IMLebanon

هل تبادر الامم المتحدة الى ترسيم “الخط الابيض البحري”؟

مع دخول لبنان العصر النفطي باعلان وزيرة الطاقة ندى البستاني منذ ايام حفر اوّل بئر للنفط قبالة بلدة الصفرا الكسروانية واستمرار عملية الحفر لمدة 55 يوماً، لا يزال الخلاف الحدودي البحري والبري بين لبنان واسرائيل معلّقاً على حبال “الوساطة الاميركية” التي تقودها واشنطن تحت عنوان “خط هوف” القائم على اعطاء لبنان مساحة 500 كلم2(60%) من المنطقة التي تمتد على نحو 860 كلم 2 مقابل 360 كلم2 (40%) لاسرائيل، وغياب الموقف الرسمي الموحّد حول هذا الطرح، بإستثناء الرفض الذي جاء على لسان الرئيس نبيه بري الذي ابلغ قائد قوات اليونيفيل الجنرال ستيفانو ديل كول خلال زيارته عين التينة منذ ايام استعداد لبنان لتثبيت الحدود البحرية والمنطقة الاقتصادية الخاصة دفعة واحدة عبر الالية التي اعتمدت في ترسيم الخط الازرق باشراف الامم المتحدة، لان برأيه الاتفاق على نقطة B1 الناقورة يساعد كثيراً على حسم الخلاف البحري.

وكشفت اوساط سياسية مطلعة عبر “المركزية” “ان اثناء زيارة وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو لبنان الشهر الماضي، اثار مع المسؤولين ملف الخلاف اللبناني الاسرائيلي حول الحدود البحرية من زاوية البلوك 9 الذي تتمسك اسرائيل بالمساحة البحرية التي تطالب بها ويعترض لبنان عليها، لانها تعود له، وان اسرائيل تحاول ان تبسط سيادتها البحرية على مساحات مائية تعود الى لبنان في منطقة تشير التقارير الى ان مخزون الغاز فيها كبير ويكاد يكون الاكبر في المنطقة”.

ونقلت تأكيد واشنطن ان مضيها في الوساطة يحتاج الى قرار من مجلس الوزراء اللبناني لاطلاق المفاوضات، وان اسرائيل تنتظر ورود الطلب الرسمي الى لجنة الناقورة لاستئناف المفاوضات فوراً حول الحدود”.

واشارت الى “ان اسرائيل ترفض ان يتم تصحيح نقطة الناقورةB1 كما يطالب لبنان لكي يتم منها تصحيح الحدود البحرية وحسسم الخلاف بين لبنان واسرائيل. الا ان الاخيرة ترفض على اعتبار ان لا علاقة بين النقطة B1 ورسم الخط البحري، لان الخط الحدودي المائي يُرسم انطلاقا من نقطة تقع على بعد 6 اميال بحرية وليس من نقطة على الحدود البرية وفق ما قال مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الاوسط السفير ديفيد ساترفيلد للوفد اللبناني الذي التقاه في واشنطن، موضحاً ان دور الامم المتحدة محدد بالاستضافة اللوجستية للمفاوضات ولن تقوم برسم خط حدودي وفرضه بل تؤدي دور المقرر بمعنى واضع المحضر، لافتاً الى أن بلاده لن تكرر تجربة هوف برسم خط جديد كما يطالب الفريقان كل بما يلائمه”.

واعتبر ساترفيلد كما اوضحت الاوساط “ان بامكان الطرفين تكليف طرف ثالث لترسيم الحدود ان وُجد، ودعا لبنان الى “الموافقة على مشروع “هوف” الى ان تبت بالنزاع الحدودي لجنة تحكيم باشراف الامم المتحدة على ان تتولى شركات عالمية التنقيب عن الغاز في البلوك 9 وتوزيع الانتاج 60% الى لبنان و40% الى اسرائيل، عندها تجري المخالصة الحسابية وفق تقرير لجنة التحكيم”.

وكشف ساترفيلد ان الاسرائيليين مستعدون لانهاء الخلاف حول نقطة التحفظ B1-M1 في الناقورة بان يكسب لبنان الاف الدونمات في اكثر من منطقة خلافية في البر. وشجّع ساترفيلد لبنان على المباشرة فوراً ببتّ الملف لان خط انابيب غاز شرق المتوسط قد انطلق (East Mediterranean Gas Pipeline).

وبانتظار توحيد الموقف اللبناني ازاء هذه القضية، هل تبادر الامم المتحدة الى ترسيم “الخط الابيض البحري” للحدود البحرية المتنازع عليها بين لبنان واسرائيل الى حين الوصول الى الاتفاق النهائي”؟