IMLebanon

ترامب وبوتين يلتقيان نهاية الجاري: ماذا يحمل اجتماعهما؟

أفادت وكالة “إنترفاكس” الروسية للأنباء، نقلا عن الكرملين، بأن الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأميركي دونالد ترامب سيلتقيان خلال اجتماع مجموعة العشرين في أوساكا في اليابان هذا الشهر. ونقلت الوكالة عن المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف قوله: “هناك فرصة بالتأكيد. هناك فرصة لحدوث أي شيء”. وسبق لترامب أن قال، في أيار الماضي، إنه سيلتقي بوتين والرئيس الصيني شي جين بينغ، خلال قمة مجموعة العشرين في أواخر حزيران الحالي.

اللقاء المرتقب بين الرجلين هو الاول لهما منذ عام تقريبا اذ يأتي بعد ان اجتمعا في تموز الماضي في العاصمة الفنلندية هلسنكي، حيث ناقشا عددا من المواضيع ذات الاهتمام المشترك، إلى جانب قضية الاتهامات التي تلاحق موسكو بالتدخل في انتخابات الرئاسة الأميركية عام 2016.

وبحسب ما تقول مصادر ديبلوماسية لـ”المركزية”، فإن القمة المنتظرة بعد ايام، تتخذ اهمية استثنائية وطابعا “مفصليا”، نظرا لتداعياتها على التطورات الاقليمية والدولية. ذلك ان التوتر المستمر في العلاقات بين واشنطن وموسكو، بسبب عدد لا بأس به من الملفات الساخنة، ومنها الصراع في سوريا وأزمة فنزويلا والنزاع في اوكرانيا والاتفاق النووي الايراني والصراع الفلسطيني – الاسرائيلي، يحول حتى الساعة دون التوصل الى اي حلول لهذه القضايا الملتهبة ويُبقيها متفجّرة سياسيا وأمنيا لكن ايضا عسكريا.

فإذا ساهمت المشاورات التي ستدور بين الزعيمين في أوساكا في ردم الهوة بين مقاربتيهما لقضايا الساعة، فإن قطار التسويات سيوضع على السكة الصحيحة، أما اذا بقيت نظرتاهما متباعدتين، فذلك سيعني ان الحلول المطلوبة ستتأخّر وقتا اضافيا. ومن المعروف ان “صفقة القرن” لحل النزاع الفلسطيني – الاسرائيلي، من جهة، و”تطويق النفوذ الايراني” من جهة ثانية، يحتلان الاولوية في أجندة ترامب. وعليه، وبعد ان جال في اوروبا الاسبوع الماضي مسوّقا طروحاته في هذين الشأنين، سيستكمل اتصالاته مع روسيا في قابل الايام، ثاني اكبر قوة على الساحة الدولية. وفيما يبدو ترامب متمسّكا بمسار “خنق” ايران، وبـ”صفقة القرن” كما هي، وفي وقت لا يُبدي اي مرونة حيال إدخال تعديلات اليهما، تقول المصادر ان محاوريه في الطرف الآخر ليسوا على الموجة نفسها معه، اذ يتمسكون بالاتفاق النووي، وبحل الدولتين في الاراضي المحتلة، وهذا الواقع يرجح فرضية الا يكتب لمخططات الرئيس الاميركي عمرٌ، أقله في المدى المنظور.

وكان الرئيسان الأميركي دونالد ترامب والفرنسي إيمانويل ماكرون أكدا الخميس وحدة الموقف بشأن الملف النووي الإيراني، وأعربا عن الأمل باستئناف المفاوضات، رغم تباعدهما بما يخص الاتفاق الذي انسحبت منه واشنطن.

وقال ترامب للصحافيين بينما كان ماكرون إلى جانبه: “أفهم أنّ الايرانيين يريدون التحدّث، هذا جيّد جدا. سنتحدث، ولكن ثمة شيء اكيد: ليس بمقدورهم الحصول على سلاح نووي، وأعتقد أنّ الرئيس الفرنسي سيوافقني تماما”. من جانبه، قال ماكرون: “نريد أن نكون متيقنين من أنّهم لن يحصلوا على السلاح النووي”، ولكنّه أضاف: “لدينا اداة لذلك تستمر حتى 2025″، في إشارة إلى الاتفاق النووي الموقع في فيينا عام 2015 والذي رفضه دونالد ترامب في وقت لاحق معتبرا أنّه لا يفي الغرض منه. وعرض الرئيس الفرنسي سلسلة من الأهداف بالنسبة إلى فرنسا (تقليص النشاط البالستي لإيران، الحد من نفوذها الإقليمي)، وأضاف إليها “هدفا رابعا مشتركا” بين باريس وواشنطن، وهو “السلام في المنطقة” والذي لأجله “ينبغي علينا الشروع في مفاوضات جديدة”.