكانها أن تؤثّر عليه سلباً في السنوات اللاحقة.

يعمد الأهل الى اللجوء لمختلف الطرق والنصائح لتأمين تربية صالحة لطفلهم، بالإضافة الى تأمين مستقبل ناجح. ومن الأمور التي يجب على الأهل إتباعها هي مخاطبة الأطفال من خلال استخدام تعابير وألفاظ جديدة صحيحة لغويّاً، والتي تسهم في تطوير قدراتهم العقلية، وتساعدهم على التعلّم بطريقة أسهل خلال مراحل نموهم حسب ما أكدت دراسة أميركية حديثة.

سعت أبحاث كثيرة الى اكت طريقة تخاطب الأهل مع أطفالهم تؤثّر مباشرة في ذكاء الطفل ونتائجه المدرسية شاف الطريقة الفضلى الواجب على الاهل اتباعها لمساعدة أطفالهم على النمو بذكاء، وبعضها أكّد أنّ مخاطبة الأهل لأبنائهم بتعابير مبسّطة ومنظّمة تحفّز لديهم القدرة على الإستيعاب والتركيز.

لكن دراسة أميركية جديدة سلّطت الضوء على أهمية التكلم معهم على أنّهم كبار. فتخزين المفردات في ذاكرة الطفل ليس وحده الدليل على ذكائه. فعلى المفردات أن تكون ذات جودة عالية، وعلى الطفل حسن استخدامها في سياق الجملة، وفق ما أوضحت الإختصاصية في علم النفس في جامعة «فلوريدا» اتلنتيك إيركا هوف، وذلك لدى مشاركتها في المؤتمرالسنوي للجمعية الاميركية لتقدّم العلوم (MAS) في شيكاغو.

وشدّدت هوف على ضرورة إستخدام الأهل تعابير غنية ومعقّدة خلال مخاطبة الأولاد، بعدما تبيّن أنّ طريقة الحديث تؤثّر مباشرة في ذكائهم. وتابعت أنّ الأطفال الذين لديهم خلفيات يكون فيها كلام أهلهم قليلاً، هم إجمالاً أقلّ ذكاء من أولئك الذين يتكلّم اهلهم معهم باستمرار، وبالتالي ينعكس ذلك بوضوح على نتائجهم المدرسية.

من جهته، قارن الإختصاصي في طبّ الأعصاب والأطفال في جامعة «كولومبيا» كيمبرلي نوبل وفريقه، عقول وأدمغة الاطفال الذين حُرم أهلهم من التعليم وعاشوا في ضيقة مادية نوعاً ما، بأدمغة أولئك الذين تلقّى أهلهم التعليم العالي، وينتمون إلى طبقة اجتماعية ميسورة نسبيّاً. وقد وجدوا اختلافات بين النظم المعرفية – الإجتماعية والذكاء. لكن الفوارق الأكثر وضوحاً وُجِدَت على مستوى قسم الدماغ الذي يؤثّر في الكلام. فمع تقدّمهم في السن، سيُبدي الأطفال ذوو الخلفية الاجتماعية الميسورة استعداداً أكبر لاستيعاب المسائل المختلفة، خصوصاً أنّ أدمغتهم تتلقاها بشكل أسهل، وفق نوبل.

من جهتها، عرضت الإختصاصية في علم النفس في جامعة «ستانفورد» آن غيرنلاند نتائج دراسة أُجريت على عدد من الاطفال الناطقين باللغة الاسبانية والمنتمين الى فئة المحرومين إجتماعيّاً وإقتصاديّاً. ولدى تسجيلها الأحاديث التي تدور بين الأهل والاولاد خلال النهار، لاحظت فيرنلاند أنّهم لا يستفيدون إلّا من بضع كلمات سمعوها، والتي قد لا يفهمون معانيها الدقيقة في سياق الجملة. وبالتالي شدّدت على أنّ التعليم الحقيقي يكمن في توجّه الأهل مباشرة إلى أولادهم والتكلّم معهم بوضوح تجنّباً لضياعهم في متاهات لغوية قد تعوق قدرتهم على مخاطبة الآخرين.