IMLebanon

قمة بوتين-اردوغان حول سوريا: مشاورات من دون اتفاقات!

لم تخرج المفاوضات التي أجراها، الأربعاء، الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب اردوغان في موسكو، والتي كان محورها “سوريا”، بجديد لافت فيما خص الأوضاع في ادلب حيث حاولت موسكو وأنقرة إنشاء منطقة لخفض التصعيد- او في الشمال السوري عموما وفي شرقي الفرات خصوصا، في اعقاب اعلان الرئيس الاميركي دونالد ترامب، نيته سحب قوات بلاده من المنطقة.

ففيما استبَقت الخارجية الروسية الاجتماع بإعلانها أن الوضع يتدهور سريعا في محافظة إدلب السورية، وقد قالت المتحدثة باسمها ماريا زاخاروفا إن “المنطقة تخضع الآن لسيطرة شبه كاملة لجبهة النصرة”، محذرة من ان “استمرار الاستفزازات يشكل خطرا على المدنيين والعسكريين السوريين وعلى قاعدة حميميم الجوية الروسية”، لم يتمكن الحليفان في منصة أستانة، من التوصل الى اي تفاهم حول آلية لاعادة الاعتبار الى الاتفاق الذي توصلا اليه في سوتشي في ايلول الماضي، لخفض التوتر في المنطقة، والذي كان ينيط بتركيا مهمّة إخراج الجماعات المتطرفة من ادلب، الامر الذي لم يحصل…

وجلّ ما اتفق عليه الزعيمان، وفق ما تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية”، هو مواصلة التنسيق بينهما للحفاظ على استقرار الوضع في ادلب ومنعه من التراجع، أي منع “النصرة” والتنظيمات المتطرفة، من اعادة رص صفوفها وتنظيمها، في المنطقة، واستخدام ادلب منطلقا للتوسع في سوريا…

وفي وقت سيتم الغوص أكثر في شؤون وشجون منطقة خفض التوتر هذه، في جولة مفاوضات “استانة” الجديدة التي أعلن بوتين عن عقدها في شهر شباط المقبل، اشارت المصادر الى ان المستجدات في الشمال السوري كانت الحاضر الابرز في مباحثات بوتين-اردوغان الأربعاء، فالاخير حاول اقناع مضيفه بأن السيطرة على هذه المنطقة، بعد خروج الاميركيين منها – اذا ما حصل- يُفترض ان تؤول الى أنقرة، لا الى النظام السوري أو الاكراد، علما ان موسكو لا تخفي ميلها الى خيار إعادتها الى كنف دمشق.

واذ تشير الى ان اي اتفاق في هذا الشأن لم يتبلور ايضا، فإن المصادر تقول ان واشنطن، بدورها، لا تزال غارقة في “بحر” مشاورات “شاقة” مع أنقرة حول الوضع شمالي سوريا، حيث ترفض اعطاءها اي وعد بـ”خلافتها” في الشمال، ضمن منطقة آمنة سيصار الى اقامتها ووضعها تحت سيطرة تركيا، قبل ان تتعهد الاخيرة بضمان سلامة الاكراد – حلفاء واشنطن- فيها.

وكان وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو اعلن أن ما من شيء مؤكد بعد بشأن إقامة منطقة آمنة في شمال سوريا، لكن هناك توافقا في وجهتي النظر التركية والأميركية باستثناء بعض النقاط.
وقال في مقابلة مع قناة “الخبر” إن مناقشات بدأت بين تركيا والولايات المتحدة بشأن تولي إدارة مدينة منبج السورية، مؤكدًا أنّ بلاده لديها القدرة على إقامة “منطقة آمنة” في سوريا بمفردها لكنها لن تستبعد الولايات المتحدة أو روسيا أو أي دول أخرى تريد أن تتعاون في هذه المسألة.

وأضاف أن تركيا وروسيا لديهما نفس التوجه فيما يتصل بالحل السياسي في سوريا باستثناء مسألة بقاء الرئيس بشار الأسد في منصبه.