IMLebanon

هل تصرخ ايران خوفاً من سقوط النظام بضربة “العقوبات”؟

بدءاً من الغد، تتوقّف ايران عن التزامها ببندين آخرين من الاتفاق النووي الذي وقّعته مع الدول الست عام 2015 كما اعلن امين المجلس الأعلى للأمن القومي علي شمخاني الثلثاء الفائت، معتبراً “ان الدول الأوروبية تمارس ضغوطا لإرغام إيران “على الاستمرار في تنفيذ الالتزامات” بموجب الاتفاق النووي” من دون تنفيذ سائر الأطراف لالتزاماتها المتبادلة”.

وتأتي هذه الخطوة استكمالاً لما اعلنته طهران في الثامن من ايار الماضي انها اوقفت الحد من مخزونها من المياه الثقيلة واليورانيوم المخصب والذي كانت تعهدت به بموجب الاتفاق النووي مع الدول الست الكبرى رداً على انسحاب الولايات المتحدة منه قبل سنة. وامهلت الدول الأخرى الموقعة على الاتفاق (المانيا، الصين، فرنسا، بريطانيا وروسيا) “60 يوما” لمساعدتها على الالتفاف على العقوبات التي تشلّ اقتصادها، خصوصا قطاعها المصرفي وصادراتها النفطية.

ووسط فشل المساعي الدولية كافة في تقريب وجهات النظر بين واشنطن وطهران، يرتفع منسوب التصعيد بينهما متّخذاً مياه واجواء المنطقة ساحةً لتسجيل الاهداف والمتوقّع ان يبلغ ذروته بعد 7 الجاري مع اعلان الرئيس الايراني حسن روحاني “ان بعد هذا التاريخ لن تلتزم ايران بالضوابط الموجودة في الاتفاق النووي لناحية التخصيب والانتاج وتشغيل وتطوير المفاعل النووية الايرانية”.

ومع انقضاء المهلة التي اعطاها الإيرانيون للأوروبيين للعمل على إنقاذ الاتفاق النووي، يصبح الاتفاق برمته في مهب الريح ما يُشرّع الباب واسعاً امام ارتفاع حدّة الاشتباك الاقليمي-الدولي وبالتالي دفع الازمة الى التصعيد بسبب تحدّي طهران للمجتمع الدولي والدول الست الموقّعة على الاتفاق النووي.

وعزت اوساط دبلوماسية عبر “المركزية” الموقف الايراني التصعيدي “نووياً” الى “النتائج الكارثية التي خلفتها العقوبات الاميركية على اقتصادها والتي لا يبدو حتى الان ان هناك حدوداً لها. كما ان الجمهورية الاسلامية تخشى من تداعياتها شعبياً في ظل تنامي شعور التململ لدى الايرانيين وغياب مقوّمات الصمود (هناك معلومات متداولة عن إقفال عدد من المستشفيات بسبب نقص في مواد اساسية من ادوية ومعدّات طبّية) وهو ما يُعتبر ارضاً خصبة لانطلاق شرارة ثورة جياع قد تُطيح النظام الايراني القائم منذ ثورة الخميني”.

ومن المتوقّع ان تُصدر ادارة الرئيس دونالد ترامب رزمة عقوبات جديدة ستطال هذه المرّة وزير الخارجية محمد جواد ظريف وفق ما اُعلن ابّان فرض عقوبات على المرشد الاعلى علي خامنئي.

واعتبرت الاوساط الدبلوماسية “ان زيادة الضغط على ايران عبر سيف العقوبات قد يدفعها الى اطلاق صرخة النجدة قبل غيرها وفق لعبة عضّ الاصابع ومن يصرخ اولاً”، ولفتت الى “ان واشنطن تُدرك مدى فاعلية وقوّة سلاح العقوبات وتعتبره الطريقة الاسلم والافضل لـ”تركيع” الجمهورية الاسلامية وإعادتها الى طاولة المفاوضات على عكس المواجهة العسكرية التي يذهب فيها ضحايا، فضلاً عن ان ترامب لن يُعطي الحرس الثوري من خلال الاشتباك العسكري فرصة تعويم نفسه والظهور بموقع القوي الذي يواجه الشيطان الاكبر”.

من هنا، اشارت الاوساط الى “ان الحرب الباردة بين البلدين مستمرة، وسط تحريك عجلة الوسطاء منهم فرنسا التي تنشط بفاعلية على هذا الخط، خصوصاً ان ترامب “لا يمزح” في موضوع العقوبات ومساعدة طهران على الالتفاف عليها، لان من يفعل ذلك (حتى الاوروبيين) لن يسلم من العقوبات”.