IMLebanon

بو عاصي: الوزير ليس “باتمان”

شدد عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب بيار بو عاصي على ان للإنسان قيمة إنسانية، يجب على الدولة احترامها في جميع الظروف لتكون دولة متقدمة، فمهما كانت الثروات الطبيعية أو غير الطبيعية إن لم يكن هناك قيمة للإنسان ستفتقد الدولة كل شيء، كما ان احترام الفرد يجب ألا يكون مشروطا تو متقطعاً فلا يمكن احترامه مرة وانتهاك مرة اخرى.

ولفت بو عاصي، خلال الحفل الذي نظمته مدرسة الحكمة – برازيليا في بعبدا، الى اهمية تأسيس عقد اجتماعي حول القيم المشتركة وليس حول الخوف، حول الأمل، والرجاء، حول مشروع مشترك، يعترف بحق كل انسان بالسعادة.

بو عاصي شرح دور وزارة الشؤون الاجتماعية في المسائل الاجتماعية، مؤكدا انها تعد جهة فاعلة ذات صدقية لدى الجميع، سواء الجهات الدولية أو لدى الجهات الفاعلة الاجتماعية في لبنان، ولديها رؤية في جميع القضايا وتقوم بعمل رائع في هذا الشأن ولفت ممازحا الى ان المواطن غالبًا ما يخلط بين وزير الشؤون الاجتماعية و”باتمان”.

وتطرق بو عاصي الى معركة حقوق الانسان التي عاشها من موقعه كمواطن أولاً، وكوزير ونائب في البرلمان، مشيرا الى ان حقوق الإنسان هي حق طبيعي وتبدأ بالحق في الأمن الجسدي والسلامة البدنية، وهو أمر مهم جدا. وشدد على ان الركائز الاربع التي يجب ان تُبنى الإنسانية عليها هي: السلامة الجسدية للإنسان، الحياة البشرية، الكرامة الانسانية والحرية، وعليها ان تكون من المحرمات رغم رفضه فكرة المحرمات، لانها تحارب الازدهار والإبداع والابتكار.

كما شدد على ان تشويه او استبدال هذه الركائز يهدد استقرار المجتمع وتطوره البشري، لافتا الى انه ضد عقوبة الإعدام لأنها تتعدّى على الإنسان، ليس لأن القاضي قد يكون مخطئًا في حكمه، او لان المتهم بريء بل لأنها تخسر الانسان حياته.

وتوقف عند موضوع حماية الطفل الذي يجب ان يعيش في مكانه الطبيعي اي مع عائلته، لا سيما في حضن والدته من جهة وفي المدرسة من جهة اخرى لان هذه هي المسارات التي يتطور فيها الطفل.

وتوجه بو عاصي للطلاب، قائلا: “لا تجرّبوا المخدّرات، انتم في المرحلة العمرية الاخطر للانجرار نحو المخدرات والانزلاق في دوامة لا تنتهي، فنسبة الشفاء في العالم من هذا الادمان نحو 11%. إننا نتحدّث عن ازدهار الإنسان والطفل والفرد، لماذا يجب أن ينتهي بنا الأمر أن نكون مرتهنين للمخدرات؟ لا يوجد ما يسمى مخدرات لطيفة ومخدرات قاسية أبداً. واثبتت الدراسات ان ليس كل من دخّن سيجارة حشيشة أصبح مدمناً، ولكن جميع المدمنين بدأوا بسيجارة حشيشة. أنتم أملنا واستمرارية هذا المجتمع، أنتم أغلى ما نملكه على الإطلاق”.

وعن المسنين، اعتبر ان رعايتهم امر مهم جدا، مشيرا الى ان المسنين هم الشباب والأهل في المستقبل والأجداد اليوم، فمهما اختلف الوضع الاجتماعي والمادي للمواطن الا اننا جميعا سنصبح مسنّين. من هنا تحدث عن اهمية ايلاء المسنين اهتماماً خاصاً إذا كنا نعتبر أنفسنا مجتمعاً دينياً يستحق أن يكون مجتمعاً إنسانياً، وإلا سنكون كالقطيع حيث يكبر الحيوان في السن ويموت، تأتي الحيوانات الأخرى وتأكله.

واكد اننا متفقون على منظومة القيم، ولكن يجب الاستعداد للدفاع عنها مهما كلّف الأمر، فهي مبنية حول الإنسان، وحياته وكرامته وسلامته وحقه في السعادة وبالتالي بحرّيته ما يتطلب العمل للحفاظ عليها.