IMLebanon

حرب: لماذا لا يأخذ “الرئيس القوي” المبادرة؟

أشار الوزير السابق بطرس حرب الى أن “عملية التجاذب الحاصلة على السلطة تدخل في طبيعة الصراع السياسي الذي لا يقيم وزنا لحدود المصلحة العامة والاستحقاقات الدستورية”، مضيفا في حديث لـ”المركزية” أن “أسلوب التعطيل بات راسخا في الحياة السياسية اللبنانية. فبعد كل التعطيل الذي حصل في الماضي تبين أن السياسيين لم يتعلموا من تجاربهم، ويواصلون ممارسة التعطيل للضغط بهدف تنفيذ مطالبهم التي تقدم المصالح الشخصية والعائلية على الهمّ الوطني”.

وقال “صحيح أن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أعلن موقفه بكل صراحة من العقدة “السنية”، ولكن لماذا لم يأخذ “الرئيس القوي” المبادرة ويصدر بالاتفاق مع رئيس الحكومة المكلف مراسيم التشكيل، وليعترض من يريد في مجلس النواب وفقا للآليات الدستورية، فإما تنال الحكومة الثقة، وإما تسقط”، مشيرا الى أن “ما حصل منذ 29 تشرين الاول دليل بأن القرار في البلاد ليس بيد الرؤساء بل أطراف سياسيون معينون، فلو ضرب رئيس الجمهورية بيده على الطاولة لكان لقّن المعطلين درسا وطنيا وأنقذ البلاد من الحالة التي وصلت إليها بفعل الشلل الحكومي، فالوضع لم يعد يحتمل والبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي أطلق صرخة كشفت امتعاضه مما يجري، وكذلك رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي يشعر بخيبة أمل كبيرة من المسار الذي يسلكه التشكيل”.

واعتبر أن “إثارة  “حزب الله” لـــ”العقدة السنية” عند الكوع الاخير من التشكيل مرتبط بالاستحقاقات التي تشهدها المنطقة والمتمثلة بالعقوبات الاميركية على إيران و”حزب الله” والانتخابات النصفية الاميركية. ففي ضوء هذين الاستحقاقين سيصار إما الى تكريس سياسة الرئيس الاميركي دونالد ترامب وإما الى تغييرها، من هنا كان لا بد وفق منطق المعطلين من تجميد الوضع في لبنان الى حين تبلور الصورة الاقليمية”.

وعن التوازنات الداخلية التي ستعكسها “حكومة العهد الاولى”، لفت الى أن “هناك صراعا كبيرا حولها نظرا لكونها قد تشرف على الانتخابات الرئاسية المقبلة، فللأسف كل الافرقاء يتصرفون وكأن العهد لن يُكمل ولايته، من هنا يسعى كل فريق للتحكم بقرارات الحكومة إما سلبا بتعطيل القرارات التي لا تعجبه، وإما إيجابا بفرض تلك التي يريدها”.

وأضاف “عندما كنا نخوض معارك فريق “14 آذار”  في الماضي، لم نكن نخوضها من منطلق حسابات الربح والخسارة، أو بهدف البقاء في السلطة، بل من موقف مبدئي لا تراجع عنه حتى ولو على حساب مستقبلنا السياسي، ولكن للأسف هذا التفكير لم يعد موجودا اليوم، وكل فريق موجود في السلطة يفكر بالمغانم السياسية التي يسعى لتحصيلها ولو على حساب المبادئ التي يؤمن بها”.