IMLebanon

نصائح غربية لبيروت: جمِّدوا التواصل الرسمي مع دمشق

عكست مواقف أمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط وعدد من المسؤولين خلال القمة العربية التنموية في بيروت الأسبوع الفائت تجاه غياب سوريا عنها، وإشارة أبو الغيط في أكثر من مؤتمر صحافي قبيل بدء أعمالها إلى أن كما عُلّقت عضويتها في الجامعة بقرار عربي موحّد فإن العودة عنه ستكون كذلك، غياب التوافق العربي حتى اللحظة حول هذا الموضوع.

على أن المواقف التي أطلقها أبو الغيط من بيروت، حيث تتصاعد الأصوات المطالبة بإعادة مقعدها إلى الجامعة، كان أبرزها من وزير الخارجية جبران باسيل الذي قال بصريح العبارة خلال اجتماع وزراء الخارجية العرب قبيل القمة “نشعر بثقل فراغها بدلاً أن نشعر بخفّة وجودها” وبأنه يجب إعادتها إلى الحضن العربي، لا تقف عن حدود غياب التوافق العربي بل تعكس أيضاً توجهاً إقليمياً ودولياً عنوانه “عدم ملاءمة الظروف لمثل هذه العودة الأن”، وبأن الاعتبارات التي املت تعليق عضوية سوريا في العام 2012 لا تزال قائمة ولم يطرأ أي تبدل حيالها.

وتقول أوساط ديبلوماسية غربية مراقبة لـ”المركزية” “أن “النظام السوري لم يُبدّل خياراته الاستراتيجية أقله في العلن وتموضعه السياسي لا يزال على حاله، لاسيما في ما خص تحالفه مع إيران، لذلك فإن عودة دمشق إلى الحضن العربي مجدداً من بوّابة الجامعة العربية لن تتم قبل أن تسبقها جملة شروط على رأسها فكّ ارتباطها بإيران عبر نزع شرعية الحكومة السورية-كما تدّعي طهران- عن وجودها إلى جانب أذرعها العسكرية في عدة مناطق سورية”.

ومع أن طريق دمشق الدولية شهدت منذ أسابيع عودة تدريجية لبعض العرب، إن من خلال زيارات رئاسية (الرئيس السودني عمر البشير) أو إعادة فتح سفارات (الإمارات والبحرين)، يبدو أنها “فُرملت” حالياً بانتظار إشارات من النظام بمثابة “ضوء أخضر” للسير قدماً باتّجاهها.

وفي رأي الأوساط أن “هذه العودة يجب أن تسبقها مرحلة تحضيرية يكون عنوانها كيفية تفعيل الدور العربي وإيجاد حل للأزمة السورية، قبل البحث في عودة سوريا إلى الجامعة”، لأن لا يُعقل وفق الأوساط “أن يُمسك “ثلاثي” منصّة آستانة روسيا وتركيا وإيران بالورقة السورية ويتولى مهمة إيجاد حل للأزمة غياب أي دور عربي، لاسيما الجامعة العربية”.

من هنا، تلفت الأوساط إلى أن “الانفتاح العربي باتجاه سوريا تفرمل، وتجمّدت الخطوات التي كان عدد من الدول العربية يعتزم القيام بها، بانتظار أن تُنفّذ سوريا ما هو مطلوب منها”، موضحةً في هذا المجال أن “تمثيل بعض الدول العربية في سوريا عبر القائم بالأعمال لا يعني انفتاحا أو تمثيلا أو اعترافا كاملا”.

أما في ما خص “الطحشة” اللبنانية نحو سوريا والمطالبة بإعادتها إلى الجامعة العربية، تعتبر الأوساط الديبلوماسية الغربية أن “أي مبادرة لبنانية في هذا الاتّجاه لا معنى لها وتبقى من دون نتائج، والضغط الذي مارسته بعض القوى السياسية كي تكون القمة فرصة لعودة سوريا إلى الجامعة اصطدم بالحائط، كما أن جهات خارجية أبلغت لبنان أن أي خطوة لعودة التواصل الرسمي العلني مع سوريا لم يحن أوانه، ويجب أن تسبقه خطوات من دمشق تجاه العرب جميعاً وهي باتت معروفة تبدأ بفكّ تحالفها وارتباطها مع إيران”.

على أي حال، وبانتظار أن تُنفّذ سوريا المطلوب منها عربياً قبل عودتها إلى الجامعة، تشير الأوساط إلى “دور روسي “مُساعد” في هذا المجال، إذ إنها الوحيدة القادرة على إخراج إيران وأذرعها العسكرية من سوريا انطلاقاً من تفوّقها العسكري جواً وبحراً، لكن موسكو لن تُقدم على هذه الخطوة قبل أن تقبض ثمنها من أميركا التي يبدو بحسب الأوساط نفسها “غير مستعجلة على الدفع قبل بلورة الحلول في المنطقة من اليمن إلى العراق وسوريا ولبنان وتحديد دور تركيا ومهمة روسيا في المنطقة”.