IMLebanon

لا خلاف بين الحريري وجنبلاط وبدائل “الصناعة” موجودة

باكرا، قطع الرئيس المكلف سعد الحريري، ومن على منبر قصر بعبدا تحديدا، الطريق على دخول أي من معارضيه في معقله “السني”  الحكومة التي يرأسها، مبدئيا، للسنوات الأربع المتبقية من عمر العهد. وفضل تركيز جهوده على كسح الألغام التي من شأنها أن تبقي حليفيه التقليديين رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع خارج مجلس الوزراء، وفي ذلك محاولة واضحة من الحريري لتأكيد رغبته في قيادة سفينة حكومة متوازنة، وإن كان حزب الله وسائر الدائرين في فلكه حاضرين فيها.

وفيما كان الحريري يواصل اتصالاته لفكفكة العقدة المسيحية المرتبطة بالحضور الوزاري القواتي، التقط جنبلاط إشارات لحظة سياسية لافتة في مدلولاتها، فبادر إلى خطوة أولى على طريق حل العقدة الدرزية، فحط في بعبدا، حيث أودع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أسماء خمس شخصيات درزية يمكن أن تشارك في الحكومة المنتظرة من باب “الوزير الدرزي الثالث”، على أن يختار عون أحد هذه الأسماء.

وفي وقت بعث لقاء عون- جنبلاط بعضا من التفاؤل إزاء ولادة حكومية قريبة، تحدث بعض المتشائمين عن خلاف غلى خط  المختارة- بيت الوسط، على اعتبار أن الزعيم الدرزي “قفز” فوق حليفيه الرئيس نبيه بري والحريري، وسجل هدفا في مرمى رئيس الجمهورية، وهو الذي كان قد هاجمه، إلى حد اعتبار العهد فاشلا.

غير أن أوساطا سياسية عليمة تؤكد لـ”المركزية” أن “لا خلاف بين الحريري وجنبلاط”، بدليل الكلام الذي أدلى به الرئيس المكلف أمام الصحافيين قبل أيام، إضافة إلى التغريدة التي كتبها جنبلاط لدحض هذا النوع من الشائعات.

أما في ما يخص توقيت اللقاء الذي شهده القصر الجمهوري، الذي من المفترض أن يكون قد أنهى العقدة الدرزية، فتشدد الأوساط على أن “في بلد مثل لبنان، تبدو التسويات أفضل المخارج لفكفكة العقد، وإتاحة المجال لإنطلاق العمل الحكومي، على وقع الضغط الدولي المتعلق أولا بمؤتمر سيدر والأموال التي رصدها المجتمع الدولي للبنان”.

وتكشف الأوساط نفسها أن “نظريا، يفترض أن يحافظ “الاشتراكي” على وزارة التربية التي يشغلها حتى الآن الوزير مروان حمادة”، مشيرة إلى أن “الحزب كان قد طالب بالحصول على حقيبة الصناعة، غير أن هذا لا ينفي أنه منفتح على بدائل عدة ليس أقلها العمل، بوصفها الوزارة المرتبطة مباشرة بأحوال الناس، لا سيما أولئك المنتمون إلى الطبقة العاملة”.

وعلى عكس كثير من الأحزاب السياسية التي قد لا تعيرها الأهمية الكافية، بالمقارنة مع حقائب أخرى من حيث “دسامتها”، تعتبر الأوساط أن من المفترض ألا تمانع المختارة نيل وزارة الثقافة، خصوصا أن جنبلاط اشتهر  بكونه قارئا نهما، وشغوفا بالآثار والتراث  والحفاظ على البيوت القديمة، بدليل أنه واكب عن كثب كل الحملات الصحافية التي أسهمت في الحفاظ على كثير من بيوت بيروت التراثية القديمة.