IMLebanon

الهدايا المناسبة في الأعياد

كتب د.أنطوان الشرتوني في صحيفة “الجمهورية”:

أطلّت الأعياد وأطلّ معها كابوس اختيار الهدية المناسبة للشخص المناسب. وطبعاً ليس سهلاً إختيار لعبة لطفل أو كتاب لشخص مثقّف أو ربطة عنق للزوج أو فستان للحبيبة أو الزوجة… ولكن تعدّدت الهدايا والنتيجة هي واحدة: غبطة ومشاركة الآخرين بفرحة ومعنى العيد. ولكي تكون «الهدية المناسبة للشخص المناسب»، تتداخل عوامل عدة لختيارها بالشكل الصحيح. فهذه المسألة هي مسألة دقيقة. فما هي العوامل النفسية التي تتداخل في هذه العملية الدقيقة وفي إختيار لعبة للطفل؟ وكيف يمكن أن نختار هدية مناسبة لأحد أفراد العائلة؟

إنّ تقديم الهدية، مهما كانت، فعلٌ يُفرح قلب كل إنسان. فمَن منّا لا يحب الهدايا أو أن يتذكّره حبيبه أو زوجه أو حتى صديقه بهدية وحتى لو كانت بسيطة في عيد الميلاد، عيد العطاء والمشاركة؟

يحبّ الصبيان عادةً الألعاب مهما كانت خاصة، السيارات والطائرات الإلكترونية ويجذبهم شكلها وألوانها التي تزيد من نسبة إنفعالهم تجاهها. أمّا الفتيات الصغار فيحبنّ الألعاب التي يمكن معانقتها ومحاورتها. وكلّما كبر الطفل، كلّما تغيّرت ألعابه التي هي مهمّة والتي أصبحت جزءاً من يوميّاته ومصدرَ إلهامه. أمّا بالنسبة للشخص الراشد، فهنا تختلف الهدية كل الإختلاف، حيث يتمّ إختيار الهدية حسب تقسيمه النفسي واتّجاهاته الإجتماعية. فلا يمكن أن نختار لعبة للأطفال لشخص تخطّى عمر الأربعين، كما لا يمكن أن نقدّم هدية لطفل لا يمكن أن يتفاعل معها.

العوامل النفسية في إختيار الهدية للطفل 
تكثر العوامل النفسية التي تلعب دوراً بارزاً في مهمة إختيار هدية العيد. فالإتجاهات النفسية والتقسيمات الشخصية والذكاء وغيرها من العوامل تكون حاضرة خلال الإختيار. فمثلاً عند اختيار لعبة ما للأطفال، يجب على هذه اللعبة أن تجيب على النقاط التالية:

• تثير فضول الطفل واهتماماته المعرفية (كلعبة المكعبات البلاستيكية أي Lego).

• تركّز على التطوّر الكلامي عند الطفل من خلال الدمى المحشوة.

• تطوّر روح المشاركة عند الأطفال من خلال الألعاب كالسيارات والقطارات الإلكترونيّة المتحرّكة التي يمكن أن يلعب بها الطفل مع والديه وإخوته وأخواته.

• تحفّز النموّ الفكري والنموّ الخيالي للطفل من خلال الهواتف المتكلمة والمضيئة والتي تصدر أغاني وأصواتاً مختلفة.

• تطوّر المخيّلة وروح التعاون لإنجاز المهام من خلال المكعبات الخشبية.

• تحفّز تطوير اللغة عند الطفل من خلال القصص المختارة وفق عمره. ويمكن للأهل مشاركته في قراءتها، خصوصاً إذا كانوا لا يملكون بعد المؤهّلات اللازمة للقراءة.

• تنمّي القدرات الجسدية والنفسية من خلال الألعاب الرياضية مثل لعب الكرة.

• تعلّم الإيقاع وحب الموسيقى من خلال هدية آلات موسيقية أو تنمّي الفن عند الطفل من خلال دفاتر وأقلام التلوين.

هدايا البنات وهدايا الصبية 
نذكر من بين العوامل التي تؤدّي دوراً بارزاً في توجيه خيارات الأهل في ما يتعلّق باللعبة المناسبة جنس الطفل.

يحب الأطفال الذكور الألعاب التي ترمز إلى القوة والشجاعة والاندفاع والتي تتحرّك وتُصدر أصواتاً قوية وتُمكّنهم من التحكّم بحركاتها وسرعتها، ومنها الطائرات والسيارات والمسَدّسات والدبّابات والقطارات الإلكترونيّة… إلخ.

في حين تفضّل الفتيات الألعاب الهادئة والناعمة التي تُتيح لهُنّ التفاعل عاطفياً وتقليد أمّهاتهنّ، ومن تلكَ الألعاب نذكر: العرائس وأدوات المطبخ البلاستيكية….

وهناك قاعدة ذهبية لجميع الأهالي وهي إتاحة الفرصة للطفل لإكتشاف لعبته، ويمكن للأهل مساعدته بنحو بسيط وغير مباشر لتعلّم مبادئ اللعبة بطريقة سلسة وفعّالة. خصوصاً أنّ الأطفال لا يحبّذون تدخّل الأهل في ألعابهم إلّا بطلب مباشر منهم.

وماذا عن الراشد وهديته؟ 
هناك عوامل نفسية-إجتماعية لإختيار الهدية المناسبة لحبيب أو صديق أو زوج. ومن هذه العوامل، أهمّها الحاجة لذا يجب أن نسأل أنفسنا قبل شراء أيّ هدية السؤال التالي:‏ هل الهدية التي سأقدّمها تشكّل حاجة له؟

كما يجب اختيار الهدية حسب الاهتمامات وتكون من خلال التفكير باهتمامات الطرف الآخر وبالأشياء التي يستمتع بها. كما لا يجب نسيان الميزانية التي يجب أن تدرس قبل إختيار الهدية.

إرشادات لإختيار الهدايا بشكل عام
أوّلاً، على الأهل إفساح المجال لأطفالهم لاختيار اللعبة التي يرغبون بها. كما يمكن للمراهق أن يختار الهدية التي عادة تكون كتاباً أو خلويّاً أو لعبة إلكترونية.

ثانياً، يجب إنتقاء هدية تتماشى مع الشخصية ومع الحاجات. وعلى الأهل تعليم طفلهم أنّ الهدية تُقدَّم في مناسبات خاصّة جدّاً وليس دائماً.

ثالثاً، الإبتعاد عن الألعاب الخطرة التي تؤذي الطفل والمراهق، واستبدالها بأخرى تتوافر فيها كلّ سبل الأمان والسلامة، كي لا يبتلع الطفل أجزاء منها. ويجب تعليم الطفل مبدأ المحافظة على لعبته وعلى نظافتها.

رابعاً، اختيار لعبة حماسيّة لتعزيز روح المنافسة وحب المشاركة إذا يريد الأهل أن يقدّموا لعبة يمكن تشاركها بين مختلف أفراد عائلتهم.

خامساً، الهدية الرومانسية هي الأكثر نجاحاً بين الأزواج. كما لا يجب أن ينسى الزوج تقديم وردة حمراء لزوجته وأن تقدم الزوجة بدورها لزوجها هدية مميّزة كربطة عنق.