IMLebanon

هل يتّجه لبنان نحو توطين مبطّن للفلسطينيين؟

أوضح الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في إطلالته الأخيرة بمناسبة عيد “المقاومة والتحرير” “أن هناك إصراراً أميركياً غربياً خليجياً على رفض عودة النازحين السوريين إلى بلدهم بسبب الانتخابات السورية، محذرًا أن من خطر توطين اللاجئين الفلسطينيين في لبنان “يقترب بسرعة”. من جهته، قال نائب رئيس المجلس النيابي ايلي الفرزلي “أن هناك طروحات بإعادة النازحين السوريين الى بلدهم مقابل توطين اللاجئين الفلسطينيين في لبنان”. فهل يتّجه لبنان نحو توطين مبطّن للفلسطينيين من ضمن صفقة القرن؟

السفير انطوان شديد قال لـ”المركزية”: “لم يطّلع أحد بعد على مضمون وتفاصيل صفقة القرن، إلا في الموضوع الفلسطيني من ناحية القدس والجولان، حتى الاميركيون أنفسهم” لافتاً إلى “أن هناك تضخيما لموضوع توطين الفلسطينيين في لبنان لغايات سياسية، لأن موقف أميركا معروف وهو أنها لا تسعى الى توطين الفلسطينيين في لبنان، وانا أعرف الموضوع جيداً كوني كنت سفيراً في واشنطن. وحتى لو كانت تسعى لتوطينهم، هم او غيرهم، فالدستور اللبناني واضح من هذه الناحية. كما أنني لا أرى أي مسؤول لبناني، وخاصة رئيس الجمهورية الماروني او رئيس المجلس الشيعي سيوقّع او يوافق اليوم او غداً على توطين الفلسطينيين أو غيرهم”.

وعما اذا كان لبنان حضّر ملفاً لمواجهة أي مخطط للتوطين قال: “المواجهة تكون بقول “لا للتوطين”. وأضاف: “ما هو التوطين؟ التوطين هو وجود سلطة لبنانية تقبل به. اليوم الفلسطينيون باقون في لبنان، ولكن بواقع الامور”. وشدد على “أن بقاءهم لا يعني التوطين، لأن التوطين يعني إعطاء الجنسية” وأكد شديد “ان لبنان مع حق العودة، وكل مسؤول لبناني ينادي بحق العودة. ولن يرضى لبنان بالتوطين مقابل أي مبلغ. يقال ان التوطين مطروح مقابل محو ديونه او مقابل عودة النازحين السوريين او غيرها من الامور. ولكن لا توطين لا للسوريين ولا للفلسطينيين. وما أقوله ليس موقفاً وطنياً إنما قراءة واقعية. كما لا أحد يمكنه تهديدنا بالتوطين” معتبراً “أن التوطين مجرد فزاعة لإخافة الناس، لأن صفقة القرن معروضة على الفلسطينيين وليس على اللبنانيين”.

ورأى شديد “ان صفقة القرن ستكون مجحفة وقد تولد ميتة من الناحية الفلسطينية، ولن تمر لأنها ستُقابَل بالرفض الفلسطينيين، وهم من سيفشلونها، لأنهم لن يرضوا بأي صفقة قرن لا تتضمن حلّ الدولتين، او اقله على القدس الشرقية كعاصمة للدولة الفلسطينية لأن ما هو معروض عليهم لا قيمة له”.

أما خليجياً فقال: “قد تقبل بعض الدول الخليجية بصفقة القرن، خصوصاً أنها تتبع سياسة خاصة موالية لسياسة الولايات المتحدة في المنطقة، وتعاني في المقابل من “الفزاعة” الايرانية، إنما لا أعلم اذا كانوا سيوافقون عليها، لأن الرأي العام العربي والخليجي يرفضها”.

والجدير ذكره أن عدد الفلسطينيين في لبنان يبلغ بين 150 و200 ألف، بينهم زهاء 3000 متزوج من لبنانيات. فهل سيصار إلى إعطاء الجنسية اللبنانية إلى المرأة اللبنانية المتزوجة من أجنبي ومن ضمنهم الفلسطينيون، فنكون أمام توطين مبطّن لهم؟