IMLebanon

سعد: من يريد مكافحة الفساد فليتمثّل بنا

رأى عضو تكتل “الجمهورية القوية” أنه “من المضحك أن يسأل بعض الأصدقاء قبل الخصوم: “هل أنتم مع بقاء النازحين السوريين في لبنان”؟ “القوات اللبنانية” التي قدمت آلاف الشهداء من أجل ألا يبقى اي غريب على أرضنا، وقاومت النظام السوري المجرم الذي هو السبب لهذا العدد الكبير من النازحين، يأتينا اليوم البعض عن حسن نية والبعض الآخر عن سوء نية، يأتونا ويسألون “هل القوات مع بقاء النازحين السوريين في لبنان؟”، أعتقد ألا لزوم للجواب”.

وأضاف، في كلمة خلال تمثيله رئيس “القوات” سمير جعجع في العشاء السنوي الذي أقامه مركز “القوات” في عبرين: “لكن، مرة ولكل المرات، نقول إننا مع عودة النازحين إلى بلادهم بأسرع وقت من دون أي توصيف كان طوعيا أو غير طوعي. ومن المؤكد أن من واجباتنا الإنسانية أن نحتضن النازحين الذين تشردوا وتعرضوا للتنكيل والقتل، ولكن، هناك أولوية وحدود لاحتمال النازحين وهو استقرارنا الأمني والاجتماعي والاقتصادي الذي هو اليوم في خطر. فلا يوجد أي بلد في العالم متعثر يتحمل ثلثي شعبه من النازحين. ولكن نؤكد اننا لن نقبل بالخبث الذي يجمع بين عودة النازحين والتطبيع مع النظام، فكيف بالتطبيع مع نظام تسبب بتهجير هؤلاء النازحين وهو الآن في حال انتظار للتواصل معه؟”

وتابع: “لنفترض أننا لا نريد عودة هؤلاء النازحين والتواصل مع هذا النظام، فماذا ينتظر لإعادتهم بعد سبع سنوات من التهجير؟ ونذكر أن هناك مناطق آمنة في سوريا، وإذا قال لي أحدهم ان في هذه المناطق بيوتا مهدمة وعلى النازحين إعادة ترميمها، أقول له: “أفضل مئة مرة أن أسكن في خيمة في بلدتي على أن أسكن في خيمة في حلب”. فإذا كانت المشكلة في أن بيوتهم مهدمة، فالنازحون في لبنان يسكنون في خيم وهناك سيسكنون في خيم أيضا، لذا من الأفضل لهم العودة والعيش في أرضهم”.

وقال: “لا نريد أن نستفيض بالتوصيفات المعقدة، فعندما نقول عودة طوعية هذا قرار غير سيادي، وقرار عودة النازحين هو قرار سيادي. إما الحكومة تأخذ قرارا بعودة النازحين الذين يعيشون في مناطق آمنة أو يكون هناك انتقاص في السيادة، وأي شيء آخر نكون نتكلم عن سيادة منقوصة”.

وسأل: “ماذا لو قرر النازحون عدم العودة، هل نبقى نتحمل عبء مليوني نازح يعيشون في بلدنا مع بنى تحتية بالكاد تتحمل الشعب اللبناني واقتصاد متدهور؟ أكيد كلا، لن نقبل بأن ترتبط عودة النازحين بالتطبيع مع هذا النظام مهما حاول الخبثاء. لن نطبّع مع نظام فجر كنائسنا وقتل شبابنا واغتال “بالمعروف” مفتي جمهورية واغتال رئيسي جمهورية ورئيسي حكومة واغتال قافلة من السياسيين في البلد من دون أن نذكر الاعتقالات والتنكيل الذي تعرضنا له في المراحل السابقة. لن نطبّع مع هذا النظام وقد قاومناه وسنبقى نقاومه مهما كلف الأمر”.

وفي موضوع الفساد، قال: “الجميع غارق في الفساد ولكن نريد إثباتات. لن نقبل فقط بالكلام، محاربة الفساد ليس فقط شعارا نرفعه عندما نريد ونمارس شيئا آخر. من يريد أن يحارب الفساد فليتمثل بنا، فنحن مررنا بكل المراكز والمجالس ولا شبهات علينا. فما نراه اليوم هو تراشق إعلامي والجميع يتهمون بعضهم البعض بالسرقة وغالبيتهم على حق. أعتقد أن محاربة الفساد بدأت لأنهم علقوا من حيث لا يدرون بالفخ الذي كانوا يريدون أن ينصبوه. موضوع الفساد أصبح علنيا وفي الإعلام ولا عودة عنه. نعدكم بأننا سنتابع الموضوع كي لا يعود إلى الوراء وألا تكون هذه الملفات التي طرحت عن موضوع الفساد مجرد غبار في العيون. الفساد ليس فقط مع موظف يقبض رشوة، الفساد نوعان: فساد كبير وفساد صغير. والفساد الأخطر هو الآتي من الطبقة السياسية”.

وأردف: “الهدر فساد وسوء استعمال السلطة فساد والتوظيف العشوائي فساد والزبائنية في التعاطي مع الناس فساد واستغلال فقر وجوع الناس فسد والقضاء المسيس فساد والقضاء غير العادل فساد. ورأينا آخر “نموذج” في الحكم بقضية الـ”LBCI”، ولن أستفيض أكثر وأترك القضاء يأخذ مجراه. نحن نؤمن بالدولة ومؤسساتها وسنبقى نواجه من خلالها للوصول إلى حقنا لأن في النهاية لا يموت حق وراءه مطالب، ونحن لن ننسى حقنا. يريدوننا أن نعيش في دولة مياهها مسروقة وملوثة والكهرباء مسروقة ولا زلنا ندفع عليها كل سنة ليس فقط ملياري ليرة إنما أربعة مليارات، اثنان من خزينة الدولة وملياران آخران من جيوب المواطنين من خلال اشتراكات المولدات. هذا الهدر يجب أن ننتهي منه. يريدوننا أن نعيش في بلد الكرامة فيه مسلوبة والعدالة فيه مسروقة”.

وختم: “نحن أصحاب حق وفي كل المراحل كنا حراس الهيكل والمؤتمنين على كرامة شعبها وأولادنا وأرضنا، وهكذا سنبقى من دون أن نفرط بالأمانة. لذلك، دفعنا الثمن غاليا بالاغتيالات والاعتقالات والتنكيل والتعذيب، ومستعدون لأن نضحي أكثر من أجل لبنان لكي يبقى يشبهنا، دولة ذات سيادة كاملة، دولة العدالة والمساواة، دولة الحرية وكرامة الإنسان”.