IMLebanon

نصائح للتغلّب على حرارة الصيف

كتبت سينتيا عواد في صحيفة “الجمهورية”:

في ظلّ التوتر الناتج من الدراسة والعمل، لا شكّ في أنّ الصيف يشكّل أفضل فرصة للهروب قليلاً من الواقع. لكن إذا كنتم تنتظرون هذا الموسم بفارغ الصبر، فإنكم بالتأكيد لا تريدون أن يُنغّص الجفاف وحروق الشمس أجمل أيام السنة. فكيف تتصرّفون لتنعموا بالأوقات الجميلة في الهواء الطلق؟

بما أنّ حرارة الطقس المرتفعة لا تقلّ خطورة عن نظيرتها المتدنّية، من المهمّ اتّباع توصيات الطبيب الأميركي العالمي، د. أوز، خلال الصيف تفادياً للإصابة بأيّ مشكلة قد تكون فائقة الجدّية:

الحفاظ على البرودة في الطقس الحارّ
بالتأكيد تدركون جيداً هذا الشعور الغريب الذي ينتابكم عند التوجه إلى الداخل بعد قضاء ساعات تحت أشعة الشمس على البحر. من المهمّ أخذ استراحة من الشمس لأنّ التعرّض المكثف لها قد يسبّب مشكلات صحّية تشمل الإنهاك الحراري، والتشنّجات، والصداع النصفي. لتفادي هذه الأمراض الناتجة من الطقس الحار، لا بدّ من تفادي الخروج في الهواء الطلق من الساعة 12 ظهراً حتى 3 عصراً، ألا وهو الوقت الأكثر سخونة خلال اليوم. أمّا إذا تعرّضتم للأشعة فوق البنفسجية عندما تكون في ذروتها، إحرصوا على ارتداء ملابس خفيفة وفضفاضة، وابقوا في الظلّ متى أمكنكم ذلك. إذا لاحظتم وجود أعراض الإنهاك الحراري مثل الدوخة، أو أوجاع الرأس، أو آلام العضلات، أو الغثيان، إنتقلوا إلى الظلّ واشربوا المياه فوراً. وفي حال تفاقم هذه الأعراض، فقد يكون السبب ضربة الشمس، لذلك يجب طلب الإسعاف سريعاً.

ترطيب الجسم باستمرار
التعرّق وقضاء الوقت تحت الشمس قد يسبّبان جفاف الجسم، ما يشكّل خطورة على الصحّة. من المهمّ الحفاظ على الترطيب طوال أيام السنة، إلّا أنّ الأنشطة البدنية في الهواء الطلق خلال الصيف قد تكون بشكل خاص مستنزفة. معرفة إشارات الجفاف هي أول خطوة للوقاية من الانعكاسات السلبية. أفضل طريقة لاختبار معدل الترطيب تكمن من خلال مراقبة لون البول الذي كلما كان داكناً يُرجّح أن يكون الجسم مصاباً بالجفاف. يمكن التصدّي لهذا الأخير من خلال احتساء الكثير من المياه خلال اليوم، والتركيز على الفاكهة والخضار المليئة بالسوائل مثل البطيخ والخيار.

أخذ الاحتياطات خلال الأنشطة الخارجية
يسمح الصيف بممارسة التمارين في الهواء الطلق، مثل كرة السلّة وكرة الطائرة الشاطئية، بدلاً من التواجد في صالة النادي الرياضي. غير أنّ هذا الأمر يعزّز احتمال التعرّض للإصابات. هناك آلاف الخيارات التي يمكن الاستعانة بها عندما يتعلّق الأمر بالتمارين المنخفضة التأثير في الهواء الطلق خلال الصيف، مثل ركوب الدراجة الهوائية، والتنزّه بعد الظهر، والسباحة، والآيروبك المائية. وبغضّ النظر عن نوع الرياضة الذي تختارونه، إحرصوا على التمدّد بشكل صحيح تفادياً للإصابة، وضعوا واقي الشمس بانتظام عند الخروج، واشربوا الكثير من المياه لترطيب جيّد. أمّا إذا لاحظتم وجود شيء مُزعج أو مؤلم أثناء الرياضة، توقفوا واستمعوا جيداً لأجسامكم. يُستحسَن أخذ استراحة بدلاً من التسبّب بضرر جدّي وتمضية الإجازة الصيفية على الأريكة.

تطبيق واقي الشمس دائماً
في حين أنكم قد تتعطشون لاستمداد الفيتامين D بعد أشهر عدة من البقاء في الأماكن المغلقة، غير أنّ كثرة التعرّض للشمس قد تدمّر البشرة وتؤدي إلى تجاعيد مُبكرة أو كلف، وقد تعزّز حتى خطر الإصابة بسرطان الجلد. يمكن كذلك التعرّض لخطر أشعة الشمس أثناء قيادة السيارة أو المشي حول متجر في الهواء الطلق. يجب الحرص على وضع واقي الشمس حتى إذا اقتصر الخروج لبضع دقائق. ومن جهة أخرى، يجب التمييز بين «الاستخدام اليومي» و»الاستخدام النشط» المدوّنين على منتجات الـ»SPF». فالأول يُعنى بالتعرّض للحدّ الأدنى من أشعة الشمس ويتوافر في مستحضرات التجميل. أمّا الثاني فمُخصّص للتعرّض المطوّل للأشعة فوق البنفسجية المباشرة ويكون مقاوماً للمياه فيوفر حماية أثناء التعرق. يُستحسن اختيار الكريم بدلاً من الرذاذ لأنّ هذا الأخير لا يغطي كل الأجزاء بشكل جيد. كذلك من المهمّ قراءة الغلاف لمعرفة كم عدد المرات التي يجب إعادة تطبيق الـ»SPF»، خصوصاً أثناء التواجد في المياه.

أخيراً وفي حال التعرّض لحروق شمس على رغم وضع «SPF»، يمكن خفض الالتهاب وتهدئة الحرق من خلال تطبيق مواد هلامية طبيعية مُسكّنة مثل الألوفيرا. كذلك فإنّ العقاقير المضادة للالتهاب تساعد بدورها على تخفيف الألم. وبما أنّ حروق الشمس تسبب جفافاً شديداً، من الضروري تزويد الجسم بجرعة عالية من المياه.