IMLebanon

الحريري: علينا كلبنانيين أن نساعد بعضنا البعض

رعى رئيس الحكومة سعد الحريري الانطلاقة العلنية لتوسيع نطاق البرنامج الوطني لاستهداف الفقر (NPTP)في تعاونية صبرا بالطريق الجديدة، بحضور وزير الشؤون الاجتماعية ريشار قيومجيان، سفيرة الاتحاد الأوروبي في لبنان كريستينا لاسن، السفير الألماني جورج برغيلين، مدير منظمة الغذاء العالمي عبد الله الوردات ومخاتير المنطقة والمستفيدين من البرنامج وحشد من المواطنين.

وشكر الحريري “الاتحاد الأوروبي والحكومة الألمانية والبنك الدولي على مساعدتهم للبنان”، وقال: “هذا البرنامج بدأ في العام 2009 أو 2010 ومساهمتنا كحكومة كانت 28.7 مليون دولار ومساهمة الحكومة الألمانية بلغت أكثر من 50 مليون دولار، والآن أضافت إليها عشرة ملايين يورو وكذلك ساهم الاتحاد الأوروبي الآن بـ25 مليون يورو. فشكرا لكم وأنا أعتقد أن هذا البرنامج هو أحد أهم البرامج التي ننفذها”.

وأضاف: “أود أن أشكر المجتمع الدولي والاتحاد الأوروبي وألمانيا ووزير الشؤون الاجتماعية ومدير منظمة الغذاء العالمي على كل ما يقومون به. فهذا البرنامج يطال الفقر المدقع والذي تبلغ نسبته 8%، وهذا يعني أن هناك حوالي الـ240 ألف شخص يعانون من الفقر المدقع. في السابق كنا نغطي 58 ألف شخص من هؤلاء بالمساهمات التي حصلنا عليها سنرفع نسبة الأشخاص الذين يطالهم البرنامج إلى 85 ألف شخص”.

وأردف: “هذا البرنامج، يجب أن ندعم وزارة الشؤون الاجتماعية في تنفيذه ونكثف ضخ الأموال فيه، لأنه يساعد هذا المواطن اللبناني. لكننا أضفنا إلى هذا البرنامج أمرا جديدا وهو أن نسمح لهؤلاء المواطنين بالخروج من فقرهم هذا وإدخالهم إلى المدارس والمهنيات وعالم الأعمال. هذا يعني أننا لا نحاول أن نطعم الناس أو نعطيهم بطاقات استشفاء فقط بل أن نحسن من مستوى حياة المواطن الذي يعيش في الفقر المدقع ونوفر لهم التعليم في برامج مهنية وغيرها”.

وختم: “هذا من أهم البرامج الإنسانية بالنسبة إلي لأنه علينا كلبنانيين أن نساعد بعضنا البعض، وبالتأكيد الجميع يستطيع أن يتبرع لهذا البرنامج”.

بدوره، لفت السفير الألماني إلى أن “زيادة مساهمة ألمانيا والاتحاد الأوروبي في البرنامج الوطني لاستهداف الفقر تطال 27 ألف مواطن لبناني إضافيا عما كان عليه العدد في السابق وسيكون بإمكانهم الحصول على الغذاء بشكل أفضل”.

وقال: “إن التأثير الفوري لهذه الزيادة هو توفير أمان اقتصادي أفضل للعائلات اللبنانية ولاسيما الأطفال والشباب. لكن تأثير ذلك سيكون أوسع من خلال تمكن الأطفال من الذهاب إلى المدارس والحصول على فرص أكبر للتعلم، وكذلك الشباب الذين يمكنهم مواصلة التعلم لأنهم لن يكونوا مضطرين للعمل في عمر مبكر للمشاركة في تأمين دخل للعائلة، وكذلك سيساهم ذلك في تمكين النساء. وعليه، فإن الاقتصاد اللبناني ككل سيستفيد ولاسيما المتاجر المرخصة من قبل منظمة الغذاء العالمي، كهذا المتجر الآن حيث 55% من المال سيصرف على سلع لبنانية الصنع”.

وأكد السفير “لتزام ألمانيا بهذا البرنامج من خلال رفع مساهمتها بقيمة عشرة ملايين يورو”.

من جهتها، أعربت لاسنعن “سعادتها لكون الحكومة اللبنانية ولا سيما في السنوات العشر الماضية، عملت على البرنامج الوطني لاستهداف الفقر وهو أحد أهم الوسائل لمحاربة الفقر والتأكد من أن مزيدا من المواطنين يمكنهم أن يصبحوا ناشطين أكثر اقتصاديا ويتمتعوا بحياة كريمة”.

وأشارت إلى أن “تعاونية صبرا هي من ضمن المتاجر المعتمدة من قبل البرنامج والتي تبلغ أكثر من خمس مائة متجر على مساحة لبنان، بما يمكّن أكثر من عشرة آلاف من المواطنين الأكثر فقرا من شراء حاجياتهم الضرورية عبر استخدام البطاقة الإلكترونية”.

وقالت: “نحن سعداء أن نعلن أن الاتحاد الأوروبي يقدم دعما إضافيا لهذا البرنامج، وهذه استجابة محددة من قبلي لما طلبه الحريري في السنة الماضية خلال مؤتمر “بروكسل 2″ لدعم الاتحاد الأوروبي والدول الأوروبية لهذا البرنامج الهام جدا. ومن هذه الزيادة التي نعلن عنها يرتفع عدد المستفيدين من البرنامج بنسبة 50%، أي أن المواطنين اللبنانيين المستفيدين من هذا البرنامج سيرتفع من 58 ألفا إلى 85 ألفا”.

وختمت، مؤكدة أن “أوروبا ستقف دائما إلى جانب لبنان في ظروفه الجيدة كما السيئة”، مشيرة إلى أنه “منذ 2012 وحتى اليوم، تضاعفت مساهمات الاتحاد الأوروبي للبنان سبعة أضعاف في مختلف المجالات”.

بدوره، شكر قيومجيان “الاتحاد الأوروبي والبنك الدولي ومنظمة الغذاء العالمي والحكومة الألمانية على كل ما يقدمونه وما يلتزمون به لدعم الأسر الأكثر فقرا، ومواجهة كل المشاكل الاجتماعية التي يعرض لها المجتمع اللبناني. وقال: “هذا الحفل ليس البداية بل هو استمرارية لدعمكم المتواصل لكي يستفيد المزيد من المواطنين من هذا البرنامج”.

وأضاف: “لقاؤنا هو لكي نقول للشعب اللبناني أن وزارة الشؤون الاجتماعية، وبتوجيه من الرئيس الحريري، مستمرة بدعم البرنامج الوطني لاستهداف الفقر برغم كل الكلام الذي قيل مؤخرا وكل سياسة التقشف التي تتبعها الحكومة. نحن نؤكد التزامنا بهذا البرنامج وتطويره، بدعم من المؤسسات الدولية والحكومات المانحة. هذا البرنامج تستفيد منه نحو 44 ألف عائلة لبنانية، صحيا وتربويا وغذائيا. هذه البطاقة كان يستفيد منها نحو عشرة آلاف عائلة، ورفعنا عدد المستفيدين إلى حوالي الخمسة عشر ألف عائلة، فشكرا للاتحاد الأوروبي والحكومة الألمانية على هذا الدعم المتواصل، نأمل أن تكون بداية لمزيد من التعاون المستقبلي”.

وختم: “أود أن أؤكد التزامنا إلى جانب الرئيس الحريري لتحسين ظروف المواطنين اللبنانيين رغم كل الأزمات التي نعيشها. هذا اللقاء هو لقاء أمل ونحن ملتزمون بإعطاء الأمل للشعب اللبناني وتطوير حياته وتأمين إزالة الفوارق الاجتماعية بين كل أطياف الشعب اللبناني وتأمين العدالة الاجتماعية، حرصا منا على رفاهية وسعادة وصحة اللبنانيين”.

وفي ختام الحفل، جال الرئيس الحريري في أرجاء المتجر والتقى العائلات المستفيدة من البطاقة واستمع إلى مطالبهم وحاجاتهم.