IMLebanon

وساطة لتجنيب العراق الصراع والعقوبات الاميركية

كشف رئيس الوزراء العراقي، عادل عبد المهدي، أمس، عن زيارتين سيقوم بهما وفريقه الوزاري إلى إيران ثم الولايات المتحدة، بعد عطلة عيد الفطر مباشرة. وأكد “أن بلاده تتحرك نحو التهدئة، من أجل تجنيب العراق تداعيات العقوبات على إيران”. فما هي أبعاد هاتين الزيارتين، خصوصاً أنهما تأتيان في وقت، تشهد فيه العلاقات بين الولايات المتحدة وإيران تصعيداً ملموساً على خلفية فرض واشنطن عقوبات اقتصادية موجعة على الجمهورية الإسلامية، بما في ذلك على قطاعها النفطي، وإرسال مجموعة سفن حربية إلى منطقة الخليج بسبب “تهديدات إيرانية” للقوات الأميركية وحلفائها.

وأوضحت مصادر متابعة للوضع العراقي “أن جولة عبد المهدي الى واشنطن تحديداً ستحمل ملفات أمنية وسياسية واقتصادية عدة، يتوقع أنها ستؤسس لعلاقة مستقرة وواضحة مع الأميركيين، خاصة في ما يتعلق بالوجود العسكري الأميركي في العراق”.

من جهة أخرى، كشفت المصادر أن الولايات المتحدة سمحت للعراق، من دون التصريح عن ذلك علانية، باستيراد وتصدير النفط الايراني عبر موانئه، بكمية توازي نحو مليون و800 الف برميل يوميا، اي ما يشكل جزءاً كبيراً من انتاج إيران النفطي، اي ما يزيد على 60 في المئة، والباقي سيتم تصديره، اي ما نسبته نحو 30 في المئة عبر مضيق هرمز، دون ان يعترضها أحد”. ولفتت المصادر الى “أن العراق لا يريد ان يكون ساحة صراع للقوى الخليجية بين ايران واميركا، خصوصاً مع وجود جنود اميركيين على أرضه، إضافة الى أن الساحة العراقية معرّضة، لذلك فهو يحاول ان يتمتع باستقلالية وان يكون محايداً ولا يدخل في هذا النزاع الذي سيدور جزء منه على ارضها”.

وأشارت المصادر الى “أن العراق سيلعب دوراً مهماً في المنطقة، كوسيط بين أميركا والسعودية وايران”، مشددة “أن لا حرب في المنطقة، إنما مجرد تصعيد كلامي، وتصريح الرئيس الاميركي دونالد ترامب من طوكيو خير دليل الى مد يد التفاوض مع إيران”.

لكن الايرانيين يرفضون التفاوض، رغم انهم ضمنياً يريدون ذلك. والسبب برأي المصادر، أن الايرانيين لن يوافقوا تلقائياً، كي لا يظهروا بمظهر الضعيف، وسيضطرون إلى تقديم التنازلات”، لافتة الى “أن خطوة إيران الاولى ستكون تخفيف التوتر بين الفرقاء في منطقة الخليج. والخطوة التالية المفاوضات التي ستستغرق وقتا طويلاً”.

وتعتبر المصادر”أن الجزء الاساسي من النزاع سيكون على مضيق هرمز ومنطقة الخليج العربي وبحر العرب واليمن، لكن، وبسبب الترابط العراقي –الايراني، الذي اشتدت أواصره بشكل كبير بعد الحرب على صدام عام 2003 ، سيتحمل العراق جزءا كبيرا من هذا الصراع. فقد ربط الايرانيون اقتصادهم باقتصاد العراق، وأمنهم أيضاً من خلال الحشد الشعبي، الذي يبلغ عديده ال150 ألفاً. وهذا الترابط يحتم على العراق التواصل مع ايران”.

لذلك، تؤكد المصادر “أن عبد المهدي، سيقوم خلال جولته بوساطة، قد تكون ناجحة، أولاً من أجل تخفيف الضغط الاميركي على العراق اقتصادياً وإعطائه خيار العلاقة مع ايران بشكل استثنائي واكثر من دول اخرى. وثانيا السعي لايجاد تسوية اميركية ايرانية”، لافتة إلى “أن الايرانيين أعلنوا استعدادهم للتفاوض مع الخليج، وبالتالي تخفيف التوتر القائم هناك، ابتداء من اليمن” مشيرة إلى “أن اليمن هي المؤشر. وقد بدأ الاميركيون يعون ان ليس من مصلحة السعودية والامارات استمرار الحرب، وبدأوا يضغطون على الحوثيين والايرانيين لوقف المجازر”.

وختم: “كل هذه التحركات الدبلوماسية تهدف الى تخفيف حدة التوتر في المنطقة بغية التمهيد لصفقة القرن، لأن اميركا لا يمكنها تمريرها في ظل وجود توتر، خصوصاً وأن طريق الصفقة شائك ويحتاج الى وقت طويل من المفاوضات في ظل ممانعة معظم الدول العربية لها”.