IMLebanon

“الحزب” يقّلص فرضية حربٍ لا يريدها.. وايران تلعب ورقة ترضي الاميركيين

لا تزال قضية انشاء حزب الله مصانع لتطوير الصواريخ الدقيقة في لبنان، والتي رفعت تل ابيب الصوت ضدها في الاسابيع الماضية، واستُتبعت بتحرك اميركي تحذيري سريع على الساحة الداخلية، لا تزال تتفاعل.

ففيما نفى الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله هذه المعطيات في “يوم القدس”، انضم اليه اليوم الحرس الثوري الايراني، في دحضها ايضا. فقد أكد مصدر رفيع في “الحرس” صحة الحديث الأخير لنصرالله​ حول عدم وجود مصانع صواريخ دقيقة حالياً في ​لبنان، مستطردا “لكن هذا لا يعني عدم وجود مصانع للصواريخ، بل إن الحزب أوقف صناعة الدقيقة منها منذ مدة، لانكشاف أمرها، وتعرضه مع ​الحكومة اللبنانية​ لضغوط قوية من الأميركيين، والتخوف من كشفها من جانب جواسيس ​إسرائيل​”. وذكر المصدر لـ “الجريدة” الكويتية أن “نصرالله لا يكذب لأن حزب الله نقل هذه ​المصانع​ إلى مناطق في شمال شرق سوريا كي تكون بمنأى عن الاستهداف الإسرائيلي، على أن يتم تصنيع القطع الإلكترونية والرؤوس اللازمة للصواريخ الدقيقة في سوريا، وأجسام ​الصواريخ​ في لبنان، ويحتاج الحزب فقط إلى تركيب تلك القطع على هذه الأجسام كي تصبح الصواريخ دقيقة”.

وبحسب ما تقول مصادر سياسية مراقبة لـ”المركزية”، فإن المواقف الايرانية هذه يمكن وصفها بـ”ضربة على الحافر وضربة على المسمار”. فالحزب والحرس يحاولان من خلالها الحفاظ على “رمادية” تحوط ترسانتَهما وما تتضمّنه من أسلحة في الجنوب اللبناني، كون هذا الغموض يقلق الاسرائيليين.  الا انهما في الوقت عينه، يريدان حماية رأس “الحزب” من اي استهداف عسكري مباشر له في لبنان، لانه غير قادر راهنا على الدخول في اي مواجهة واسعة النطاق، نظرا الى تشتّت قواه بين سوريا واليمن والعراق، من جهة، والضائقة المالية التي يمر بها جراء العقوبات الاميركية الاقتصادية، من جهة ثانية… والا فلماذا ينفي امتلاكه صواريخ دقيقة؟ هو “انكفاءٌ” اذا، لكن من دون “انكسار” يمارسه الحزب على هذه “الجبهة”، تقول المصادر، قبل ان تشير الى ان ما يجدر التوقف عنده ايضا، هو ان هذه الايضاحات لا تنحصر مفاعيلها  بالحزب والاسرائيليين ولبنان فقط، بل تتخطاها الى الصراع الأكبر الدائر حاليا بين الايرانيين والاميركيين. ففيما واشنطن تشترط على طهران وقف تدخلاتها في الدول العربية وكفّ تهديدها أمن تل ابيب، لتبادر الى الجلوس معها الى طاولة المفاوضات، تبدو طهران بتأكيدها ان لا صواريخ دقيقة في حوزة الحزب، تضع على الطاولة ورقة من شأنها ارضاء الادارة الاميركية.

واذ تلفت المصادر الى انها بطبيعة الحال لن تكون كافية للفوز برضى الرئيس دونالد ترامب، تقول ان المصلحة اللبنانية تبدو المتضررة الاكبر من هذا الواقع. فسواء كانت الصواريخ دقيقة ام عادية والمصانع موجودة ام غير موجودة، لا قيام لدولة فعلية فيما تمتلك قوى خارجة عن الشرعية سلاحا وتتحكم بقرار الحرب والسلم.