IMLebanon

الانتخابات النصفية تمتحن خيارات ترامب ونتائجها

بعد عامين على انتخابه رئيسا للولايات المتحدة، يخضع دونالد ترامب لامتحان في 6 تشرين الثاني الجاري سيحدد حجم تأييد أو رفض الشارع الأميركي لخياراته وأدائه، وذلك في الانتخابات النصفية التي تشهدها البلاد والتي تتعلق بتجديد أعضاء الكونغرس بغرفتيه مجلس النواب ومجلس الشيوخ.

وسيجري التصويت على جميع أعضاء مجلس النواب البالغ عددهم 435، بالإضافة إلى ثلث مقاعد مجلس الشيوخ (35 سيناتورا من مجموع 100). وفيما يأمل سيد البيت الأبيض المحافظة على أغلبية المقاعد في مجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الجمهوريون (51 عضوا لصالحهم مقابل 49 للديمقراطيين) وعلى مجلس النواب الذي يضم 235 نائبا من الحزب الجمهوري، و193 من الحزب الديمقراطي، يتوقّع أن ينحصر التنافس الفعلي على عدد قليل من المدن الأميركية، إذ يّرجّح أن يحافظ غالبية الذين فازوا بالانتخابات منذ عامين على مقاعدهم في الانتخابات النصفية.

بحسب إحصاءات أجرتها معاهد معنية عدة، يمكن أن ينتهي الاستحقاق إلى أكثر من سيناريو. فهناك حظوظ كبيرة لبقاء مجلس الشيوخ مع الجمهوريين وذهاب مجلس النواب إلى الديموقراطيين. وترجّح الأرقام بـ84% فوز الحزب الديمقراطي، غريم ترامب “الجمهوري”، بالأغلبية في مجلس النواب. ويبدو حتى أن الرئيس الأميركي يرجّح هذا السيناريو بدليل قوله الأسبوع الماضي لوكالة “أسوشيتيد برس” إنه لن يكون هو السبب في حال فقد الحزب الجمهوري أغلبية المقاعد في مجلس النواب. إلا أن هذه النتيجة ستعني، وفق قراءة مصادر دبلوماسية لـ”المركزية”، عرقلة “عجلة العمل” في الكونغرس. فالديمقراطيون بسيطرتهم على إحدى غرفه سيكون بإمكانهم عرقلة الأجندات التشريعية للجمهوريين. لكن في المقابل سيكون أيضا بإمكان الجمهوريين، منع الديمقراطيين من تمرير بعض القوانين التي يريدونها في مجلس النواب.

السيناريو الثاني، يتمثل في فوز الديموقراطيين بالكونغرس ككل، إلا أن هذه النتيجة مستبعدة.

أما السيناريو الثالث، فهو أن يحافظ الجمهوريون على الأغلبية في الكونغرس. ولتحقيق هذا الهدف، يحتاج هؤلاء فقط إلى الحفاظ على المقاعد التي يشغلونها حاليا. لكن هذه المهمة تبدو غير سهلة، حسب معهد “فايف ثورتي إيت” الذي أشار إلى أن “الحزب الجمهوري لا يملك سوى 16 بالمائة من الحظوظ للمحافظة على النسبة نفسها من المقاعد التي يملكها في الوقت الحالي”.

أما إذا نجحوا في ذلك، تقول المصادر، فذلك سيسمح لفريق ترامب وإدارته بـ “المضي قدما في إدارة البلاد بالنهج والأسلوب نفسه، داخليا وخارجيا. وحصولهم على الأكثرية، سيسمح لهم أيضا بتمرير جميع القوانين التي يقرّرها ترامب: كالمصادقة على التعيينات التي يقترحها وتعليق حق الاستفادة من نظام الرعاية الصحية الذي أسسه سلفه باراك أوباما وتخفيف الميزانية المخصصة للنفقات الاجتماعية”.

ووفق المصادر، ستكون لنتائج الانتخابات تأثيرات مباشرة على جملة ملفات دولية واقليمية دسمة، تبدو حتى الساعة على رف الانتظار إلى حين معرفة ما ستفرز “النصفية” من نتائج أبرزها الاتفاق النووي الإيراني، التسوية السورية واليمنية والعراقية والعلاقات مع روسيا والعقوبات المفروضة عليها والعلاقات مع الصين وكوريا.