IMLebanon

سليمان فرنجية و”سنّ اليأس” السياسية! (بقلم طوني أبي نجم)

كتب طوني ابي نجم:

ما قاله النائب السابق سليمان فرنجية عبر قناة “العالم” الإيرانية يعبّر عن أزمة سياسية هائلة يعاني منها رئيس “تيار المردة” الذي نام قبل حوالى 3 أعوام “رئيساً للجمهورية” يوم اتصل به الرئيس الفرنسي السابق فرنسوا هولاند، وذلك بعد أن كان عقد صفقة مع الرئيس سعد الحريري في باريس.

لكن يبدو وكأن فرنجية لا يزال يعاني من “كوابيس اليقظة” منذ استيقظ من ذلك الحلم على وقع رفع الكؤوس والأنخاب في معراب احتفالاً بالاتفاق بين “القوات اللبنانية” و”التيار الوطني الحر”، وبعد إعلان “القوات” يومها تبني ترشيح العماد ميشال عون إلى رئاسة الجمهورية يومها، ومفاخرتها بأن ترشيحها لعون أحبط المساعي التي كادت تنجح لانتخاب فرنجية.

ومنذ 31 تشرين الأول 2016 وحتى اليوم يعاني تيار “المردة” ورئيسه حال تراجع مستمرة على كل الأصعدة الوطنية والشمالية والزغرتاوية بعد أن أصيب بسلسلة نكسات متتالية كادت لولا تدخّل الثنائي الشيعي في حكومة العهد الأولى لمنحه حقيبة الأشغال العامة من الحصة الشيعية، وتدخّل “حزب الله” مباشرة في الحكومة الثانية للإبقاء على “الأشغال” مع “المردة”، كادت أن تطيح بالطامح الشمالي إلى الرئاسة إلى خارج كل مواقع التأثير حتى حكومياً!

سليمان فرنجية الذي ظنّ للحظة أنه بات رئيساً منتخباً للجمهورية مع وقف التنفيذ بانتظار إنضاج الطبخة الداخلية والإقليمية والدولية، بات يحتاج إلى من يركّب له “كتلة نيابية” مصطنعة يتفرق العشاق فيها عند أول استحقاق.

فرنجية الذي هلّل يوماً باتصال من هولاند ويهلّل يومياً لعلاقته ببشار الأسد وبـ”مونة” السيد حسن نصرالله عليه، بات يضيق صدره بعلاقات النائب ميشال معوض بالمسؤولين الأميركيين على أرفع مستويات، وهي علاقات ليست بجديدة ولا طارئة ولطالما تمّ تسخيرها لمصلحة الدولة اللبنانية ومؤسساتها، إنما المستجد أن معوّض أعاد إلى زغرتا الزاوية توازناً سياسياً كانت تفتقده بفعل استقواء بعض من بداخلها ببعض من خارجها!

أما فرنجية الذي يعيّر “التيار الوطني الحر” بـ”عمالة” العميد فايز كرم من دون أن يسمّيه، فلا يجرؤ أن يسأل “صديقه” بشار الأسد عن الهدايا التي قدمها ويقدمها إلى الإسرائيليين من عدم القيام بأي رد فعل عملي على ضم الجولان المحتل إلى السيادة الإسرائيلية، وصولاً إلى إرسال رفات الجنود الإسرائيليين من دمشق إلى تل أبيب على طبق من فضة لبنيامين نتنياهو عشية الانتخابات الإسرائيلية، ولا يجرؤ أن يسأله عن سرّ علاقته بفلاديمير بوتين الذي يُعلي مصلحة إسرائيل على أي مصلحة ثانية في سوريا وخارجها!

لن نعرّج على مفاخرة فرنجية بادعائه بأن زغرتا الزاوية “داعمة للمقاومة”، فلطالما فاخر بأن زغرتا الزاوية كانت داعمة لنظام الأسد الذي احتلّ لبنان، في حين أن زغرتا الزاوية برجالاتها وتاريخها وأبطالها بريئة من تبعيّة البعض فيها لديكتاتور مجرم من هنا وحرس ثوري من هناك!

الثابت الوحيد أن كلام فرنجية إنما يعبّر عن حالة سياسية مرضية قد تكون أشبه بعوارض سنّ “اليأس السياسي”، على أمل ألا تطول هذه المرحلة!