IMLebanon

نزار زكا يطلق نقاشًا حاميًا في البرلمان الإيراني

لاحظت الأوساط المتابعة لقضية نزار زكا الانقسام الذي يشهده البرلمان الإيراني على خلفية استمرار اعتقاله تعسفيًا في سجن إيفين، لافتةً إلى أن هذا الانقسام إحدى الدلالات إلى المدى الذي بلغه النقاش داخل المؤسسات الإيرانية في شأن زكا.

وأوضحت الأوساط، عبر “المركزية”، أن نقطة التحوّل بالنسبة إلى هذه القضية تحققت أولًا في التصريح الذي أدلت به نائبة الرئيس شاهيندوخت مولافردي والذي أعلنت باسم الرئيس محمد روحاني وباسم الحكومة إدانة استمرار اعتقال زكا، مشيرةً إلى أن “الحكومة لم توافق بأي حال من الأحوال”، ولافتةً إلى أن “مثل هذه الحوادث تؤذي، وتعطي فكرة كيف ينظر الخارج والمستثمرون إلى أمن إيران المحلي”.

وشددت الأوساط على أن هذا الإقرار الرسمي الإيراني على أرفع المستويات بالخطأ المرتكب في حق نزار أطلق دينامية على المستوى المؤسسي في طهران، تمثّل أخيرًا في جلسة البرلمان الإيراني التي شهدت نقاشًا حاميًا، قاد النائب المحافظ كريمي قدوسي، وهو عضو في لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية ويعبّر عن وجهة نظر الحرس الثوري، إلى اتهام السيدة مولافردي والسيدة معصومة ابتكار، وهي مساعدة الرئيس لشؤون المرأة، بدعم الجواسيس، داعيًا إلى التحقيق في ملفاتهما لأنهما “تدافعان عن جواسيس مثل نزار زكا”.

وزعم قدوسي في جلسة البرلمان أن زكا هو “أحد ضباط المخابرات والأمن الأميركي الذين قاموا بنشاطات استثنائية وكبيرة في الشرق الأوسط” وأن “له في لبنان حضورًا مستمرًا بصفة شخص أميركي ونجح في ترسيخ جذوره هناك واستطاع التسلل إلى إيران وممارسة أنشطته بمساعدة أشخاص مثل السيدة مولافردي وأجهزة أخرى”.

واعتبرت الأوساط المتابعة أن هذه الاتهامات التي ساقها نائب مقرّب من الحرس بحق لصيقين بالرئيس الإيراني واتهامهما بالتآمر وتسهيل دخول جواسيس إلى إيران إنما تدل على مدى الحرج الذي وصلت إليه الجهات التي لا تزال تعتقل نزار تعسفًا وتمنع إطلاق سراحه بعد ثبوت براءته رسميًا من كل التهم التي وجهت إليه.

وأشارت الأوساط إلى أن هذا المستوى من الحرج دفع النائب قدوسي إلى العودة إلى نغمة أن نزار أميركي الجنسية لتبرير استمرار اعتقاله، وهو الأمر الذي ثبت عدم صحته لمختلف المستويات الإيرانية، وتحديدًا القضائية، فهو لبناني يعيش ويعمل في لبنان، ويحمل البطاقة الخضراء Green Card بحكم تردده إلى واشنطن لمتابعة اعماله.

وأملت الأوساط أن يواكب لبنان الرسمي هذه الدينامية الإيرانية، إذ يبدو واضحًا أن فريق الرئيس روحاني لم يعد يحتمل بقاء قضية زكا جرحًا ينزف يضر بإيران وبنزار على حد سواء، وتاليًا على المسؤولين اللبنانيين تزخيم اتصالاتهم للضغط في اتجاه إنهاء هذه المأساة العبثية ووضع حد لمعاناة نزار وعائلته.