IMLebanon

مخزومي: السجالات التي تشهدها البلاد “بشعة”

اعتبر النائب فؤاد مخزومي أن “البطولة المشهودة للشهداء الذين سقطوا في طرابلس خلال التصدي للإرهابي القاتل تجمع اللبنانيين من حولها”، مبديا “استغرابه من محاولات استثمار قوى سياسية لهذا الحدث الأليم”.

وأضاف، خلال تفقد أماكن الهجمات الإرهابية التي وقعت في طرابلس ليلة عيد الفطر المبارك: “إن السجالات التي تشهدها البلاد بشعة خصوصا أنها تطاول مؤسسات الدولة تشكيكا وتجريحا”، مشيرا إلى أن “لصق الاتهامات بطائفة ومذهب أصبح سلوكا ليس ممجوجا، فحسب بل هو مرفوضٌ جملة وتفصيلاً. فالسنة دعاة سلام وتعايش ومسامحة تماما كما هي حال كافة الطوائف والمذاهب على الإطلاق، فالإرهاب لا دين له ولا مذهب”.

وسأل: “لماذا الدق على وتر العصبيات الطائفية والمذهبية والمغامرة بوحدة البلد بدل الوقوف موقفا وطنيا واحدا في مواجهة الإرهاب؟ ونرفض رفضا تاما الربط بين الإسلام والإرهاب”.

وتابع: “باختصار المطلوب الالتزام بمفهوم، بل بروحية اتفاق الطائف سقفا للغة التي يجب أن يعود إليها المسؤولون المتعددو الوجهات”، محذراً من أن “اللغة الشعبوية لا تخدم أحدا ولا تخدم السلم الأهلي”، وداعيا إلى “الالتزام الحقيقي بالوحدة الوطنية والأهم البقاء تحت سقف الدستور”.

وأردف: “إن الاصطفافات الطائفية البغيضة لن تساعد في رفعة طائفة وفي تهميش أخرى ولا تقدم مذهب على حساب آخر ولا فئة على أخرى، وهذه الاصطفافات المصطنعة لا ترفع في الأصل من شأن أحدا من السياسيين، ولن تفتح الطريق لأيّ كان كي يتبوأ المناصب ولن تكون دربا لإسقاط آخر، بل هي لا تذكر إلاّ بمقدمات الحرب الأهلية المشؤومة والمقيتة بكافة المقاييس، فليحذر الجميع من هذا السلوك الشائن”.

وقال: “إذا كنا قد ارتضينا التسويات السياسية، المبنية على المحاصصة، بين أفرقاء يتقاتلون عند كل حدث وكل مفترق لحل أزمة، فلا يعني هذا أن الشعب اللبناني لن يحاسب المسؤولين عن الإنهيار الذي يتهدد البلد”.

وختم، مؤكدا “ضرورة تحصين قوانا الأمنية جيشا وقوى أمن داخلي لأن تضحياتهم العظيمة هي الضمانة لحفظ الأمن وتحصين القضاء بالعمل على استقلاليته، وليكن الموقف الوطني الجامع هو السبيل الآخر لضمان أمن البلد واستقراره”، رافضا “المساس بالمخصصات وتعويضات القوى الأمنية والجيش والقضاة أيضا”، ومحذرا من “الاستهانة بأهالي الشهداء واستضعاف الجرحى والمتقاعدين”.

وخلال جولته، زار مخزومي مرفأ طرابلس والتقى رئيس المرفأ الدكتور أحمد تامر وعددا من أصحاب المحال التجارية المجاورة للمرفأ المتضررين من الهجوم الإرهابي واستمع إلى رواياتهم حول الحادثة وهواجسهم. ثم توجه إلى شارع التوليد، حيث المبنى الذي اقتحمه الإرهابي والتقى عددا من سكانها وأصحاب المحلات الذين استمع منهم إلى ما جرى في تلك الليلة الدموية، متسائلين إلى متى ستبقى طرابلس مهمشة.

ووعدهم مخزومي بـ”متابعة موضوع التعويضات عن الأضرار شخصيا من خلال مجلس النواب والهيئة العليا للإغاثة”، وأبلغهم أن “الهدف الأساس من زيارة طرابلس هو تفقد أحوالها والوقوف على هواجس أهلها”.

ثم توجه مخزومي إلى مسجد الظافر لأداء صلاة الجمعة وزار النائب فيصل كرامي معزيا بالرئيس الشهيد رشيد كرامي في ذكراه الثانية والثلاثين.

والتقى إلى مأدبة غداء في مطعم الشاطئ الفضي عددا من الوجوه الطرابلسية للوقوف أكثر على الأوضاع في عاصمة الشمال. وكان مخزومي قد بدأ زيارته من مركز مؤسسة مخزومي حيث التقى ثلة من الشخصيات الطرابلسية وتربويين، ووضعهم في صورة الأوضاع العامة ووعدهم بالتواصل الدائم.

وجدد في مختلف محطاته الطرابلسية “تعازيه بشهداء قوى الأمن الداخلي والجيش”، متمنيا لـ”الجرحى الشفاء العاجل”.