IMLebanon

اشتباكات بين “قوات النمر” و”الفرقة الرابعة”… ماذا يحصل داخل قوات النظام؟

بعيدًا من الصراع الميداني المستفحل بين النظام السوري والتنظيمات المناهضة المتواصلة فصولا منذ العام 2011، شهدت الساحة السورية منذ اشهر، اشتباكات من نوع آخر، يمكن وصفها بمعارك اهل البيت الواحد، اذ وقعت بين فرقتين تابعتين للنظام، الاولى الفرقة الرابعة بقيادة اللواء ماهر الاسد والثانية ” قوات النمر” بقيادة العميد سهيل الحسن المقرب من روسيا، على خلفية ما تصفه مصادر عربية سياسية لـ” المركزية” بالصراع على النفوذ وما تدرجه في خانة بنود الاتفاق الاميركي – الروسي على التسوية السورية القاضي بإقصاء ايران واذرعها العسكرية من سوريا.

وبعد اجتماع عقده الحسن بقيادة الفرقة الرابعة في قرية الحرة، كما توضح المصادر، افضى الى انسحاب الفرقة من المنطقة وانتشار الفيلق الخامس مكانها، توقفت الاشتباكات، الا انها ما لبثت ان اطلت برأسها بشكل اعنف في عدد واسع من القرى ابرزها الحرة، البارد، الجديدة، الرصيف وتل التوبة في سهل الغاب وتخللها استخدام اسلحة ثقيلة وسقوط عدد من القتلى والجرحى من الطرفين. وتكشف ان التطور الدراماتيكي استدعى تدخلا روسيا عاجلا للحسم خصوصا ان “قوات النمر” و”الفيلق الخامس” اللذين يلقيان دعما روسيا بحسب المصادر وقد احكما السيطرة على معبري قلعة المضيق ومورك قبل نحو ثلاثة اشهر وتمكنا من طرد الفرقة الرابعة لكنهما واجها صعوبة في توسيع نفوذهما في منطقة سهل الغاب بطلب روسي لا سيما حيث المنطقة الفاصلة بين نقطتي المراقبة الروسيتين السقيلبية جنوبا وعين ريحان شمالا .

وتعتبر المصادر، مستندة الى معلومات استقتها من مسؤولين عرب ان ما يجري يشكل جزءا من الخطة المرسومة روسياً لتقليص نفوذ ايران تدريجيا في الداخل السوري، وفرض سيطرة موسكو على اكبر مساحة جغرافية من سوريا. وتحدثت في هذا المجال عن معلومات اشارت الى ان الفرقة الرابعة التي يقودها ماهر الاسد، وعلى اثر توارد انباء عن وجوب خروج ايران واذرعها العسكرية من سوريا وأخرى في شأن اجتماعات استخباراتية سرية اميركية- ايرانية في احدى دول المنطقة قد تفضي الى اتفاق قد لا يرضيها، عمدت الى محاولة تدعيم عديدها ببعض التنظيمات المسلحة الموالية لايران عن طريق التمويه والايحاء بأنهم سوريون من خلال امدادهم ببطاقات سورية، الا ان موسكو، بحسب المصادر، كشفت “اللعبة” وقررت مواجهتها بما يلزم.

واذ تعرب المصادر عن اعتقادها بأن الغلبة الميدانية ستكون حكما للفريق العسكري الموالي لروسيا، كونه يتمتع بفائض قوة من شأنه ان يتفوق على “الفرقة الرابعة”، تعتبر ان المخطط الروسي ولئن استلزم بعض الوقت، وعلى الارجح اشهرا طويلة ان لم يكن اكثر من ذلك، لا بدّ وان يشق طريقه نحو الترجمة العمليةـ فتبصر التسوية السورية النور على قاعدة الاتفاق الاميركي- الروسي الذي توضح المصادر ان قرار اعلان الرئيس الاميركي دونالد ترامب الانسحاب من سوريا، ما هو الا احدى نتائجه، وان قرارا من هذا النوع لم يكن ليصدر لو لم تكن الصفقة ابرمت والاتفاق تم، من ضمن مشروع السلام الموضوع للمنطقة برمتها.

ولا تفوت المصادر الاشارة الى ان سهيل الحسن يحظى برعاية روسية خاصة وكان مرشحا بقوة للعب دور انقاذي في المرحلة الانتقالية لخلافة الرئيس بشار الاسد، غير ان التطورات الاقليمية والدولية غيّرت المعادلة، من دون ان تغير الموقف الروسي منه. وتبعا لذلك، تتوقع المصادر استمرار المواجهات العسكرية في المرحلة المقبلة بين الفرقة الرابعة و”قوات النمر”، وعلى الارجح اشتدادها وتوسع رقعتها لتشمل مناطق جديدة، كلما تقدمت عربة التسوية السورية نحو محطتها الاخيرة.