IMLebanon

نصرالله يتماهى مع التحذيرات الدولية بخطاب هادئ

اطل امين عام “حزب الله” السيد حسن نصرالله في عيد “المقاومة والتحرير” بخطاب يتماهى مم مضمون الرسائل التحذيرية التي بعثتها اكثر من عاصمة غربية الى بيروت بضرورة الالتزام قولاً وفعلاً بسياسة النأي بالنفس بالتزامن مع ارتفاع منسوب التصعيد في المنطقة بين الولايات المتحدة الاميركية وايران.

فنصرالله الذي لم يتردد في اطلالات سابقة في المجاهرة بأن الحزب سيكون الى جانب الجمهورية الاسلامية اذا تعرّضت لهجوم عسكري وبأننا سنكون حيث يجب ان نكون، خالف “التوقّعات” التي ذهبت الى حدّ اعلانه اننا لن نسمح بضرب طهران، باعتماده خطاباً هادئاً متوازناً لا يُشبه اوضاع المنطقة المُلتهبة بتأكيده التمسك بالاستقرار في لبنان وتجنّب التصعيد.

ومع ان الخبراء العسكريين لا يستبعدون شنّ حرب “بالواسطة” على الاذرع العسكرية الايرانية الخارجية، اي ان المعادلة التي اعتمدت في سوريا لانهاء التنظيمات المسلّحة الارهابية ستطبّق بحق ادوات ايران في المنطقة منها “حزب الله” في لبنان، الا ان “حزب الله” ووفق مواقف امينه العام يسعى للانخراط اكثر في المنظومة السياسية الداخلية بعدما كان يخصص اهتماماته للشأن الخارجي.

وبحسب اوساط سياسية مراقبة لـ”المركزية”، فان خطابه مساء السبت جاء هادئاً ركّز في معظمه على الجانب المحلي في ضوء مناقشة مشروع الموازنة وسياسة التقشّف ومكافحة الفساد وابتعد عن شنّ الحملات على السعودية ودول المحور الاميركي، بل شدد على معادلة “المقاومة” التي هي تهديد استراتيجي لاسرائيل”، جازماً “بأن لا مكان في الدولة الا للمقاومة”. حتى انه لم يتطرّق الى العمليات العسكرية الاسرائيلية المستمرة ضد الاهداف الايرانية ومواقع “حزب الله” في سوريا”.

ولفتت الاوساط الى “ان هذا الهدوء في موقف الحزب يعكس تمسك “الضاحية” بالاستقرار في لبنان وعدم الانجرار الى المواجهات في المنطقة الى جانب اي محور من المحاور، او الاستجابة لاوامر الحرس الثوري الالتزام بالاجندة الايرانية وتغليبها على المصلحة اللبنانية”.

واعتبرت “ان معظم مضامين خطاباته منذ فترة تركّز على الشأن الداخلي خلافاً لما كانت عليه في السابق، مع انه من موقعه المؤثّر كلاعب اساسي على الساحة الاقليمية يجعل منه محط انتظار ومراقبة لمواقفه”، واشارت الى “انه يظهر وكأنه يريد من خلال هذه العودة الى الداخل الايحاء بلبننة اهتماماته ومواقفه والحصول على غطاء شرعي داخلي من خلال الانخراط اكثر في الحياة السياسية اللبنانية والاندماج في اللعبة السياسية بعدما كان بعيداً منها مُبدّياً المسائل الاقليمية وقضايا المنطقة. وهو دشّن العودة الى الداخل باعلان الحرب على الفساد ومحاربة من تسبّب بهدر المليارات من المال العام منذ سنوات واللجوء الى القضاء في الفترة المقبلة من خلال ملفات موثّقة”.

وشددت الاوساط على “اننا اليوم امام تنظيم مختلف. فـ”حزب الله” لم يعد كما كان في الماضي يُخصص امينه العام جزءاً كبيراً من خطابه للملفات الاقليمية وترك الامور اللبنانية للنهاية، بل اصبح يهتم بكل “شاردة وواردة” محلية ويعد الملفات ويعقد مؤتمرات صحافية (نوابه ووزراءه) لتشريح كل ملف ووضع النقاط على حروفه.